الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أزمة جنوب السودان تهيمن على قمة الاتحاد الأفريقي

أزمة جنوب السودان تهيمن على قمة الاتحاد الأفريقي
18 يوليو 2016 13:51
كيجالي(وكالات) بدأ قادة دول الاتحاد الأفريقي، أمس في كيجالي، قمتهم السابعة والعشرين التي يطغى عليها الوضع في جنوب السودان، في ظل المخاوف من تجدد النزاع على نطاق واسع في هذا البلد بعد موجة الاشتباكات التي شهدتها العاصمة جوبا الأسبوع الماضي. وبدأت القمة بجلسة مغلقة أعقبتها جلسة مفتوحة ناقشت عدداً من الموضوعات المطروحة على جدول الأعمال. وتبحث القمة إنشاء منطقة التجارة الحرة وانتخابات مفوضية الاتحاد، إضافة إلى قضايا تمكين المرأة. كما يناقش الزعماء الأفارقة تقرير اللجنة المعنية بمفاوضات إصلاح مجلس الأمن الدولي والموقف الأفريقي الموحد القائم على المطالبة بتخصيص مقعدين دائمين بالصلاحيات كافة، بما في ذلك حق «الفيتو». وأكد الرئيس الرواندي بول كاجامي ــ في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة ــ وحدة الدول الأفريقية وأن عقد القمة يقوم على أساس توحد الشعوب الأفريقية وما يخلق حلاً سلمياً لأي مشكلة تواجهها..مضيفاً أن القارة الأفريقية لديها الكثير لتقدمه للعالم بوحدتها والتي لا ينبغي أن تخضع لشروط مسبقة أو استثناءات. وقال كاجامي: إن الوحدة الوطنية بدأت كنقطة تحول للمجتمع الرواندي منذ 22 عاماً، حيث اعتمد الشعب الرواندي على أفكاره وجهوده وموارده والسبل التي تبناها.. مؤكداً أن شعبه يعتبر نسيجاً بين جميع الشعوب الأفريقية. وأشار الرئيس الرواندي إلى أن الاتحاد الأفريقي سيناقش حقوق الشعوب الأفريقية والمرأة تحديداً.. فضلاً عن قضايا الأمن وانتخاب القادة للمنظمة والاهتمام بالأنشطة التي تهم الجميع. وقال: «نحن قادرون على أن نقوم بذلك على الوجه الأمثل من خلال إرادة سياسية دون أي تأجيل». وأضاف الرئيس الرواندي أن القمة ستركز على البناء بمختلف الطرق. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الليلة قبل الماضية: «حان الوقت لتوجيه رسالة قوية إلى قادة جنوب السودان. إن شعب جنوب السودان خانه قادته أنفسهم... هذا أمر لا يمكننا السماح به ولن نسمح به». وتابع متحدثاً أمام قمة استثنائية للهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد) في شرق أفريقيا انعقدت في كيجالي قبل قمة الاتحاد الأفريقي: «حان الوقت لتحرك حاسم وجماعي». وأعرب بان عن دعمه لاقتراح أثيوبيا وكينيا ورواندا والسودان وأوغندا «تعزيز مهمة الأمم المتحدة في جنوب السودان بوساطة قوات من المنطقة تعمل بالتفويض ذاته وتحت القيادة ذاتها». وقال إنه «سيكون من الضروري كذلك على الأرجح إرسال قوات أخرى»، وهو يطالب بفرض حظر على الأسلحة إلى جنوب السودان ويأمل في الحصول على نزع الأسلحة في جوبا. كذلك بحث القادة الأفارقة مرة جديدة الأزمة في بوروندي، بعدما تخلوا خلال قمتهم السابقة في يناير عن خطة إرسال قوة تدخل من خمسة آلاف عنصر إلى هذا البلد. ويجري الكلام في أروقة القمة عن احتمال عودة المغرب إلى صفوف الاتحاد، وهي الدولة الوحيدة في القارة غير المشاركة في المنظمة الأفريقية منذ خروجها من «منظمة الوحدة الأفريقية» عام 1984 إثر خلاف حول مسألة الصحراء الغربية. وقال نائب رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي إيراستوس موينشا معلقاً: إن المغاربة سيكونون موضع ترحيب «كضيوف» على القمة إن شاؤوا الحضور، لكنه أضاف «لم أرهم». وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصل إلى رواندا أمس الأول، للمشاركة في القمة. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط « أ ش أ » أن الرئيس السيسي يناقش ــ على هامش القمة ــ مع الرؤساء الأفارقة عدداً من القضايا في مقدمتها إنشاء منطقة التجارة الحرة وتعزيز السلم والأمن في القارة الأفريقية. وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية: إن مشاركة السيسي بالقمة الأفريقية في رواندا تأتي في إطار الأولوية التي توليها مصر لتعزيز مشاركتها في العمل الأفريقي المشترك وتطوير علاقاتها بمختلف الدول الأفريقية، إيماناً منها بوحدة المصير وضرورة العمل على تضافر جهود دول القارة من أجل دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يلبي طموحات الشعوب الأفريقية، فضلاً عن تعزيز الجهود لتحقيق السلام والاستقرار وتسوية المنازعات القائمة بعدد من الدول الأفريقية. كما وصل إلى كيجالي أمس الأول، الرئيس السوداني عمر البشير للمشاركة في القمة. وكانت رواندا رحبت الخميس بقدوم البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الإبادة. وأكدت الوزيرة لويز موشيكيوابو في لقاء صحفي في كيجالي، على هامش الاجتماعات التحضيرية للقمة، إن رواندا لم تصادق على نظام روما الأساسي للمحكمة، وبالتالي لا تتحمل «أية واجبات» ولا تتمتع «بأي حق» في توقيف البشير. كما وصفت الطلب الذي قدمته المحكمة الجنائية الدولية إلى حكومتها «قبل يومين» لمساعدتها على توقيف البشير بأنه «تشتيت للانتباه». وقالت: «رواندا تستضيف القادة الأفارقة الذين دعاهم الاتحاد الأفريقي. بلا أي شك، كل من يدعوه الاتحاد الأفريقي وسيحضر إلى هنا، إلى كيغالي، مرحب فيه وسيحظى بحماية هذا البلد». في 2009 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف ضد البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ثم أصدرت في 2010 مذكرة ثالثة بتهمة الإبادة، على صلة بالنزاع في دارفور غرب السودان الذي أودى بحياة أكثر من 300 ألف شخص منذ 2003 وفق الأمم المتحدة. لكن الرئيس السوداني ما زال يزور بلاداً كثيرة بعضها من الموقعين على نظام روما، على غرار جنوب أفريقيا في يونيو 2015. أضافت الوزيرة الأوغندية أن مسألة انسحاب الدول الأفريقية الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية على جدول أعمال قمة الاتحاد الذي يتهم هذه الهيئة القضائية الدولية باستهداف قادته ظلماً، نظراً إلى أن الأغلبية الساحقة لتحقيقاتها تتعلق ببلدان أفريقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©