نمو الاقتصاد البولندي يدعم قوة الزلوتي أمام اليورو والدولار

سجل سعر العملة البولندية ارتفاعا قياسيا خلال يوليو الماضي الامر الذي سلط الضوء على ازدهار اقتصادي يمنح الامة إحساسا جديدا بالثقة ولكن يوفر أيضا أسبابا للقلق· فمع ارتفاع سعر العملة البولندية (الزلوتي) تتغير صورة البولنديين كمصدر للعمالة الرخيصة ومحور للنكات الساخرة وهدف لشعارات ''عودوا إلى بلادكم'' في بريطانيا· ويشعر البولنديون بان قوتهم الشرائية المتزايدة تقربهم من نادي الدول الغنية في أوروبا، ويقول كارول سويتالا وهو متحدث باسم موقع إي باي البولندي للبيع بالتجزئة على الانترنت: ''المشتري فخور وقد لاحظنا ان الناس يشترون أحدث الملابس لانهم صاروا يملكون القدرة المالية''، ولت تلك الايام التي كان الزلوتي لا يساوي فيها شيئاً؛ العملة البولندية زادت قيمتها بنحو 33% امام اليورو مما كانت عليه عندما انضمت بولندا إلى الاتحاد الاوروبي منتصف عام 2004 بوصفها اكبر الدول الـ 10 الجديدة· ومع تدفق المال في يديه صار المستهلك البولندي يسعى وراء السلع المستوردة، وزادت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 130% هذا العام فيما تنتشر متاجر التجزئة التي تبيع السلع الفاخرة في وارسو· وقال سويتالا: ''الناس تشتري كميات هائلة من السيارات وخصوصا من الولايات المتحدة والمانيا''، وتؤكد نسبة التضخم المعتدلة وتدفق الاستثمار الاجنبي ومعدلات الفائدة التي تتجاوز مثيلاتها في منطقة اليورو على ارتفاع قيمة الزلوتي وازدياد النمو الاقتصادي البولندي والذي بلغ 6,4% في الربع الاول من العام· ومع قوة الزلوتي فان بولندا ليست في عجلة لتبني اليورو - جزئيا- لان هذا يعني التخلي عن القوة لصالح معدلات فائدة مقررة، وتقول بولندا الان إنها ترغب في أن تكون مستعدة لليورو بحلول عام ·2011 كذلك حقق الزلوتي مكاسب أمام الجنيه الاسترليني الذي كان يساوي أكثر من 7 زلوتي عندما بدأ البولنديون في الهجرة للعمل في المملكة المتحدة والان يساوي نحو 4 زلوتي، وتراجع الدولار الاميركي مؤخرا إلى ادنى مستوى له أمام الزلوتي منذ سنوات إذ بلغ 2,02 دولار· ولم يعد البولنديون ينظرون إلى الدولار على انه غاية المنى والطلب تلك العملة التي كانت ترسلها الاسرة الموسرة من شيكاغو أو بروكلين، كما تراجعت قصة العودة بمحافظ جيب منتفخة بالجنيهات التي يتم تحويلها إلى المئات من الزلوتي· وقال سويتالا: ''البولنديون يشعرون بثقة اكبر الان مثل الاوروبيين الذين لا يضطرون لشراء الملابس الجينز من السوق السوداء''، كذلك ارتفعت العملتان التشيكية والمجرية بنحو 10% هذا العام، ويتسوق التشيك عبر الحدود في محلات السوبر ماركت الالمانية كما يشترون السلع الالكترونية الاميركية عبر الانترنت ويدفعون اقل نظير تمضية إجازاتهم على الشواطئ· من ناحية أخرى فان البولنديين الذين غادروا بلادهم من أجل أجور أعلى في بريطانيا العظمي أو ايرلندا لديهم ما يدعوهم للعودة إلى وطنهم، فرواتبهم صارت اقل بالزلوتي وكذلك الاموال التي يرسلونها إلى ذويهم في بولندا· بيد انه برغم أن ثمة حديث في الصحافة البولندية عن أن قوة الزلوتي ستعيد المهاجرين إلى الوطن فان عددا كبيرا من البولنديين في بريطانيا يسخرون من هذا الزعم· ويتساءلون في منتدى للبولنديين على الانترنت لماذا نعود وقد ارتبطنا ببريطانيا بأشياء مثل ممتلكات وعمل مستقر ومدرسة أو علاقة اجتماعية· وبينما تستعد بولندا للمشاركة في استضافة بطولة أوروبا 2012 فان الاقتصاد سيلقى على الارجح دفعة قوية أخرى حيث سيتم بناء استادات وفنادق وطرق جديدة لاستضافة عشاق الساحرة المستديرة·