الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أطفال عصر الرقمية ينضجون قبل الأوان

أطفال عصر الرقمية ينضجون قبل الأوان
2 أغسطس 2008 22:36
يمسك حسين الفأرة أو الماوس بيده الصغيرة، ويبدأ الرسم على الكمبيوتر· حركة دائرية، أو خط مستقيم أو مربع، ثم تأتي مرحلة التلوين أحمر، وأخضر، وأزرق، وأصفر، وهكذا حتى تنتهي اللوحة ويحفظها على الجهاز· بالنسبة لحسين (3 أعوام) فالكمبيوتر، و''البلاي ستيشن''، و''الموبايل'' كلّها تقنيات ''صديقة''، يمكنه التعامل مع أيّ منها، بمهارةٍ وذكاءٍ فائقين، رغم أنه لا يعرف القراءة والكتابة بعد· إلى ذلك، يقول بلال إن طفله حسين يهوى اللعب ''بالموبايل'' منذ كان في السنة الأولى من عمره، مضيفا ''كنا نتعجب كيف يستطيع أن يفك إغلاق الجهاز قبل أن يقلّب ويغّير النغمات فيختار منها ما يحبه ليشرع بالرقص، وإضحاك الآخرين بحركاته الجميلة''· واللافت، أن تصرفات حسين وحركاته لا تبدو غريبة عن أعمال غيره من أطفال الجيل، الذين يمكن القول بأن تصرفاتهم تسبق أعمارهم· يقول أبو محمد، وهو أب لأربعة أطفال، إنه ''في كثير من الأحيان يعجز عن مجاراة أبنائه في النقاش ما يجعله يقف مذهولا أمام تصرفاتهم وأقوالهم، لاسيما ولده الأوسط سعيد الذي يبلغ السادسة من عمره''، موضحا أن سعيد ذكيّ جدا لكنه مشاغب، وكثيرا ما يخشى عليه من جرأته، فتارة يمسك بيده السيجارة مقلدا، وتارة أخرى يحاول إدارة محرك السيارة· ويشير أبو محمد إلى أن ولده الصغير سمير( 4 سنوات) ذو شخصية قوية، ولا يقبل التعاطي معه بأسلوب الأطفال، موضحا أنه إذا داعبه بكلمة ''بيبي'' يستشيط غضبا، قائلا: ''بابا لو سمحت، لا تقل لي ذلك''· ''كلّ من يجالسها ويتحدث معها، يجزم بأنها سيّدة صغيرة، فمنذ كانت في الرابعة من عمرها أطلقت عليها صديقتي لقب السيدة القصيرة فهي تتحدث كالكبار، وتصلح بيني وبين والدها عندما نتشاجر، بل وتقدم لي النصائح بين الحين والآخر، حتى أنني أسألها ''أأنا أمك، أم أنت أمي؟''· تقول الأم واصفة ابنتها البكر ربى· وتواظب ربى، التي لم تتجاوز التاسعة من عمرها، وفق والدتها، على كتابة القصص القصيرة المليئة بالعبر والحكم وكتابة الشعر، ومن جهة أخرى فهي تستمتع بمتابعة أخبار وصيحات الموضة على التلفزيون والانترنت· أما عن هوايتها فتقول الصغيرة إنها ''تحب وضع مستحضرات التجميل، وتسريح شعرها تمهيدا للسير كعارضات الأزياء''· ''المقارنة بين جيل اليوم والأمس غير مجدية، فهنالك فروقات كبيرة بين الأجيال''، تقول بسمة مرعي، معلّمة في إحدى المدارس الخاصة، مؤكدة أن مقولة إن هذا الجيل أكبر من عمره صحيحة مائة بالمائة· وتذهب مرعي إلى أن تصرفات بعض الأطفال وأقوالهم لا تتطابق مع سنهم وإنما تفوقها بكثير''، مشيرة إلى أن تلاميذها يطرحون عليها أسئلة لا تملك إجاباتها· ويعتبر أمين محمد أن وسائل الإعلام شكلت مصدرا من مصادر تعليم جيل اليوم، مضيفا أن توافر الإمكانيات والتقنيات الحديثة منحت الطفل سيلا من المعلومات لكن ذلك أبرز الحاجة إلى زيادة مراقبة ما يتعرض له الأطفال لتوجيههم بطريقة محببة· في السياق ذاته، انعكست تأثيرات وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة على سلوك الأطفال وتصرفاتهم، وفق الدكتور سمير غويبة، اختصاصي طب الأسرة، الذي يضيف عوامل أخرى أسهمت في تطوير قدرات الأطفال وثقافتهم من بينها المناهج الدراسية الأجنبية (الأميركية والبريطانية) في المدارس، والاختلاط بالجنسيات المتعددة، وتبادل الثقافات· ويشير غويبة إلى أن الكوارث التي تتعرض لها الشعوب كالمجاعات والحروب تسرّع نضوج الأطفال الذين يضطرون منذ نعومة أظفارهم إلى مواجهة قسوة الحياة والعمل بأيديهم لتأمين لقمة العيش· في المقابل، يحذر غويبة من أن النضوج المبكر ليس دائما صحيا، مشددا على أن تقليد الأطفال للكبار في أمور كالتدخين، وقيادة السيارة، ووضع المكياج يؤشر على خلل في التربية والسلوك يحتاج إلى تقويم·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©