الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أي الخسارات أقرب

أي الخسارات أقرب
2 يونيو 2010 20:32
حياتـُكَ.. تفـّاحَة ٌ قضمها المتسوّلون تتبجّح النهاراتُ بشتمك بينما أقمارُكَ مشغولةٌ بالهروب. العمرُ .. بياض ٌ مؤطـّرٌ بالبساطير. الايامُ.. جنودٌ غير منظمين يطلقون انكساراتهم على جثـّة الذريات ويؤجّلون ما تحلمُ به لحرب ٍ أخرى. أي ُّ الخسارات أقربُ حياتنا التي.. تشبه قطاراً بلا محطات؟ المشاعلُ.. وهي تحلقُ رأس الليالي؟ فوانيسنا الساهرات مثل أمٍّ.. تتوسّل الحرب أن تطلـّق وليدها ولا تنساه في الحضن الحرام؟. أي ُّ الخسارات أبعد الانتظار الذي.. تغضّن- ذات حربٍ- في عيوننا؟ الندى الذي جعَّدتـْهُ المدفعيّة ُ في جيوبنا؟ ملامحُ الشظيّة التي تراودني عن نفسها كلَّ حربٍ؟ وحينَ أهمُّ تعلـّقُ ظلي على شِباك الرغبات وتطردني خارج تضاريسها كذاكرةٍ معطوبةٍ يا لهذي الحروب كلـُّها تجرّب قلبي، كحذاءٍ، دفعة ً واحدة وحينَ تراخٍ أصغر تتركُ لي المآتم ناصعة ً وتجرب رأس أخي. أُمّي .. توزّعُ دموعها على الجيران وتخبز دهشتها للعائدين من الحروب بلا خساراتٍ سوى نبوءاتهم تسرقُ من الليل بهائهِ تجفـّفُ به أوجاعهم وتتركهم مأخوذين بالصهيل حينما نزعت عنهم بساطيرهم المحشوة بالشظايا كانَ بياضهم يدلُّ على سمرة النخل فيهم المدينة ُ.. تبادلهم نشوة العويل حياتـُهم عرباتٌ يجرّها القتلى المنسيون في الوطن الحرام الخرائطُ التي صادفوها ذاتَ انكسارٍ تلوّح لأحلامهم بالمنافي وأنا.. الخارجُ من المآتم بلا ملامح لم أخسرْ أيَّ بهاءٍ سواهم وقـَدْ حنـّطْتُ صوتي في قصيدة تقترفُ هجاء النهارات النهارات التي تزفـُّنا للحروب قبل أنْ نختلي بحبيباتنا اللواتي تركناهن ّ يتطلعنَ بشجنٍ الى التعاويذ التي يتساقطُ منها عطرُ أسمائنا وها أنا بنشوةٍ كاذبةٍ الا من الصدق ِ أهجو النهارات أهجو الآلهة الحجرية أهجو العريف الذي شيّد مخفراً في رأسي الضابطَ الذي وقع في حياتي.. سهواً مثل كسرٍ عروضيّ فوقَّع حياتي وبالنشوةِ ذاتها أجرحُ ذاكرة المعاجم بمفردةٍ ميتةٍ سقطت عارية ً قرب مقهى البشاهبندر بالنشوة ذاتها سأتركُ كل هذا الهديل لهم بينما تربة القلبِ تحرثها المجنزرات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©