الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

يومه عن عَشر

يومه عن عَشر
2 أغسطس 2008 22:41
جلست إلى جوار جدي في مجلسه ننتظر قدوم صديقي الذي اتصل بي قبل ساعات عدة، يستأذن في زيارتنا للجلوس إلى جدي وسماع ''رمساته'' الممتعة والمفيدة معاً، لكنه تأخر كثيراً ولم يتصل هاتفياً ليعتذر، ولم يرد على اتصالي لأطمئن عليه· حان وقت العشاء، فاستأذنت جدي أن ننتظر لبعض الوقت لعل الصديق يصل، فوافق وقال مبتسماً: ترى ربيعك مثل ما يقول المثل: ''يومه عن عشر''، وما إن أكمل كلامه حتى وصل الصديق وروى لنا سبب تأخره في القدوم· بعد تناول العشاء، طلبت من جدي أن يوضح لنا معنى المثل، فرمّسنا قائلاً: ''يقصد المثل أن فلاناً بطيءٌ في عمله ولا ينجزه في وقته، ويضرب عادة للمتقاعس في أداء أموره وواجباته في حينها وحسب الموعد المحدد''· خجل صديقي، وكرر اعتذاره، ثم طلب معرفة قصة هذا المثل الشعبي·· فقال جدي: ''سوف تستغربون كثيراً حين تعرفون أن هذا المثل الذي تناقله أهل البادية، جرى على لسان فتاة شابة، وذهب مثلاً منذ زمن بعيد·· فقد كان لرجل يسكن قرب واحة نخيل صغيرة ولد وبنت، وكانت رغم صغر سنها شجاعة ونشيطة وسريعة في ممارسة الأعمال الموكلة إليها من سعي ورعي، على عكس شقيقها الأكبر منها، الذي كان لا يلبي الحاجة بسرعة، وإن لبّاها فلا يتقنها· وحدث أن حان وقت ''الخراف'' موسم قطاف رطب النخيل، فطلبت الابنة من والدها أن تخرف النخيل وتجمع التمر، فأخبرها أنه أوكل المهمة قبل أيام إلى شقيقها! بعد يومين لاحظ أن فسحة من البيت نظيفة ومجهزة بسلال من السعف لحفظ التمر، وأن ابنته تضع فيها ما تخرفه من النخيل، فسألها مستغرباً لماذا تجهد نفسها طالما شقيقها وعد أن يقوم بالخراف، فقالت له: ''أخوي يومه عن عشر، ولو انتظرناه سيفوت الوقت على التمر ويفسد''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©