الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ساحة جامع الفنا كرنفال عجائبي تحت سماء المغرب

ساحة جامع الفنا كرنفال عجائبي تحت سماء المغرب
9 أكتوبر 2009 00:22
في مدينة السحر والخيال والأساطير مدينة مراكش توجد ساحة جامع الفنا التي تعرض أغرب ما في المغرب من طقوس وعادات وأكلات وكأنها مسرح عالمي في الهواء الطلق يجتمع فيه الحرفيون ورواة الحكايات والباعة المتجولون والراقصات ومروضو الأفاعي وبائعو التذكارات الغريبة وقارئات الحظ وواشمات الحناء والبهلوانيون وبائعو الماء ومروضو الحيوانات، وعروض في الرياضة والتحمل وطهاة الأكلات الغريبة، كل منهم يتفانى لجذب الجمهور الى ما يقدمه والفوز بعطاياه. وتعد ساحة جامع الفنا التي تتوسط مدينة مراكش أغرب ساحة في العالم تجسد التسامح والتعايش والتنوع وتعكس اشعاع الثقافة الشعبية التي توارثها المغاربة منذ قرون، وتجمع بين رجال يعزفون لأفاعي الكوبرا ويضعونها فوق أعناق المتحلقين حولهم ليثبتوا للجمهور مدى قدراتهم على التحكم في هذه الزواحف السامة وبين مغامرين يقومون باستعراضات خطيرة تحبس أنفاس رواد الساحة، وتختلط داخل هذه الساحة الفسيحة أشعار ومواويل الشعراء الشعبيين وأغاني الفرق التراثية وأصوات قارئات الحظ ومدربي القردة. وتعرض هذه الساحة العجيبة أغرب ما في العالم فكل ركن فيها يعد عالما فريدا من نوعه وفضاءً شعبياً للفرجة والترفيه ومحجاً لملايين السياح. ويرجع تاريخ ساحة جامع الفنا إلى قرون خلت وبالضبط الى القرن الحادي عشر الميلادي في عهد الدولة السعدية التي حكمت المغرب، وتعود تسمية الساحة بجامع الفنا نسبة لفناء المسجد الكبير في مدينة مراكش آنذاك، واعترافا بأهمية هذه الساحة المليئة بمظاهر الترفيه الصاخب أعلنتها اليونسكو تراثا شفويا إنسانيا عام 2001. وتعتبر هذه الساحة اليوم القلب النابض لمدينة مراكش حيث أنها نقطة التقاء بين أهم أحياء المدينة ومكانا للقاءات وتجمعات السكان المحليين والزوار. الحكايات الشعبية يتحلق رواد ساحة جامع الفنا حول رواة الأحاجي والقصص للاستمتاع بحكايات «ألف ليلة وليلة» و«الأزلية» و«العنترية» وقصص من التراث المغربي، ومن هذه الساحة يمكن للزائر أن يتعرف على تاريخ المغرب في دقائق معدودة من خلال الاستماع الى ما يردده الحكواتيون من قصص مليئة بالعبر والمواعظ عن فتح المغاربة للأندلس والجيوش المغربية التي تغلبت على الامبراطوريات في البرتغال واسبانيا وقصص أخرى عن سقوط الأندلس والدروس والعبر المستفادة من هذه الأحداث التاريخية. ويحاول الحكواتيون اقناع جمهورهم بما يسردون من حكايات من خلال عبارات وأشعار حزينة وحركات تتقمص الشخصيات والأحداث، ويحظى الحكواتيون بجمهور غفير من أعمار مختلفة حتى السياح الذين لا يفهمون اللغة العربية يتأثرون بمهارة الرواة وقدرتهم على جذب الانتباه والتقمص وسرد الأحداث بفن واقتدار. وفي جانب آخر من ساحة جامع الفنا يتبارى رياضيون في مباريات استعراضية في الملاكمة ورفع الأثقال وسط صيحات الجمهور المتأثر بهذه المنافسة المثيرة، ويجذب البهلوانيون العائلات والأطفال بعروضهم الجميلة والخطيرة في آن واحد حيث أنهم يقومون بإنشاء أهرام بشرية في السماء ثم القفز الجماعي بعرض يشد أنفاس الجمهور المتحلق حولهم. قارئات الحظ تجذب قارئات الحظ داخل ساحة جامع الفنا النساء أكثر من الرجال، وتعتمدن على قراءة الكف وورق اللعب والفنجان لكشف أسرار مستقبل زبوناتهن، وبين الفينة والأخرى تستقبل قارئات الحظ السياح الأجانب الذين لا يفقهون كلمة مما تقول لكنهم يرغبون في خوض هذه التجربة الفريدة والتقاط صور مع قارئة الحظ. والى جانب قارئات الحظ تجلس عدد من الفتيات البارعات في الزخرفة والوشم بالحناء واللاتي يستطعن انهاء عملية الزخرفة خلال دقائق معدودة، وغير بعيد عنهن يبهر الراقصون والراقصات رواد ساحة جامع الفنا بعروضهم وأغانيهم الشعبية التي تزيد المكان انشراحا وبهجة. وفي جانب آخر، من الساحة يقف المهرجون رفقة قرودهم ومدربو الأفاعي والثعابين لتقديم عروضهم وجذب انتباه الزوار، وفي قلب الساحة توجد المطاعم المتنقلة التي تقيم طاولات ومواقف لتقديم الطعام لزبنائها في الهواء الطلق. ويحرص الطهاة على تقديم جميع الأطباق التقليدية المغربية وبعض الأكلات الغريبة كحساء الحلزون وأطباق رؤوس الأغنام المشوية ولحم الأرانب والخيل.
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©