الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحذير الطفل من الأخطار لا يكفي

تحذير الطفل من الأخطار لا يكفي
2 أغسطس 2008 22:46
جرس الإنذار المسؤول عن مراقبة الصغار يعلو رنينه بمجرد أن يبدأوا خطواتهم الأولى في رحلة الاكتشاف والتجربة، إذ لا يردعهم رادع من اللعب بالخطر وتجاوز الحافة· فهم لا يعرفون معنى للمخاطرة ولا مانع عندهم من الاندفاع نحو كل جديد مهما كانت درجة الأذى المتأتية منه· تقول نهال ياسين وهي أم لأربعة أبناء أكبرهم في السابعة من عمره: ''عندما رزقت بابني الأول، لم تكن لدي أي خبرة عن وسائل الأمان للطفل· وما أن بدأ المشي حتى أنجبت طفلي الثاني، وخلال انشغالي به عن أخيه الأكبر تعرض لمواقف عدة اضطررت في إحداها الى نقله للمستشفى بسبب نزيف حاد في الأنف، نتيجة سقوطه من السرير''· وهنا، أدركت الأم أن ثمة أمورا يجب تغييرها في ديكور البيت لحماية صغارها· وهكذا فعلت مع بقية أبنائها مستفيدة من تجاربها· عبرة بحسرة يتحدث حسين عبد الله، الذي فقد طفله ذا السنوات الأربع قبل عامين حين سقط من نافذة البيت الكائن في الطبقة الخامسة، يقول: ''لا شك أن ما حدث كان قضاء وقدرا ولا اعتراض على مشيئة الله، ولكنني أريد هنا أن أروي قصتي لعلها تكون عبرة للأهالي لتوخي الحذر بأشد قدر ممكن· سقوط طفلي لم يكن صدفة، فالنافذة كانت مفتوحة، وقد تسلق على الكنبة ليشاهد السيارات بالأسفل، وهكذا، لم نعلم بالكارثة التي حلت علينا الا بعد سماع صراخ المارة''· القدر نفسه من الألم في كلام فؤاد عبد العظيم، عم الطفلة سنا التي قضت في حادث منزلي آخر: ''لم تكن تجاوزت الثلاثة أعوام بعد، حين سقطت عليها خزانة الكتب· كانت تلعب فرحة بدفاتر الرسوم والألوان، وخطر لها أن تتسلق الأرفف لتتناول المزيد من الأوراق، لكن الخزانة لم تكن ثابتة كفاية، فسقطت عليها وأحدثت نزفا في الدماغ أدى الى موتها بغضون ساعات· خبرات آمال السعد متزوجة حديثا ومع ذلك لديها خبرة طويلة في شؤون الأطفال وما يشغل أفكارهم· ويعود السبب الى طبيعة عملها، إذ تشرف على الأمن والسلامة في أحد مراكز الألعاب· ومن وجهة نظرها تورد أن أهم الإجراءات الواجب اتخاذها في بيت يسكنه ولو طفل واحد: ؟ قفل المنافذ المرتفعة والمنخفضة، كون تسلقها والنظر من خلالها يجذب الصغار· ؟ تجنب الألعاب التي تتضمن قطعا حادة، والتقيد بالأنواع التي تناسب سن الطفل· ؟ إبعاد أكياس النايلون وأغلفة الألعاب عن متناول الطفل، كونها تتسبب بالاختناق· ؟ مراقبة الصغار ما دون الخمس سنوات أثناء لهوهم، وعدم تركهم بمفردهم في الغرفة· وترى مي كفوري، صاحبة حضانة تضم أطفالا من سن الرضاعة وحتى الخامسة من العمر، أن ''مراقبة الأطفال سواء أكان داخل البيت أم خارجه، لا بد أن تضاعف بمجرد أن يصبحوا قادرين على الحبو الى حين تكتمل عندهم درجة الاستيعاب بما يضمن عدم اندفاعهم نحو المجهول''· وتوضح انه ''من غير المقبول ترك الطفل يتحرك ضمن بيئة غير آمنة، ومن ثم ملاحقته وتحذيره كونه لن يبتعد عن الخطر الا بعد أن يقع فيه· لذلك، وجب تجهيز الأماكن التي يوجد فيها الصغار، بشكل تام يضمن سلامتهم كيفما ركضوا وقفزوا وتزحلقوا''· وأهم ما تشير اليه هنا، الانتباه الى قفل البراد جيدا بما يتعذر على الطفل فتحه والعبث بمحتوياته· وكذلك التأكد من قفل باب المطبخ عندما يكون الفرن في حالة التشغيل، وتسكير الفتحات والبالوعات داخل الحمام· وتروي انها منذ فترة فوجئت بغياب أحد أطفال الحضانة لأكثر من 3 أيام، ولدى الاتصال بذويه للاطمئنان عليه، عرفت أنه خضع لعملية في أصابعه بعدما علقت في البالوعة· وتحذر كفوري من خطورة استعمال المكواة في الغرفة التي يوجد فيها الطفل، او ترك السكين على الطاولة أثناء تقشير الفاكهة· إهمال ويلفت النقيب ياسر القطيري، رئيس قسم العلاقات العامة والتوجيه المعنوي في الدفاع المدني، إلى أنه خلال العطلة الصيفية ومع جلوس الأطفال في البيت لفترات طويلة، ترتفع نسبة الحوادث المنزلية التي تكون غالبا نتيجة إهمال الأهالي· ويذكر أن أكثر الأمور التي تشكل خطورة على الأطفال وقد تودي بحياتهم: ؟ السقوط من الشرفات· ؟ اللعب بعيدان الكبريت التي تعرضهم للاحتراق· ؟ وضع القطع المعدنية والبلاستيكية الصغيرة داخل الفم، ما يؤدي الى حالات الاختناق· ويطالب النقيب القطيري الأهالي بألا يغفلوا ولو لحظة واحدة عن أطفالهم· وبألا يتأخروا في طلب النجدة في حال وقوع أي حادث، إما بالاتصال بشعبة الدفاع المدني على الرقم 997 أو بمركز عمليات الشرطة على الرقم ·999 ويشير الى ضرورة التوعية العامة لكيفية تقديم الإسعافات الأولية، الى حين وصول المساعدة· إجراءات وقائية ؟ تركيب زوايا اسفنجية على الحافات الحادة للطاولات والأسرّة وما شابه· ؟ إحكام غلق النوافذ التي تفتح الى الداخل، بأقفال خاصة توضع في الأعلى بحيث لا يمكن للطفل أن يطالها حتى لو استعان بكرسي· أما النوافذ التي تفتح للخارج أو على جنب، فيمكن تحديد فتحتها بأقل من 10 سنتيمترات وذلك بواسطة مسمار خاص يعيق تحركها· ؟ تثبيت الخزائن بالاستعانة بقطعة حديدية ذات طرفين يعلق أحدهما بالجدار والطرف الآخر بالمعدن المصنوعة منه الخزانة، سواء اكانت من الخشب أو الحديد أو حتى البلاستيك· والخطورة هنا تكمن في الخزائن المرتفعة التي تحمل وزنا ثقيلا، يؤهلها للسقوط مع أي حركة لا ارادية من الطفل· ؟ الاستعانة بالأقفال البلاستيكية المؤقتة لغلق أدراج المطبخ ودرفه والبراد· والمعروف أن المطبخ، مكان محبب لمغامرات الأطفال حيث فيه ما لذ وطاب، لذلك لا بد من مراقبة هذا المكان جيدا، ولاسيما رفع كافة السكاكين والزجاجيات عن مستوى نظر الصغار· ؟ أبواب الغرف تجذب الأطفال دائما للتعبير بها عن مزاجيتهم، وأول ما يفعلونه عادة خلال نوبات الغضب، هو تسكير الباب بقوة قد تعرض أناملهم الناعمة للأذى· ومنعا لوقوع ذلك وبقائهم بمفردهم بين 4 جدران، يكون من المفيد اعاقة تسكير الأبواب بعازل يوضع أعلاها بحيث لا تصله يد الطفل ولا وسائل مكره التي يستعين بها دائما· ؟ ابعاد كل ما يمكن ان يحدث حريقا، عن أعين الطفل ويديه ومخيلته الواسعة· فلا عيدان كبريت، ولا أعقاب سجائر، ولا قطع بخور، ولا فحم للشوي او للشيشة· هذا طبعا مع ضرورة اخراج الأطفال من المطبخ أثناء الطهي· ؟ الانتباه من المشروبات الساخنة التي نتركها أحيانا على الطاولة ونتجه الى غرفة أخرى، وكذلك من الماء المغلي المعد إما لتحضير الشاي أو لمغطس ساخن قد يثير حشرية الأطفال· ؟ غلق كل مفاتيح الكهرباء بقطع بلاستيكية تباع خصيصا لهذا الغرض، مع الابقاء على المكواة بعيدا عن أعين الأطفال سواء كانت في حالة التشغيل أو العكس، لأنها تلفت انتباههم من باب تقليد الكبار فيما يقومون به·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©