الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الفنانون يسددون ضريبة الشهرة بالتقسيط

الفنانون يسددون ضريبة الشهرة بالتقسيط
2 أغسطس 2008 23:05
حين تسعى إلى هدف، تذكر أن ثمة ضريبة ستدفعها حين تنجح في تحقيقه، خاصة إذا كنت فناناً تحلم بالشهرة· ففي العادة لا يسدد أهل الفن فواتير ضريبة الشهرة دفعة واحدة ويرتاحون! بل يفعلون ذلك بالتقسيط على مراحل متتالية· فمع كل نجاح قد تكون هناك ضريبة بانتظار سدادها· معظم أهل الفن يرون أن أضواء ''الكاميرا'' التي سعوا إليها، وسببّت شهرتهم، باتت عدوهم الأكبر تطاردهم خارج المسرح والاستديو لتحرمهم ممارسة حياتهم اليومية بحرية· يندر أن تجد فناناً في الوسط الفني، لا يشير إلى ''فقدان حريته الشخصية'' كأولى الضرائب الباهظة التي يدفعها ثمناً لشهرته· الجميع يؤكد أنه يشتاق إلى السير في الشارع وارتياد الأماكن العامة شأنه شأن كل إنسان· لأن أي مكان عام يتحول إلى ميدان لقاء الفنان بالمعجبين الذين يصادرون حريته الشخصية ويقتحمون جلسته مع أسرته أو أصدقائه، فلا يعود له فسحة خارج جدران منزله· الفنان عادل إمام لا يمكن أن يظهر في مكان عام وينجو من تدافع الجمهور والمعجبين لمصافحته والتقاط صور تذكارية معه· والفنان عمرو دياب يقول إنه لا يستطيع التحرك خطوة من دون مرافقين يحجبون عنه رؤية الآخرين، مثلما يحجبون عن الآخرين رؤيته خشية تدافع المعجبين نحوه· والفنان كاظم الساهر يذكر أنه بات يحن إلى اصطحاب ولديه عمر ووسام إلى سينما أو حديقة، من دون أن يحدث وجودهم جلبة للناس الذين يرغبون في التقاط صور تذكارية معه· والفنانة إليسا تحن إلى السير وسط الناس من دون أن تلبس نظارة شمسية تخفي معظم ملامحها· كذلك، الفنانة سلاف فواخرجي التي لا تتردد في البوح بأنها باتت تتوق إلى ارتياد أماكن كانت قبل أعوام ترتادها مع صديقاتها، اللواتي لم تعد تستطيع رؤيتهن في مقهى عام· أما الفنانون محمد حماقي وصابر الرباعي ونانسي عجرم فهم يرون أن أقسى ضريبة يسددونها هي حرمانهم من التواصل اليومي مع الأهل والأحبة والأصدقاء بسبب الالتزامات الفنية· وغالباً ما يجد معظم الفنانين حرياتهم الشخصية في التحرك وممارسة الرياضة والقيام بنزهات مختلفة في الدول الأوروبية خارج نطاق شهرتهم· إشاعات ووشايات ثمة ضريبة أخرى تأتي في الدرجة الثانية، تتمثل في انتشار الإشاعات الكاذبة أو المبالغ فيها، وتناقل الوشايات المغرضة· فعادة تجد بعض وسائل الإعلام والناس في نجوم الفن مادة دسمة، خاصة في أخبار الطلاق والزواج والمرض· فالفنان مدحت صالح يرى أن إشاعات كاذبة طالته، وتمحورت حول الطلاق والزواج، لم تكن صحيحة حين تمّ إطلاقها، لكنها ساهمت بعد ذلك في وقوع الطلاق حقيقة نتيجة قسوة هذه الإشاعات وتأثيرها في أسرته· كذلك، الفنانة أمل حجازي أكدت أنها دفعت ضريبة الشهرة من خلال وشايات متواصلة تناقلتها بعض زميلاتها الفنانات، وزوجنها تارة من مدير أعمالها وتارة من موزع موسيقي وتارة من ثري عربي· وقد أساءت تلك الوشايات إليها حين وصلت إلى الإعلام· وفي ما يخص ''الغيرة والحسد'' فثمة فنانات كثر لا يمكن إحصاء عددهن، يرون أن الشهرة والنجاح اللذين تحققا لهن كان السبب الرئيس في غيرة زميلات المهنة، ومنهن من سددت ضريبة نجاحها (كما ادّعت إلهام شاهين ونادية الجندي وفيفي عبده) بفكّ السحر المرصود لها من زميلة أخرى بدافع الغيرة من نجاحها! أما الفنانة جومانة مراد فقد اضطرت إلى عقد مؤتمر صحافي كي تؤكد خلاله أن الإشاعات التي تحدثت عن منع دخولها مصر كاذبة وليست سوى ضريبة نجاح ستواجهها بمزيد من الأعمال المصرية· ولم تسلم الفنانة شريهان من تسديد ضريبة الشهرة سواء أكان قبل مرضها أم بعده· فقد كانت يومياً -كما تقول- ثمة ضريبة عليها دفعها من حساب أعصابها· ويبدو أن الإشاعات لا تقتصر على الفنانات المخضرمات، فالشباب منهن أيضاً وبمجرد دخولهن مجال الفن يبدأن تسديد الضريبة كطالبة ستار أكاديمي سلمى الغزالي، التي قرأت خبر طلاقها من زوجها بشار الغزاوي صبيحة اليوم الذي ستحيي معه حفلاً فنياً· صوت وصدى لعل الضريبة الأقرب للفئة أعلاه، تتمثل في أن تصريحات وخلافات الفنانين في ما بينهم يتم تضخيمها بشكل يسددون هذه الضريبة من علاقاتهم الإنسانية والمهنية، إذ تسلط الأضواء على أي خلاف صغير بين ممثلين اثنين أو مغنيتين، فتُرش عليه التوابل، على حد قول الفنانة ميادة الحناوي، خلال مشكلتها مع الفنانة أصالة، وهذه الأخيرة خلال مشكلة لها مع الفنانة نوال الزغبي· وكذلك الفنان تامر حسني وزميلته الفنانة شيرين، خلال أزمة سجنه بسبب تزوير في أوراق رسمية، وتصريحات اتصلت بها· ثمة اتفاق أو إجماع من الفنانين، أن إحدى ضرائب الشهرة هي ''الصمت'' وعدم إبداء رأي أي منهم في فن الآخر، لأن الصدى أكبر من الصوت، وأي ملاحظة أو نقد يتم فهمها بشكل سلبي ومغاير! كذلك، أشار بعض الفنانين إلى أن ثمة معجبين مزعجين يطاردونهم ويتسببون لهم بمشاكل كبيرة وكثيرة، لكن لا يستطيعون التصريح بذلك خشية فقدان معجبين آخرين! نقمة الجمال لا شك في أن الجمال نعمة، لكنه لدى بعض الفنانات يتحول إلى نقمة، وتشكيك بقدراتهن الفنية، بحسب قولهن، لأن بعض النقاد أو الناس يتجاهلون مواهبهن وما يقدمنه ويزعمن أن إقبال الناس عليهن سببه جمالهن! هذا ما ذكرته الفنانة باسكال مشعلاني، وكذلك الممثلة داليا البحيري ملكة جمال مصر قبل دخولها عالم السينما، وتنضم كثيرات إلى هذه الفئة دافعات ضريبة الشهرة والجمال معاً· حلو ومرّ بعض الضرائب حلوة رغم أنها مزعجة بعض الشيء وتحاصر الفنان، كضريبة أن يكون ابن فنان، فالفنان أصيل ابن الفنان الكبير أبو بكر سالم يرى انه مهما قدم من أغانٍ وألحان جميلة، لا يزال كثيرون ينظرون إليه باعتباره لم يخرج عن عباءة أبيه· والأمر ذاته بالنسبة إلى المغني عادل ابن الفنان عبد الرب إدريس· هذه الضريبة يسددها كثر خارج الخليج العربي، بخاصة أبناء نجوم التمثيل في مصر ومن بينهم: أحمد فاروق الفيشاوي، رامي عادل إمام، رانيا فريد شوقي، جالا أشرف فهمي، وغيرهم· أما الضريبة المرّة، فتتعلق بالسرقات وعمليات النصب والاحتيال التي يقع ضحيتها نجوم الغناء، إذ يستغل بعض متعهدي الحفلات ''ثراء'' هؤلاء النجوم، فيسطون على مستحقاتهم من الحفلات، وثمة عمليات نصب وقعت لفنانين كثر مثل: الإماراتي فايز السعيد والسعودي عبد المجيد عبد الله والكويتية مرام والمصري هاني شاكر واللبناني راغب علامة والسورية هويدا واليمني أحمد فتحي، وغيرهم كثر· ضريبة قاصمة أما الضريبة الأقسى مطلقاً، فهي ضريبة تكاد تطال حياة وأمن الفنانين، إثر اتهامات من مغرضين مجهولة المصدر، تتعلق بالثوابت والخطوط الحمراء، كاتهام الفنانة أنغام بالغناء وتصوير كليب داخل مسجد، وأزمة الفنانة نجوى كرم الشهيرة قبل أعوام، واتهام جاد شويري بافتتاح قناة إباحية· وقد عرّضتهم تلك الاتهامات لتهديدات بالقتل، وكانت جميعها كاذبة، لكنهم سددوا فواتيرها من أعصابهم وأمنهم وراحة بالهم، وتشكيك بعض الجمهور بهم· تلك الضرائب وغيرها، تسديدها ليس حكراً على المطربين والممثلين، بل تطال قطاعات ''المخرجين، المؤلفين، العازفين''· وجميعهم يرى أن عدوهم الأكبر ''الكاميرات'' التي تطاردهم سواء أكانت في أيدي المصورين أم المعجبين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©