الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مواقع التواصل» وراء زيادة جرائم القذف والأمراض النفسية

«مواقع التواصل» وراء زيادة جرائم القذف والأمراض النفسية
3 يونيو 2017 13:54
عمر الحلاوي (العين) بدأت المجالس الرمضانية لأصحاب الفضيلة العلماء ضيوف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في مدينة العين، بندوة تحت عنوان «وسائل التواصل الاجتماعي.. كيف نجعلها تواصلاً؟» في مجلس محمد بخيت الكتبي «البيت متوحد» بمنطقة الهيلي، وذلك ضمن مبادرة مجالس الخير التي تنظمها الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف خلال شهر رمضان، وتحت إشراف وزارة شؤون الرئاسة، وبالتعاون مع ديوان سمو ولي العهد، تحدث فيها فضيلة الدكتور حميد عشاق من المملكة المغربية من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، والنقيب علي النعيمي من إدارة التحريات والمباحث الجنائية قسم الجرائم الإلكترونية بالقيادة العامة لشرطة أبوظبي، والمساعد أول ماجد بن سلطان، وذلك مساء الخميس أول أمس بعد صلاة التراويح واستمرت نحو ثلاث ساعات، بحضور عبد العزيز الغيثي مدير مكتب الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في مدينة العين، فيما رحب محمد بخيت الكتبي بالضيوف الكرام ورفع أعلى التبريكات للقيادة الرشيدة. وتحدث المشاركون بالندوة عن الجرائم الإلكترونية التي تسببها مواقع التواصل، والتي انتشرت بصورة كبيرة وتصل عقوبتها إلى الحبس والغرامة 250 ألف درهم، حيث تتسبب تلك المواقع في تفكك الأسر والمجتمعات، وأضحت وسائل انفصال، كما أنها تسببت في الأمراض النفسية المنتشرة، مثل الاكتئاب والإحباط والانعزال. ورغم كثرة الأصدقاء الافتراضيين، فإن الفرد المنغمس فيها يعيش وحدة قاتلة، الأمر الذي أثبتته الدراسات الحديثة، والتي انتهت إلى أن 40% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يعانون تفككاً أسرياً. علاقات فتور وانكماش وقال الدكتور حميد عشاق ضيف: «إن العلاقات الاجتماعية بشكل عام تعيش حالة من الفتور والانكماش حتى أضحت ظاهرة اجتماعية وضعفت صلة الرحم في زمن العولمة»، لافتاً إلى أن التقديرات المنهجية التي خلص إليها تؤكد ارتباط الإنسان طردياً مع محيطه الاجتماعي والمجتمع واستقراره، فكلما كانت علاقة الإنسان بمجتمعه دافئة ومتينة يكون في أحواله وسلوكه أقرب إلى الصلاح وأبعد عن الفساد، لافتاً إلى وجود دراسات اجتماعية كثيرة تؤكد الآثار السيئة لانفصال الإنسان عن نسيجه الاجتماعي كحالة الاكتئاب وشدة القلق والشعور بالإحباط، وغيرها من الأمراض النفسية، فقد رصد العلماء أن كثيراً من الأمراض التي يتخبط فيها الإنسان حالياً ترجع إلى انفصاله عن مجتمعه وعن قيم أمته، وهي أكثر العوامل التي تفسر بها حالات الانتحار وحالات الإدمان بمختلف أنماطه وأشكاله وهو الفتور الاجتماعي، وذلك حينما تفقد المجتمعات معايير الترابط والتلاحم، فكلما ضعفت تلك القيم ازداد الشعور بالوحدة والعزلة وحب الذات، مشيداً في نفس الإطار بدور مجالس الأحياء التابعة لديوان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في تعضيد القيم والترابط الحقيقي. وطرح تساؤلاً عن سبب عدم التواصل في العصر الحالي بالمجتمعات العربية والإسلامية، ووصول الحالة إلى الانكماش والفتور حتى أضحت الناشئة والشباب تلوز بمواقع التواصل الاجتماعي، مستغرباً من تسميتها مواقع تواصل! حيث ما يشاهده الشباب من عولمة الحروب وصراع الاتجاهات وتعدد المرجعيات وأنماط السلوك المتباينة، الأمر الذي جعل الشباب يعيش حالة التوتر وعدم الاستقرار، والتي تدفعه إلى ثقافة الانغلاق على ذاته والانكفاء عليها، والتي تسمى مرض التقوقع على الشأن الخاص، لذلك تتزايد على الناشئة مشاعر الخوف من التواصل الحقيقي والخوف من تبادل الخبرات، بالإضافة إلى أن ثقافة العولمة تغري بالفردية والانعزال من الحياة، فهذه الثقافة التي تهيمن على العالم اليوم تغري الإنسان أن يعيش وحيداً، وأن يأكل وحده، ويسكن وحده ويدبر أموره وحده. بلاغات الغضب ومن جانبه، قال النقيب علي النعيمي: «إن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تشغل فكر كل إنسان»، لافتاً إلى وجود بلاغات كثيرة بسببها، حيث إن لحظة الغضب يرتكب الفرد أخطاء لا يحسب مآلاته، فالذين يأتون لفتح بلاغات تسيطر عليهم حالة الغضب ورد الفعل، ولكن بعد فترة يتنازل عن البلاغ، لافتاً إلى خطورة ما انتهت إليه الدراسات الحديثة من نتائج، فيما الإمارات غير بعيدة عن تلك التأثيرات والنتائج، حيث تنتشر التقنيات في الدولة بشكل كبير، ما يتطلب من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي التفريق بين النقد والإساءة وبين التعليق الجيد والمسيء. وأشار إلى وجود بلاغات كثيرة نتيجة تعليقات على موضوعات يكتبها المشتكي على مواقع التواصل فيأتي شخص آخر لا يعجبه الموضوع فيسيء لصاحبه، منوهاً إلى أهمية الوعي في التعامل مع تلك المواقع، ففي حالة قرأت موضوعاً لا يعجبني لا ينبغي توريط النفس في ارتكاب جريمة إلكترونية بالرد المسيء للشخص والتشهير فيه، مؤكداً أن الإمارات بها قانون متطور لتقنية المعلومات يضم 51 مادة، وأكثر مادة يعاقب عليها صاحب الجريمة الإلكترونية هي الغرامة 250 ألف درهم، والتي قد تكون بسبب كلمة كتبها الشخص في وسائل التواصل الاجتماعي، كما توجد عقوبة الحبس والتي تبدأ من شهر إلى عام كامل. استسهال الجريمة الإلكترونية وأوضح أن البعض يستسهل الجرائم الإلكترونية ويرتكبها في لحظة معينة وهو يجلس في منزله أو مكتبه ولا يتطلب أن يصل إلى المعتدي عليه، فانتشار وسائل التواصل غير من كيفية ارتكاب الجريمة حيث لا يتطلب وجود الشخصين في مكان واحد، لافتاً إلى أن أغلبية البلاغات التي تسجل في مكاتب الشرطة عن الجرائم الإلكترونية نتيجة التشهير، ومن بينها بلاغات أسرية، والتي تحال إلى التوجيه الأسري، ومن بينها بلاغات نتيجة وضع الزوجة لصورة في «إنستغرام» لم تعجب الزوج فيغضب ويعلق عليها ويحدث بينهما مشاكل. من جهته، نوه المساعد ماجد بن سلطان إلى أن قانون الإمارات في جرائم السب والقذف لا يسقط الجريمة بالكامل مع التنازل، فهنالك الحق العام، لافتاً إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي مكان مفتوح يضم الجاهل والمتعلم. الإسلام حرم الإيذاء فدخل الناس فيه أفواجاً أبوظبي (الاتحاد) بحضور الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وأكثر من 4 آلاف شخص من الجالية الهندية المسلمة في الإمارات، ألقى الداعية الهندي عبد الصمد صمداني الأمين المساعد لرابطة اتحاد المسلمين لعموم الهند وعضو البرلمان الهندي السابق، محاضرة قيمة بعد صلاة التراويح بعنوان «العقيدة القرآنية لتعظم الإنسانية»، في المسرح الوطني بأبوظبي، استهلها بالإشادة بأجواء التسامح الديني الذي يعيشه مجتمع دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، داعياً الله أن يمده بالصحة والعافية والتوفيق، ومترحماً على القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وقال نتطلع دائماً إلى المبادرات الخلاقة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، منوها بالصدى الكبير لزيارته الرسمية الأخيرة للهند، وما تركته من آثار إيجابية رائعة لدى الشعب الهندي وقيادته مما يعيد للأذهان العلاقات التاريخية بين الهند والأمة العربية على مر التاريخ، وأهمية اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ولغة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأهل الجنة ودور هذه اللغة العظيمة في نقل الحضارتين الإسلامية والهندية وبناء الجسور الثقافية والدينية والإنسانية بينهما. التواصل الاجتماعي بين المسؤولية الوطنيــة والحرية الشخصية  

 

 
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©