الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علي الشميلي: العمل التطوعي قيمة تتوارثها الأجيال

علي الشميلي: العمل التطوعي قيمة تتوارثها الأجيال
3 يونيو 2017 18:25
لكبيرة التونسي (أبوظبي) استمد علي الشميلي حبه للتطوع من تعاليم الدين الإسلامي، مؤكداً أن كل إنسان بداخله بذرة عطاء وخير قد تزيد وتتأجج بدعم من البيئة التي يعيش فيها كل شخص، وقد تخبو إن لم تجد المكان الجيد لتنمو وتكبر، حيث أشار إلى أن التطوع قيمة ورثها من أجداده ومن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، التي يعتبرها قدوته ومثله الأعلى في هذا الميدان. وشارك الشميلي المهندس المتطوع بهيئة الهلال الأحمر فرع أبوظبي في العديد من العمليات التطوعية التي ينظمها الهلال الأحمر الإماراتي، واكتسب من خلالها العديد من المهارات العلمية والاجتماعية، مؤكداً أن هذه القيمة يجب أن تغرس في الأطفال منذ نعومة أظفارهم لما لها من عائد على المجتمع وعلى الشخص نفسه ولما تحققه من سعادة دائمة. وأكد أن حكايته مع التطوع بدأت عندما كان في أميركا من أجل الدراسة، حيث صادف أن قرأ إعلان توظيف مفاده أن أستاذة في الجامعة من أصول عربية تبحث عن أستاذ مساعد، يقدم بعض الدروس باللغة العربية ويساعد الطلبة على فهم اللغة العربية، ويصحح الامتحانات، عندما غادر أغلب الطلاب العرب أميركا إثر أحداث 11 سبتمبر سنة 2001، ولم يبقَ إلا عدد قليل جداً من الطلاب، في حين قرر علي الشميلي الاستمرار في دراسته رغم كل الظروف الصعبة، وشعوره بالفراغ الذي كان يحيط به في هذه الفترة، فتقدم لهذه الوظيفة رغم عدم استيفائه لشروط التوظيف في الجامعة كأستاذ مساعد لأنه لم يحصل بعد على شهادة الماجستير وفق الإعلان على الوظيفة المعلق بالجامعة، فنصحته الأستاذة التي ترغب فيمن يساعدها أن الحل الوحيد هو التطوع، وتأدية هذا العمل بالمجان، وبالفعل قبل، وبدأ في التطوع الذي خوله لقاء العديد من الجنسيات والاحتكاك مع مختلف الثقافات، كما أكسبه الكثير من المهارات ما كانت لتتوفر لولا هذا العطاء، بحيث كان يساهم في تصحيح الامتحانات، ويقدم المساعدات للطلاب، وخاصة المحتاجين منهم ذلك. شغف العطاء وبعد أن مارس الشميلي هذه المهمة لما يفوق عن سنتين بالمجان لمس في قلبه حباً للخير والعطاء، فقرر توظيف هذه القيمة الإنسانية في بلده الإمارات، بعد أن فضل استكمال مشواره المهني بها، وبعد فترة من التحاقه بعمله فكر في التطوع، فلجأ إلى الهلال الأحمر الإماراتي، ومن هناك بدأ مسيرته التطوعية الغنية بالتجارب والقصص الإنسانية، أعطى في الميدان واكتسب مهارات متعددة، وبدأ اليوم يعطي دورات مقدماً عصارة خبراته الطويلة للمتطوعين على شكل دورات تدريبية ومحاضرات. الخيم الرمضانية ويشكل الشهر الكريم بالنسبة لعلي الشميلي محفزاً للعطاء والخير، مما يدفعه لبدل المزيد من الجهد خلال هذا الشهر الفضيل، مؤكداً أن انطلاقته الأولى بدأت خلال هذا الشهر بالعمل كمتطوع في الخيم الرمضانية بعد أن استفاد من دورات تدريبية. والشميلي بدأ التطوع عام 2008 بتوزيع المير الرمضاني على المحتاجين والأسر المتعففة، ولحوم الأضاحي، ثم التطوع لتجهيز الخيم الرمضانية، وتنظيم الصائمين، ثم تنظيف المكان. ومن العمليات التطوعية الأخرى التي قام بها وتركت أثراً طيباً في نفسه واكتسب خلالها العديد من المهارات المشاركة في استقبال ضيوف الدولة، كما استفاد من دورات تعليمية ومحاضرات التي تقدم طوال السنة، وأصبح متمكناً في هذا المجال، مستفيداً من خبرات الهلال الأحمر الإماراتي الطويلة في هذا المجال. تمثيل الشباب ونظراً لامتلاكه خبرات واسعة في التطوع اختير الشميلي لتمثيل الشباب في العديد من المناسبات منها في عام 2012 لتمثيل شباب الهلال الأحمر الإماراتي في مؤتمر الشباب العالمي الأول في فيينا بالنمسا، والذي يعني بكيفية دمج وتمكين الشباب في العمل التطوعي، وقد لمس من خلال هذه التجربة أن الهلال الأحمر الإماراتي متفوق جداً في مجال التطوع وطريقة عمله على جميع الدول من دون استثناء، ومتقدم جداً في الخبرات التي يتوفر عليها المتطوعون، فالتطوع موجود بالمدارس من خلال مبادرة الهلال الطلابي، والذي يركز على فئة ما تحت 18 سنة، كما تنظم عدة مسابقات وتخصص لها جوائز لتحفيز الطلاب على عمل الخير. وقدم بعدها تقريراً مشتركاً مع جزر الكاريبي القريبة، وكان تقريرنا مميزاً يرتكز على أسس علمية وتجارب ميدانية، وتم اعتماده كتجربة رائدة في هذا المجال، وبعد عام من هذه المشاركة، قام بتسليم التقرير الشامل لدمج الشباب في التطوع في سدني أستراليا تكملة للمؤتمر السابق، وفي سنة 2013 تم اختياره في لجنة متطوعي الهلال الأحمر الإماراتي فرع أبوظبي. المخيم الإماراتي الأردني كما شارك في رحلة تطوعية إلى المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين، حيث تم تقديم ورشة ترفيهية فنية ورياضية، وكانت هذه المبادرة التطوعية استثنائية بالنسبة له، فهي تتجاوز مفهوم العطاء المادي إلى إدخال السعادة والتفاؤل على اللاجئين، حيث توفر الإمارات كل ما يلزم هذا المخيم الذي يعتبر مخيماً خمس نجوم، ولهذا بدأ يفكر في اتجاه آخر، وقرر إسعاد هذه الفئة من الكبار والصغار، ونظم ورشة رياضية وفنية وترفيهية، كفكرة جديدة وإضافة نوعية، كما قدم دورة مدتها أسبوع اشتملت على الفن قدمها الفنان التشكيلي إبراهيم العوضي، وورشة الألعاب الشعبية الإماراتية، وألعاب رياضية، كانت عبارة عن دورة مصغرة في هذه لعبة كرة الطائرة، ووضع قوانينها ولوائحها، وخصصت العديد من الجوائز العينية للفائزين، مما أضفى نوعاً من السعادة على اللاجئين، وقد تركت فيهم المبادرة أثراً طيباً، خاصة أنها ساهمت في تخليص المقيمين في المخيم من اليأس والحزن. محاضر متطوع خضع للعديد من التجارب واكتسب الكثير من المهارات من خلال انخراطه في اللجان التطوعية، ففكر في الانتقال إلى نوع جديد من التطوع، يتعلق بإعطاء المحاضرات والدورات في هذا المجال، مقدماً عصارة تجربته في هذا المجال، حيث يقول عن ذلك: «لم أتوقف عند التطوع الميداني، بل طورت من نفسي لإعطاء دورات تدريبية إدارية لتوعية وتثقيف المتطوعين، ومن هذه الدورات فن التفاوض، وفن البروتوكول لتعليم المتطوعين طريقة التعامل مع زوار وضيوف الدولة والشخصيات المهمة في مختلف المناسبات، خاصة أن الإمارات تستقبل سنوياً أعداداً كبيرة من الضيوف خلال المؤتمرات والمعارض. منسق الفريق الطبي ومؤخراً كانت له مشاركة من ضمن الفريق الطبي المبتعث لمساعدة اللاجئين السوريين في اليونان لتقديم المساعدات الطبية ضمن الفريق الطبي لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي الذي عمل على تقديم الدعم الصحي والعلاج المجاني في المخيمات، حيث تضمن برنامج الفريق علاج اللاجئين في مختلف الحالات كالطوارئ والباطنية والنسائية والأطفال وأمراض سوء التغذية والحميات والأمراض الجلدية والعيون إلى جانب برامج أخرى توعوية وإرشادية ووقائية لتفادي الإصابات ببعض الأمراض التي قد تظهر في الظروف الاستثنائية. ووضع الشميلي خطة وبرنامجاً زمنياً لتنفيذ عمل الأطباء الإماراتيين من مختلف التخصصات الطبية والمتطوعين بالهلال الأحمر لمساعدة اللاجئين السوريين وتقديم العلاج الطبي، حيث تم افتتاح العيادة، وكان هناك أربع فرق طبية وتمثلت مسؤوليته في التنسيق بين البلدية والمخيم واجتماع الهلال الأحمر وعن الأدوية والتنسيق مع السفارة أيضاً، بحيث عمل على توفير الأدوية، لعلاج الكثير من الناس، مشيداً بميزة التعامل الإنساني مع المرضى، حيث ضم كل فريق طبي عدداً من الأطباء وطاقماً تمريضياً متمرساً للإشراف على تنفيذ الخطة العلاجية لرعاية اللاجئين السوريين باليونان ومتابعة الحالات الصحية الطارئة للنساء والأطفال ودراسة أوضاعهم وتوفير احتياجاتهم. إسعاد المرضى يؤكد الشميلي أن العمل التطوعي يزرع السعادة في نفوس الآخرين من غير مقابل، ويعزز القيم الإنسانية، ويحقق الرضا للمتطوع نفسه، لافتاً إلى أنه يفتخر بانتمائه لمبادرة إسعاد المرضى، والتي يقوم فيها المتطوعون بزيارات للمرضى بالمستشفيات وتوزيع الهدايا عليهم، والاطمئنان على صحتهم، وتقديم الدعم النفسي لهم، ونشر السعادة والابتسامة على وجوههم، موضحاً أن هذه المبادرة تأتي لتعكس القيم النبيلة لمجتمعنا الإماراتي النابعة من التعاليم الإسلامية، لتساعد المريض وتدعمه نفسياً، مما يسهم في سرعة علاجه وخروجه من المستشفى، إضافة إلى دورها في تعزيز الجوانب النفسية، لقبول المرض ومواجهته، والتحلي بالإرادة والصبر، خاصة لدى المصابين ببعض الأمراض المستعصية. وأشار إلى أنه ساهم في إخراج هذه المبادرة إلى النور من البداية، من وضع القواعد المنظمة وتدريب فريق العمل الذي يتكلف بزيارة المرضى، وكيف يجب أن يتحلى بالروح الإيجابية والقدرة على إضفاء نوع من التفاؤل والسعادة على المرضى، وقدرته أيضاً على مواجهة المواقف السلبية حتى لا يتأثر بمعاناة المرضى مع آلامهم، موضحاً أن إنجاح أي مبادرة تطوعية رهين بوجود كادر إداري ممتاز، وأن فريق مبادرة إسعاد المرضى زار أكثر من 150 مريضاً من مختلف الجنسيات منذ انطلاقها سنة 2014، حيث كانت أول زيارة لمرضى مدينة خليفة الطبية، كما نعمل على تحقيق أماني بعض الأطفال المرضى. الانتماء للوطن يقول علي الشميلي إن قيمة الدول تزداد بارتفاع أعداد المتطوعين بها، ولعلَّ دولة الإمارات تتصدر العديد من الدول في هذا المجال، وهذا ما لمسته من خلال العمليات التطوعية التي قمت بها، وكذلك من خلال ما تقوم به من مساهمات إنسانية حول العالم، مؤكداً أن التطوع يسهم في نماء الدول ويكسب المتطوع خبرات واسعة. ويضيف «استفدت كثيراً من خلال مشاركتي في العمل التطوعي وأشعر بالفخر عند المساهمة بخبرتي في هذا المجال، فالتطوع أكسبني شعور الانتماء إلى الوطن، وعلى الشباب أن يعي أهمية العمل التطوعي والفوائد التي سيجنيها على الصعيد الشخصي والاجتماعي والعملي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©