الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استهداف المساجد.. يكشف حقيقة المتطرفين

استهداف المساجد.. يكشف حقيقة المتطرفين
3 يونيو 2017 18:30
حسام محمد (القاهرة) منذ بدأ العالم الحرب على الإرهاب والجماعات المتطرفة تمارس عملياتها الإجرامية على نطاق واسع لم ترحم منه أحداً، ومؤخراً بدأ بعضها باستهداف المساجد خلال أداء المسلمين للصلاة، وهو ما يعني أن استهداف المساجد مباح بحسب زعمهم، وهكذا يبرر هؤلاء الإرهابيون استهداف بيوت الله وينسبون ما يفعلون للإسلام. يقول الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق: لا نحتاج لتفنيد تلك الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المجرمون في حق الإسلام والمسلمين، ولكن لم نتخيل أبداً أن يأتي يوم ويقوم مسلم فيه بتفجير نفسه داخل مسجد أو إلقاء قنبلة على المصلين خلال أدائهم للصلاة، كما تفعل تلك الجماعات الإرهابية، والغريب أنهم يزعمون أن جريمتهم مشروعة دينياً ولعلنا نذكر قبل فترة من الزمن أن قامت إحدى الجماعات الإرهابية بتوجيه صاروخ تجاه المسجد الحرام، وكأن بيوت الله قد أصبحت مباحة لهم دون وازع ديني أو إنساني، والمساجد هي البقاع الطاهرة التي ترفرف حولها وعليها الملائكة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الْبِلادِ إِلَى اللهِ مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلادِ إِلَى اللهِ أَسْوَاقُهَا»، (رواه مسلم). والمساجد هي مراكز نشر التوحيد في المجتمع، قال تعالى: (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً)، «سورة الجن: الآية 18»، وهي الأماكن المقدسة التي تشهد تربتها كل يوم خمس مرات هذه الجباة الساجدة الضارعة لبارئها: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ)، «سورة النور: الآيات 36 - 38»، وهي الأماكن التي يهرع ويفزع إليها المؤمنون من مادية الزمان ليجدوا السكينة والطمأنينة بين رحابها. ويضيف الشيخ عاشور: يقول الله تعالى في كتابه العزيز: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سورة البقرة: الآية 114»، ووصفهم القرآن أيضاً أنهم من المفسدين في الأرض: قال تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، «سورة المائدة: الآية 33». ولا بد أن يعي كل من يستهدف مسجداً بسوء أن هناك عقاباً في الدنيا، حيث يقول تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ)، «سورة الفيل»، وأصحاب الفيل كانوا يستهدفون بيت الله الحرام، والعلماء يرفضون دفع الصوت في المسجد حتى لو أمر بمعروف ونهى عن منكر، فكيف تصل بهؤلاء المجرمين الجرأة على تفجير المساجد وقتل المصلين؟.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©