الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البتاني.. صاحب أدق الأرصاد الفلكية

3 يونيو 2017 18:35
أحمد مراد (القاهرة) هو محمد بن جابر بن سنان البتاني، المولود في العراق سنة 240 هجرية الموافقة لسنة 854 ميلادية، عرف بـ«البتاني» نسبة إلى مسقط رأسه «بتان»، عالم فلك ورياضيات، اعتبره العالم الفرنسي «لالاند» من العشرين فلكياً المشهورين في العالم. درس البتاني المؤلفات الفلكية التي كانت متوافرة في عصره، وخاصة كتاب «المجسطي» لبطلميوس، وكتب فيما بعد تعليقاً عليه، ونقد بعض ما جاء فيه، وبدأ رحلته مع الرصد الفلكي سنة «264 هجرية - 878 ميلادية»، وقد أمضى أغلب حياته برصد الأجرام السماوية بمرصد البتاني أو مرصد الرقة، واستمر في الرصد حتى عام «306 هجري - 918 ميلادي»، كما أقام فترة في مدينة أنطاكية، وأنشأ المرصد الذي عرف باسمه بشمال سوريا. حقق البتاني الكثير من الإنجازات في علم الفلك، وهو ما جعل المؤرخين يطلقون عليه لقب «بطليموس العرب» - تشبيها له بالعالم الفلكي والرياضي والجغرافي السكندري «كلاوديوس بطليموس»، والذي عاش في القرن الثاني الميلادي - ومن أهم إنجازاته في هذا المجال أرصاده الفلكية الصحيحة التي تعد من أدق ما أجراه الفلكيون العرب، ومن التي أجريت حتى القرن السابع عشر، حيث يعد البتاني أول من اكتشف حركة الأوج الشمسي وتقدم المدار وانحرافه. ومن أبرز مكتشفاته تحديد السنة الشمسية بدقة لافتة للنظر إذ بين أنها 365 يوماً وخمس ساعات وسبع وأربعون دقيقة وأربع وعشرون ثانية، وهي قريبة جداً من أحدث التقديرات التي تم اكتشافها في العصر الحديث، ومن إنجازاته الأخرى، أنه صحح قيمة الاعتدالين الصيفي والشتوي، وأجرى أرصادا دقيقة للكسوف والخسوف، اعتمد عليها فلكيو الغرب في حساب تسارع القمر أثناء حركته خلال قرن من الزمان، وبرهن على احتمال حدوث الكسوف الحلقي للشمس، وحقق مواقع عدد كبير من النجوم، وصحح بعض نظريات حركات القمر وكواكب المجموعة الشمسية، وتوصل إلى نظرية قوية الأسانيد، توضح وتفسر أطوار القمر عند ولادته. ألف البتاني عدداً كبيراً من المؤلفات، أهمها كتاب معرفة مطالع البروج، ورسالة تحقيق أقدار الاتصالات، وشرح المقالات الأربع لبطليموس، وكتاب تعديل الكواكب، وكتاب «زيج البتاني»، وهو أهم كتبه العلمية، وقد ترجم إلى اللاتينية أكثر من مرة في القرن الثاني عشر، كما أمر «الفونسو العاشر» في «قشتالة» بنقله إلى الإسبانية، وأطلع عليه كبار الفلكيين الأوروبيين، ومنهم «كوبرني» في القرن السادس عشر الميلادي، وفي عام 1899م طبع الكتاب في روما، بعد أن حققه «كارلو نللينو» عن النسخة المحفوظة بمكتبة الاسكوريال بإسبانيا. اعترف الفلكي الشهير «إدموند هالي» بدقة أرصاد البتاني، واعترف أيضاً «كاجوري» في كتابه «في تاريخ الرياضيات»، كما أشار مؤرخ العلم «جورج سارتون» إلى البتاني بإعجاب شديد باعتباره أعظم الفلكيين المسلمين، واعترف المستشرق الإيطالي «نللينو» أن أرصاد البتاني في «الزيج»، كان لها أعظم الأثر على تطور علم المثلثات الكروية في أوروبا. ويضاف إلى ذلك الإنجازات في الرياضيات، فقد توصل البتاني إلى بعض المعادلات الأساسية والحلول المهمة في علم حساب المثلثات الذي أسهم إسهاماً كبيراً في ارتقاء علم الفلك، ويعد البتاني أول من استبدل «الوتر» الذي كان بطليموس يستعمله بـ«الجيب»، ويعتبر أول من حسب الجداول الرياضية لنظير المماس، فضلاً عن أنه من أوائل العلماء المسلمين الذين استخدموا الرموز في تسهيل العمليات الرياضية، وينسب الفضل إليه في ابتكار مقاليب النسب المثلثية الأساسية. توفي البتاني سنة 929 ميلادية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©