الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسامة بن زيد.. حِب رسول الله

3 يونيو 2017 18:36
سلوى محمد (القاهرة) أسامة بن زيد بن حارثه، ولد في العام السابع قبل الهجرة، كنيته «أبو محمد»، تربى على يد النبي، صلى الله عليه وسلم، وشهد له بالولاية والقيادة، ومن أكثر الصحابة ولاء له وقرباً منه، لقبه الصحابة «الحِب بن الحِب»، دخل على النبي وهو في مرضه الذي مات فيه ولا يستطيع الكلام، فقبله فرفع النبي يده إلى السماء وصبها على أسامة، فكان آخر من دعا له النبي، وكان يضع أسامة على إحدى فخذيه والحسن بن علي على الأخرى ويداعبهما، ويقول: «اللهم أحبهما، فإني أحبهما»، أبوه زيد بن حارثة، وسمي بـ«زيد بن محمد» لشدة حب النبي، صلى الله عليه وسلم له، أمه أم أيمن مولاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم وحاضنته. رده النبي، صلى الله عليه وسلم، يوم أُحد لصغره، وأخذ أسامة يشد من قامته إلى أعلى ليأذن له بالجهاد، حتى رق له النبي وأجازه، فحمل السيف وجاهد في سبيل الله، وثبت أسامة يوم حنين مع الفئة القليلة إلى جوار النبي حتى انتصر المسلمون بعد الهزيمة، وشاهد استشهاد أبيه في غزوة مؤتة. أيقن أسامة أن الولاء لله فقط، عندما ذهب إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، ليشفع للمرأة المخزومية لما سرقت، فغضب، وقال له: «أتشفع في حد من حدود الله»، ثم قام خطيباً في الناس، فقال: «إنما أُهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الغني تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». ولاه النبي، صلى الله عليه وسلم، على سرية لقتال المشركين الذين يناوئون الإسلام، فعاد منتصراً وجلس يحدث النبي قائلاً: أدركت رجلاً وهويت إليه بالرمح، فقال الرجل: لا إله إلا الله، فطعنته وقتلته، فتغير وجه النبي، وأنكر على أسامة قتله، وقال: «ويحك يا أسامة، فكيف لك بلا إله إلا الله؟ ويحك يا أسامة فكيف لك بلا إله إلا الله؟.. «فأخذ، صلى الله عليه وسلم، يرددها عليّ حتى وددت أني انسلخت من كل عمل عملته، واستقبلت الإسلام يومئذ من جديد، فلا والله لا أقاتل أحداً قال لا إله إلا الله بعدما سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم». استعمله النبي على جيش فيه أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إلى الشام لقتال الروم، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأمره أن يوطئ الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين، فطعن الناس في إمارته، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: «إن تطعنوا في إمارته، فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل، وإن كان أبوه لخليقاً للإمارة، وأن أسامة لخليق لها، وأنه لمن أحب الناس إليّ بعد أبيه، وإني لأرجو أن يكون من صالحيكم، فاستوصوا به خيراً». مرض النبي، صلى الله عليه وسلم، وتوفي، وتمت البيعة لأبي بكر الذي أمر بإنفاذ بعث أسامة كما أوصى النبي، فانطلق أسامة بقيادة الجيش ونفَّذَ كل ما أمره به رسول الله، وانتصر على الروم ونزع هيبتهم من قلوب المسلمين، ومهد الطريق لفتح ديار الشام ومصر، والشمال الإفريقي، وعاد وما رُئِي جيش أسلم وأغنم من جيش أُسامة بن زيد. توفي أسامة بن زيد بالجرف عام 54 هـ ودفن بالمدينة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©