الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجوم «المسافر»: لهذه الأسباب شاركنا في الفيلم

نجوم «المسافر»: لهذه الأسباب شاركنا في الفيلم
9 أكتوبر 2009 00:57
إختارت إدارة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الفيلم المصري «المسافر» ليعرض للمرة الأولى في المنطقة العربية من خلال افتتاح الدورة الحالية للمهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ويمنح جوائز «اللؤلؤة السوداء» البالغ قيمتها أكثر من مليون دولار أمريكي. ويعد «المسافر» أول فيلم مصري خالص يشترك في المسابقة الرسمية لمهرجان فينسيا لهذا العام وهو من انتاج وزارة الثقافة المصرية، وهو من بطولة النجم العالمى عمر الشريف وخالد النبوي وعمرو واكد وبسمة، واللبنانية سيرين عبد النور وشريف رمزي ومحمد شومان، ومن تأليف وإخراج أحمد ماهر. وميزانية الفيلم تجاوزت نحو عشرين مليونا من الجنيهات عند التنفيذ. والمعروف أن مصر رفضت عرض فيلم «المسافر» ضمن مهرجان تورنتو بسب احتفاء المهرجان بمدينة تل أبيب ضمن برنامج «من مدينة إلي مدينة» بالإضافة إلى وجود عدد من النشاطات التي تروج لإسرائيل، وحيث قاطع المهرجان نحو 100 فنان عالمي. عين حسن تدور أحداث الفيلم بالكامل خلال ثلاث أيام متباعدة، أولها في عام 1948 الذي شهد أول حرب بين العرب وإسرائيل، وانتهت باحتلال الأراضي الفلسطينية، والثاني عام 1973 الذي شهد تحرير الجيش المصري لشبه جزيرة سيناء من الاحتلال الإسرائيلي، والثالث عام 2001 الذي شهد تفجير برجي مركز التجارة العالمي بالولايات المتحدة في 11 سبتمبر، حيث يرصد الفيلم التغيرات التي طرأت على المجتمعات العربية على مدار تلك الفترة الطويلة. وقال النجم خالد النبوي، أحد أبطال الفيلم، في تصريح ل «الاتحاد الثقافي: «فيلم «المسافر» عمل فني متميز أترك الحكم عليه للنقاد والجمهور العربي، فهو يعد وثيقة سينمائية مصورة وشاهد على عصره، كأثر ثقافي وفني مميز. وفي الفيلم أمثل شخصية رئيسية هي «حسن» في مرحلة الشباب، وهي الشخصية التي يمثلها النجم الكبير عمر الشريف في مرحلة الشيخوخة. لكننا نشاهد الأحداث من خلال عين حسن وكما يرويها بصوته وهو كهل من خارج الصورة. و»حسن» رجل مصري يعمل في مصلحة البريد يذهب لاستلام عمله في بورسعيد فيجد نفسه منساقا للبحث عن امرأة تدعى «نورا» ـ قد تكون أرمينية الأصل كما يقال له ـ لكي يسلمها تليغرافا من خطيبها الذي تنتظره لكي يتزوجها في تلك الليلة تحديدا. لكن حسن يقرر ألا يسلمها التليغراف، بل يجد نفسه منجذبا إليها، وتنجذب هي أيضا إليه على نحو ما». ويضيف النبوي: في الجزء الثاني من الفيلم، أي عام 1973، نجد أن نورا التي توفيت، أنجبت ولدا هو «علي» الذي مات غرقا، كما أنجبت فتاة هي «نادية». ويشك حسن في أن نادية لابد أن تكون ابنته، بل ويقبل بهذه الحقيقة عندما يأتي إليه صديق علي الذي يدعى «جابر» ويطلب يدها منه. لكنه يأتي أيضا لكي يقيم سرادق عزاء لعلي على شاطئ البحر في الاسكندرية. ويتابع النبوي: في الجزء الذي يمثل أحداث عام 2001، يلتقي حسن بالشاب «علي» ابن «نادية»، ابنة نورا التي تكون قد توفيت من زمن كما توفيت نادية أيضا. ويمتلئ الفيلم بشتى التلحميات التي تدور حول فكرة أن «علي» ليس سوى حفيد حسن، لكن حسن يتشكك قليلا في الأمر، فبينما يجد تشابها في الميول والسلوكيات والرغبات بينهما، إلا أنه يجد أن أنف «علي» لا تشبه أنفه بل تشبه أنف فؤاد زوج نورا جدة علي وحبيبته التي اغتصبها في أول لقاء بينهما. فهل يمكن أن يكون»علي» نبتة مشتركة من صلب رجلين عاشرا المرأة نفسها في ليلة واحدة! وتدور الأحداث في سياق تاريخي ودرامي نتركها للمشاهد». شهادات وقال عمرو واكد: «أقوم في الفيلم بدور فؤاد حبيب «سيرين عبدالنور» وهو يظهر فيه الجزء الأول من الفيلم فهو بطل الفترة الزمنية الأولى التي تدور في الأربعينيات، وهو أحد أعيان بورسعيد ورجل أعمال كبير من المفترض أنه إبتعد لفترة عن حبيبته التي سافرت لخارج البلاد، وعندما تأتي يصر أن يذهب لرؤيتها ونرى التطورات من خلال الاحداث فهي تكون في حيرة بينه وبين «خالد النبوي» وتحدث بينهم العديد من المواقف الغريبة. وأشارك في الفيلم كضيف شرف من خلال 11 مشهدا، لكن برغم صغر مساحته الا أنه يعتبر بطل المسرحية الأولى كما قلت، لقد أعجبت بالسيناريو الذي كتبه المخرج أحمد ماهر جداً، وهناك أفلام تعتبر الاشتراك فيها مهم برغم صغر مساحة أدوارنا فيها و»المسافر» أحد هذه الأفلام رغم صغر مساحته، إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أهميته وتأثيره في دراما الفيلم والسبب الثاني هو المخرج أحمد ماهر فقد تعاونت معه من قبل في مسلسل «لحظات حرجة» وأعلم انه مخرج يمتلك موهبة كبيرة، وبالتأكيد كنت أتمنى أن أقف أمام عمر الشريف، لكن يكفيني فقط أنني شاركت معه في بطولة فيلم، وأعتقد ان في المرات القادمة ستتاح لي هذه الفرصة لأن الوقوف أمام نجم بحجم عمر الشريف بجانب أنه يثقل موهبة أى فنان يشارك معه، وتعد مشاركة بارزة تسجل لأى فنان في سيرته الذاتية». وتحدثت بسمة عن مشاركتها في الفيلم فقالت: «وافقت على الإشتراك في الفيلم برغم صغر مساحة الدور، إلا أنه دور متكامل له شكل ومضمون ودائما الأدوار ذات المساحة الصغيرة تكون محفزة لي لأخرج فيها كل ما لدي حتي أترك بصمتي علي العمل، وأحمد ماهر كتب دوري بشكل متكامل كراوية شخصية بالمعني الدارج «ماسكة نفسها» وشخصية لها أبعاد درامية كثيرة. سوف يشعر بها الجمهور والسبب الآخر الذي جعلني أقبل الفيلم هو وجود المخرج أحمد ماهر». وعبرت بسمة عن فرحتها بالوقوف أمام عمر الشريف بقولها: «يكفيني فقط أن أقف وأقوم بالتمثيل أمام النجم العالمي عمر الشريف، فوجوده كان من أهم الأسباب التي جعلتني أوافق على المشاركة فيه رغم صغر مساحة الدور، فقد كان تجربة جديدة علي إستفدت بالتأكيد من الوقوف أمامه فهو إنسان بمعني الكلمة، ومتواضع جدا مع الكل سواء كانوا أمام الكاميرا أم خلف الكاميرا ودائما كان يعطي لنا نصائحه ولا يبخل عنا بها». عن «الكيت كات «عمارة يعقوبيان» جدل الموقف من السلطة والمجتمع بين المخرج والمؤلف جهاد هديب في آخر الأمر، السرد هو السرد، سينمائيا كان أو روائيا، والفرق أن هناك من الشروط والعناصر ما يجعل السينما سينما وما يجعل الرواية رواية. أي أن كلاً منهما فن يقوم بذاته ولكل منهما لذته الخاصة في المشاهدة وفي القراءة، لكنّ الجامع بينهما، في أية حال، هو أن قراءة كل منهما البصرية في حال السينما أو التخييلية في حال الرواية هي فعل فردي بامتياز، ذلك أن القراءة المثمرة للرواية لا تحدث إلا في عزلة الفرد مثلما هي القراءة البصرية للفيلم لا تحدث إلا في العتمة حيث بوسع أي مشاهد أن يشعر بعزلته الخاصة ولو أن صالة العرض محتشدة بالحضور. وعربيا، وفي مصر تحديدا، فقد ظهر هذان الشكلان من الفن، الرواية والسينما، في فترة زمنية واحدة تقريبا مطالع القرن العشرين مع بعض الفروقات التي تعلّقت بشروط اجتماعية ـ اقتصادية كما بدرجة الوعي بهما لدى الجمهور، ومع أنّ الرواية في مصر لم توصل إلا نجيب محفوظ إلى نوبل للآداب وبالتالي الشهرة العالمية والأرقام المرتفعة في المبيعات إلا أن الانتشار الجماهيري كان غالبا من نصيب أولئك النجوم الذين جعلت منهم السينما نجوما جماهيريين شكّل وجودهم في العديد من الحالات سببا مباشرا في نجاح هذا الفيلم أو ذاك قياسا لمبيعات شباك التذاكر. وصل هذا الأمر، إلى ذروته، مع النجم عادل إمام، حتى أن ظهوره بدءاً من السبعينات، وما أتيح له أن يحققه خلال هذه الحقبة الطويلة من نجومية بأسلوبية خاصة في التمثيل، الذي يعتمد على كوميديا الموقف والمفارقات اللغوية، قد طبع حقبة بأكملها بطابع خاص بات الرجل، الآن، أحد مرتكزاته. بالمقابل كان هناك ممثلون مجتهدون انتزعوا حضورهم الخاص والجماهيري باجتراحهم طريقتهم الخاصة في التمثيل وأدائهم الذي لا يذكّر بسواهم بدأبشخصي وارتكز على التمثيل بوصفه فنا شاقّا ومتطلبا للثقافة الشخصية والمتابعة لما يستجد في هذا الفن في العالم، وذلك دون أن تحملهم إلى الجمهور شروط أخرى غير فنية، حتى باتوا يمثلون ثِقَلا موازيا لثقل عادل إمام، مثل النجم الراحل أحمد زكي وكذلك محمود عبد العزيز ونور الشريف. بذلك أصبح لكل منهما (عادل إمام من جهة وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز ونور الشريف من جهة أخرى) معنى وجوهر يعبر عن البعد الاجتماعي والسياسي وكذلك الحراك الثقافي لحقبة بأكملها، لقد أصبح كل منهما فكرة، إنما مختلفة. هذه الحال تنطبق بدورها على الرواية. أصلان و»الكيت كات» تذكّر بذلك كلّه على الصعيدين الروائي والسينمائي، رواية «مالك الحزين» للمصري إبراهيم أصلان التي صدرت منتصف الثمانينات من القرن الماضي، فمثّلت ذروة ما أنجز جيل من الروائيين الذين ظهروا ما بعد نجيب محفوظ في الستينات القاهرية تحديدا حيث تعد هذه الرواية قصيدة نثر حقيقية في إطار اجتماعي إنساني يبرز بعمق اغتراب الفرد في السياق الاجتماعي للقاهرة بعد انفتاحها الاقتصادي أو في أعقاب انتهاء الحقبة الناصرية، إنما بشفافية وشعرية ما من جهة، ومن جهة أخرى اختزلت الخبرات الفنية التي راكمها أصلان منذ الستينات وحقق تميزه الروائي عبرها بين أبناء جيله من الروائيين الكبار الذي ضمّ أمثال جمال الغيطاني وابراهيم عبد المجيد وإدوار الخراط وبهاء طاهر وسواهم. أيضا هي الحال مع المعادل البصري لهذه الرواية التي صارت فيلما العام 1991 بعنوان «الكيت كات» وحملت توقيع المخرج الموهوب داوود عبد السيد إخراج (وكتابة سيناريو) داود عبد السيد ومن بطولة النجم محمود عبد العزيز والراحلة أمينة رزق وعايدة رياض والراحل نجاح الموجي وسواهم. حيث لم يكن الفيلم اقتباسا أو ذريعة حكائية درامية، بل دخولا عميقا إلى جوهر الرواية وبنيتها التي أوجدها أصلان أصلا، والفارق هو في تحويل السرد من كونه روائيا إلى سرد سينمائي يوازيه في الرقي المبني في الأساس على المعنى الاجتماعي للحقبة ذاتها التي عاشها داوود عبد السيد وابراهيم أصلان، ولم يكن ذلك ليتم لولا الدور الذي بذله باجتهاد نادر محمود عبد العزيز الأمر الذي عزز من نجوميته وحضوره في وجدان الناس حتى بات رمزا على المستوى الاجتماعي ومدرسة خاصة بأداء خاص. ومثلما أن الروائي الموهوب من غير الممكن أن يحدد لمخرج موهوب من أين يمكن أن تؤخذ الرواية كذلك هي الحال بين المخرج داوود عبد السيد والممثل محمود عبد العزيز الذي لم يلتهم دوره الأدوار الأخرى للممثلين وعبّر عن شخصيته في الفيلم مثلما عبّر عن ذلك الممثلون الآخرون الذين حققوا امتيازهم الخاص هم أيضا. هكذا يمكن للمرء أن يقول إن الفيلم هو المعادل البصري الموضوعي للرواية وليس النقل الحرفي لها إلى الشاشة. ويمثل العمل من جهة أخرى التقاء فنين سرديين متمايزين في قمة عطائهما. يعقوبيان الأسواني مثلما يذكّر بذلك من جهة أخرى رواية «عمارة يعقوبيان» لعلاء الأسواني التي تناولت الحقبة الناصرية بروح تهكمية ونقدية عبر جملة من الحكايا والمفارقات التي لا تجمعها بنية روائية راسخة ومتبلورة بل تنطوي على إثارة من نوع ما جعلت أنصار الناصرية وأضدادها يقبلون على قراءتها، بل، ربما، كان ذلك سببا مباشرا في أن يذيع صيت الرواية وكذلك صاحبها على الرغم من أنّ روايته التالية «شيكاغو» كانت أكثر تماسكا وإقناعا لجهة أدبية هذه الرواية. لقد اقتبسها عادل إمام في فيلم حمل عنوان الرواية العام 2006 نفسه ربما للأسباب ذاتها التي جعلت من الرواية عملا إشكاليا وحققت لها ذلك الانتشار الواسع، أي أن الفيلم سوف يكون جماهيريا بالتالي كما هي حال الرواية على الأقل، متكئا ـ أي عادل إمام ـ بذلك على حضوره الخاص بوصفه الممثل الكوميدي الأول عربيا. وللحق فإن الفيلم قد بدا متماسكا أكثر لجهة بنيته السردية وتطوراته الدرامية الواقعية، غير أنه ما من حضور مواز أو معادل لعادل إمام في الفيلم، فليس من الصعب أن يكتشف المرء أن لا حضور لسواه حتى المخرج مروان حامد ذاته. حتى أن حضور نجوم آخرين في الفيلم من وزن يسرا ونور الشريف كان عاديا تماما وبلا أي مساحة زمنية للتميز. الفيلم بامتياز يخص عادل إمام بأدائه وحضوره عبر الأربعين عاما الماضية فكرةً ومعنى مثلما أنّ الرواية هي تعبير علاء الأسواني بوصفه روائيا أنجز كتابه الأول، فحمل هذا الكتاب مشكلة أي كتاب أول آخر سواء لجهة البنية غير المتبلورة للرواية أو الشخصيات وما تمثله وما تعبّر عنه. وجملة القول، ليس عادل إمام وذريعة رواية الأسواني وحدهما الحاضران في الذاكرة السينمائية المصرية ووجدانها العميق، كما هي الحال أيضا مع أصلان وعبد السيد و»مالك الحزين» و»الكيت كات»، والفرق أن الأول قد عبّر عن وجهة نظر من المجتمع والسلطة بينما عبّر الطرف الآخر عن موقف منهما بثقافة عميقة ورصينة جديرة بالاحترام حقا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©