طهران تتجاهل المهلة وأوروبا تنتظر الرد على الحوافز

انقضت المهلة التي منحتها القوى الكبرى وألمانيا لإيران للرد على عرض يتعلق ببرنامجها النووي دون الحصول على رد من طهران التي تجاهلت الموعد المضروب لها· ورغم الصمت المتأني للأوروبيين، هددت ألمانيا بتشديد العقوبات إن لم تتراجع طهران عن برامجها النووية، بينما استقبلت الأخيرة الرئيس السوري بشار الأسد الذي ألمحت مصادر إيرانية أنه يحمل عرضا فرنسيا إلى إيران· وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي اشترط عدم ذكر اسمه إن الدبلوماسيين الأوروبيين مستعدون للانتظار لبضعة أيام أخرى للحصول على رد· وأكد ''لا يوجد جديد من جانب إيران''، مضيفا أن الاتحاد لم يتوقع صدور رد إيراني في مطلع الأسبوع· وأشار إلى أنه ''لا يجب أن نركز على المهلة كثيرا، المهم هو أن نحصل على رد واضح وبسرعة، فالمسألة ليست مسألة يوم''· في الوقت نفسه هدد فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني إيران بتشديد العقوبات المفروضة ضدها في حال عدم تراجعها عن عمليات تخصيب اليورانيوم· وطالب في حديث لمجلة ''دير شبيجل'' تنشره في عددها غدا إيران بالتوقف عن المراوغة وعدم محاولة كسب الوقت مؤكدا ضرورة تقديم طهران على الفور ''رد يمكن تقييمه'' على حزمة الحوافز الغربية· وأشار إلى أن إيران وحدها تملك مفتاح عدم تشديد العقوبات ضدها، مشددا في الوقت نفسه على عدم رغبة الغرب في أن تصل الأمور إلى حد تشديد العقوبات ضد طهران· من جهتها أكدت واشنطن أن إيران فشلت في الحصول على دعم أصدقاء لها في حركة عدم الانحياز بخصوص برنامجها النووي· وعرض مسؤولون في وزارة الخارجية الاميركية أمام الصحفيين بيانين قالوا إنهم حصلوا عليهما من أعضاء في الحركة شاركوا في اجتماع وزاري في طهران بدون تحديدهم، لابراز نقاط اضافتها إيران وشطبتها دول عدم الانحياز، الأمر الذي رأى الأميركيون أنه فشل لإيران في الحصول على دعم أصدقاء في حركة عدم الانحياز بخصوص برنامجها النووي· إلى ذلك اعلنت مصادر إيرانية لـ(الاتحاد) أن الرئيس السوري بشار الأسد الذي وصل طهران أمس في زيارة تستمر يومين، سيبلغ المسؤولين الإيرانيين مقترحا فرنسيا يقضي بقيام تعليق إيران لانشطتها مقابل تعليق قرارات مجلس الأمن العقابية· وقال مسؤول إيراني طلب عدم الكشف عن هويته بأن فرنسا ابلغت الأسد بأن اوروبا تختلف في مواقفها عن الموقف الاميركي المتشدد وانها تقبل بتوقف ايران على أجهزة الطرد الحالية مقابل تعليق اوربا للعقوبات· واضاف أن إيران قد تقبل بالوساطة السورية اذا تضمنت ضمانات أمنية من الدول الغربية· وكان الأسد وصل طهران أمس لعقد محادثات حول بعض القضايا الثنائية والإقليمية، وتتصدر جدول أعماله قضية المحادثات السورية غير المباشرة مع إسرائيل تحت الرعاية التركية· وفي السياق اتهمت ايران الولايات المتحدة بازدواجية المعايير بعدما أقر محافظو الوكالة الذرية امس الأول خطة تفتيش للهند وهي خطوة مهمة صوب الانتهاء من اتفاق نووي تجاري بين نيودلهي وواشنطن· واتهم علي اصغر سلطانية ممثل ايران لدى الوكالة الذرية في حديثه لتلفزيون (برس تي في) الإيراني الولايات المتحدة بالقيام بخطوة تمييزية وبانتهاك ''روح خطاب'' اتفاقية منع الانتشار النووي فيما قال إن إيران تواجه قيودا وتتعرض ''للحرمان من الوصول الى تكنولوجيا نووية للأغراض السلمية''· وقال إن ''إيران تدين ازدواج المعايير النووية الأميركية''، مضيفا إن بلاده مستعدة لإجراء محادثات لكنها لا تعتقد أنها ملتزمة بأي مهلة للرد على عرض القوى الكبرى، ومؤكدا ''لم نجر أي مناقشات أو اتفاق على ما يطلق عليه مهلة الأسبوعين''·