الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

كاليفورنيا تستعد لسد الفراغ الأميركي في ملف المناخ

كاليفورنيا تستعد لسد الفراغ الأميركي في ملف المناخ
3 يونيو 2017 20:02
لوس أنجيليس (أ ف ب) تبدو كاليفورنيا مرشحة لملء الفراغ على مستوى القيادة الأميركية في المعركة ضد التغير المناخي، بحسب محللين، مع توجه حاكم هذه الولاية جيري براون إلى الصين يوم الجمعة الماضي في زيارة مترقبة تتمحور حول ملفات بيئية. وما إن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الخميس انسحاب بلاده من اتفاق باريس التاريخي للمناخ، حتى انتقده براون بتصريح ندد بالقرار وتعهد مواصلة التقدم على طريق سياسات مناخية طموحة. وقال براون قبل المغادرة إلى الصين في زيارة تستغرق أسبوعاً، إن دونالد ترامب «اختار المسار الخطأ بالمطلق. إنه مخطئ على مستوى الوقائع، ومخطئ على مستوى الدراسات العلمية». وأضاف السياسي البالغ 79 عاماً الذي لطالما حمل راية القضايا البيئية أن «كاليفورنيا ستقاوم هذا المسار الضال والمجنون». وأضاف أن «ترامب غائب، لكن كاليفورنيا في الميدان، حاضرة للمعركة». ويشير خبراء إلى أن كاليفورنيا، «الولاية الذهبية»، ذات الاقتصاد السادس في العالم، قادرة على تسلم مشعل القيادة على المستوى الدولي نظراً إلى سياساتها المناخية القوية. وقالت المديرة التنفيذية في معهد إيميت لتغير المناخ والبيئة في جامعة كاليفورنيا «يو سي إل إيه» كارا هورويتز إن «كاليفورنيا لديها تاريخ معروف في الريادة على مستوى تغير المناخ، وخصوصاً قوانين ضبطه، كما أنها صاحبة الهدف المناخي الشامل اقتصادياً الأكثر طموحاً في الولايات المتحدة»، وبالتالي فإنها «لعبت دور منارة للولايات المتحدة وحول العالم في السياسات السليمة للمناخ»، بحسبها. ففي العقد الأخير قلصت الولاية، التي تعاني من أسوأ نسب تلوث الهواء في البلد، انبعاثاتها المسببة لاحترار الكوكب بشكل جذري، كما تعهدت تخفيض انبعاثاتها من غازات الدفيئة إلى مستويات العام 1990 مع العام 2020 وإلى 40% دون مستويات 1990 مع العام 2030، كذلك تعتمد الولاية الغربية معايير خاصة بانبعاثات المركبات أكثر تشدداً من المعايير الفدرالية، واعتمدتها أكثر من 10 ولايات أخرى. وتصدرت كاليفورنيا حملة الترويج للطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، وهي تشمل أكبر عدد من المركبات التي لا تصدر غازات ملوثة في البلد. ويقول الخبراء إن هذا العمل الديناميكي الذي بات نموذجاً أساسياً يحتذى لسائر أنحاء البلد ودول أخرى، بما فيها الصين، يضع هذه الولاية في موقع مؤات لمواصلة قيادة الحملة ضد تغير المناخ. وأوضح نائب مدير منظمة سييرا كلاب البيئية العريقة، إفان غيليسبي، الذي يشرف على برنامج كاليفورنيا للطاقة النظيفة «بشكل ما، لطالما كانت كاليفورنيا في الطليعة، وسيواصل الحاكم، مدفوعاً بالشغف وقوة الإرادة الصرفة، تسريع هذا العمل». وأضاف: «أعتقد أن الإدارة في واشنطن العاصمة لم تفعل إلا زيادة عزم الجمهور والسياسيين المنتخبين في الولاية على تسريع التقدم والتطوير». وتابع أن معاناة كاليفورنيا المطولة بسبب نوعية الهواء وسمعتها كولاية سباقة في المجال البيئي يعنيان ألا عودة إلى الوراء. وأوضح: «هناك زخم كبير مدرج ضمن اقتصادنا، ويدفعنا بالتالي نحو مستقبل أكثر نظافة. أعتقد أن كلفة الرجوع إلى الوراء باهظة، لا من منظار مناخي فحسب، بل اقتصادي كذلك». كما اعتبر الخبراء أنه رغم المشهد المسرحي الذي أحاط بقرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ وجهود إدارته لنسف سياسات الطاقة النظيفة، ما زالت الولايات والمدن تتخذ قراراتها بنفسها في ملفات كثيرة بينها المناخ، وتشكل كاليفورنيا مثالاً بارزاً على ذلك، وأضاف هورويتز أن «العالم سيوجه اليوم أنظاره إلى كاليفورنيا والصين والاتحاد الأوروبي وغيرها من الدول المستعدة لتسلم سدة القيادة»، وأكد ختاماً أن «كاليفورنيا حتماً في مقدمة السياسة المناخية الأميركية ولديها إرادة سياسية هائلة لمواصلة لعب هذا الدور». دافعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قرارها بالانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، مهاجمة خصوصاً الأوروبيين الذين اتهمتهم بإضعاف الاقتصاد الأميركي، وكذلك «المبالغين في قضية المناخ». وكان خطاب ترامب الذي أعلن فيه التخلي عن الاتفاقية التي أبرمتها 195 دولة في نهاية 2015، أثار ردود فعل من جميع أنحاء العالم على الساحتين السياسية والاقتصادية على حد سواء، تراوحت بين الاستياء والذهول والغضب. وأدى هذا القرار إلى يقظة أيضاً في الولايات المتحدة. وقال سكوت برويت، مدير وكالة حماية البيئة، إن «الرئيس اتخذ قراراً شجاعاً جداً، ليس هناك أي سبب يدعونا إلى الاعتذار». وأضاف أن «العالم أشاد بنا عندما قمنا بالانضمام إلى اتفاقية باريس. أتعرفون لماذا؟ أعتقد أنهم أشادوا بنا لأنهم كانوا يعرفون أنه لن يكون في مصلحة بلدنا». وبينما بدت الدول الأوروبية ومعها الصين حاملة شعلة «دبلوماسية المناخ» الجديدة، اتهمت السلطة التنفيذية الأميركية هذه البلدان بالمبالغة في هذه القضية لإلحاق الضرر بالولايات المتحدة. وقال برويت إن «السبب الذي يريد القادة الأوروبيون من أجله بقاءنا في الاتفاق هو أنهم يعرفون أن ذلك سيواصل لجم اقتصادنا»، ودان الذين وصفهم بأنهم «المبالغون في قضية المناخ»، مؤكداً أنه «قمنا بخطوات كبيرة لخفض انبعاثاتنا من غاز ثاني أكسيد الكربون». ورداً على السؤال مجدداً حول موقف الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة من مسألة الاحترار المناخي، قال شون سبايسر الناطق باسم ترامب في قاعة اكتظت بالصحافيين «لم تسنح لي فرصة مناقشة ذلك معه». ومن نيويورك إلى كاليفورنيا، نظمت عشرات المدن والولايات الأميركية فعاليات مقاومة القرار على الفور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©