الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ألمانيا وبولندا.. وتقليص التوترات

23 يناير 2016 23:24
أرسلت ألمانيا وبولندا وزيري خارجيتهما لعقد اجتماع يوم الخميس الماضي، وسط توترات بين البلدين الأوروبيين. ورغم أشهر من الانقسام، إلا أن الرجلين ركزا على نقاط الوحدة بين بلديهما، بدلاً من الشقاق الذي بدأ ينمو بينهما. وقال وزير الخارجية الألماني «فرانك والتر شتاينمير» خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البولندي «فيتولد فاشيكوفسكي»: «إن البولنديين والألمان قطعا شوطاً كبيراً بعيداً عن الكراهية والانحياز، والافتقار إلى التفاهم المتبادل من أجل إرساء الثقة، وفي النهاية أواصر الصداقة، ومن الجدير ألا نقع فريسة للألاعيب السياسية». وفي ضوء التاريخ الحديث بين البلدين، يعتبر بيان التأييد هذا ذا أهمية كبيرة. فعلى الرغم من أن كلتا الدولتين كانت تربط بينهما تاريخياً علاقات تحالف قوية، إلا أن التوترات زادت بينهما منذ انتخاب «حزب القانون والعدالة» المحافظ في بولندا. وفي ظل الرئيس الجديد «أندجي دودا»، أجرت الحكومة البولندية عدداً من الإصلاحات السياسية التي دقت ناقوس الخطر بين البولنديين والأوروبيين عموماً. ففي نهاية شهر ديسمبر الماضي، مرر البرلمان قانوناً كان من شأنه تقييد التدقيق الدستوري على صلاحيات الحكومة، والمحكمة الدستورية. وتجاهلت الإدارة الجديدة أيضاً تعيينات قضائية قديمة، وحاولت السيطرة على محكمة الدولة عبر تعيين أنصارها. وفي الشهر التالي، مررت الحكومة كذلك قانوناً مثيراً للجدل خاصاً بوسائل الإعلام. ويضع التشريع الجديد وسائل الإعلام تحت سيطرة حكومية مباشرة، وهو تحرك أفضى إلى انتقادات من حكومات عديدة في أنحاء القارة الأوروبية، ومن منظمات إعلامية مستقلة مثل «مراسلون بلا حدود». وأدى التحول المحافظ في بولندا في ظل حكم «حزب القانون والعدالة» إلى توتر العلاقات مع ألمانيا، والتي عملت عن كثب مع الحكومة البولندية السابقة التي كانت تنتمي إلى يمين الوسط. بيد أن «فاشيكوفسكي» انتقد القيم الأوروبية الليبرالية عندما أخبر صحيفة «بيلد» الألمانية في بداية الشهر الجاري «أنه كما لو أن العالم كان مقدراً له أن يخرج من النظام الماركسي ليمضي في اتجاه واحد، نحو مزيج جديد من الثقافات والأعراق.. عالم من الدراجين والنباتيين». وقال «فاشيكوفسكي» لصحيفة «بوليتيكو»، في يوليو الماضي، إن السياسات الألمانية ونظيرتها البولندية تختلفان في عدد من القضايا المهمة، من بينها استخدام الطاقة، واللاجئون الأجانب، والسياسات تجاه أوروبا الشرقية. ولعل الأكثر أهمية في هذا الصدد هو أن بولندا، خصوصاً «حزب القانون والعدالة»، تعتبر روسيا بمثابة تهديد، وقد طلبت إنشاء قواعد لحلف «الناتو» في وسط أوروبا. ورغم ذلك، تشعر الحكومة الألمانية بأن تلبية الرغبة البولندية من شأنه استفزاز روسيا. وفي حوار مع صحيفة «برلينر زيتونج»، اتهم «فاشيكوفسكي» ألمانيا بالانحياز لمصالح روسيا أكثر من أمن دول وسط وشرق أوروبا. ورفضت الحكومة البولندية الجديدة الرضوخ للانتقادات الألمانية، وأخبرت رئيسة الوزراء البولندية، «بيتا شيدلو»، صحيفة «ناسز دزينيك» القومية بأن «الهجمات في وسائل الإعلام الأجنبية، خصوصاً في ألمانيا، هي محاولة لإضعاف بولندا، لكي نظهر وكأننا مثل سابقينا، ويجب أن نوافق على كل شيء مطلوب منا». ثم أضافت: لكن الحكومة لن ترضخ لمثل هذه الضغوط. وفي المقابل، انتقدت ألمانيا بولندا بسبب ضعف انفتاحها على استقبال اللاجئين. وفي سبتمبر الماضي، ذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ونائبها سيجمار جابرييل أوروبا الشرقية بأن عمالها يستفيدون أيضاً من فتح الحدود داخل أوروبا، وهو تهديد لم يغير بشكل كبير مواقف أوروبا الشرقية تجاه اللاجئين. ومثل «فاشيكوفسكي»، التقت «شيدلو» مع «شتاينماير» يوم الخميس، وأعلنا عن عزمها السفر إلى ألمانيا في فبراير لمناقشة وضع اللاجئين مع المستشارة ميركل. وكان الاجتماع الودي يوم الخميس بين «شتاينماير» و«فاشيكوفسكي» خطوة نحو نزع فتيل التوترات بين البلدين. ونادى كلا الدبلوماسيين أحدهما الآخر بأسمائهما الأولى. وتمنى «فاشيكوفسكي» لـ«شتاينماير» عيد ميلاد سعيد. * محللة سياسية أميركية يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©