شلالات تايلند.. سيمفونية الفردوس والهدير

تعتبر أرض الابتسامات أو المملكة التايلندية، مركزاً إقليمياً مهماً للطيران، حيث تقع في جنوب آسيا بين الهند والصين، وتتشارك في حدودها مع مايمنار في الغرب والشرق، وجمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية في الشمال والشمال الغربي، وكمبوديا إلى الشرق، وماليزيا إلى الجنوب. وتنقسم تايلند إلى أربعة أقاليم رئيسية هي: السهول الوسطى، وهي أربع وعشرون مقاطعة، من بينها العاصمة بانكوك، والشمال عبر سلسلة التلال الشمالية، وهي الموطن لمعظم سكان القبائل التايلنديين، وتوجد في هذه السلاسل الجبلية ممرات ضيقة وشلالات وطرقات تتيح للسائح اكتشاف معالم المنطقة. والشمال الشرقي الذي يعرف بإقليم «آي سان» في سهل كورات، وهو عبارة عن مناطق أثرية تراثية، والجنوب الذي يسمى بحر «أندامان»، أو خليج تايلند، ويعتبر جنة الساحل لغناه بالجزر المبعثرة الغنية بطبيعتها وشواطئها الرملية البيضاء. أرض الابتسامات والأمطار تتمتع تايلند بأجمل المناخات الاستوائية في العالم، وذلك عبر ثلاثة فصول متميزة، تبدأ بفصل الصيف من شهر مارس حتى شهر مايو، حيث يكون الجو حاراً وجافاً في كل أنحاء تايلند، مع درجات حرارة تتراوح من 28 إلى 33 درجة مئوية، أما موسم الأمطار فيبدأ من شهر مايو حتى شهر سبتمبر مع درجات حرارة تتراوح من 27 إلى 30 درجة مئوية، ?والموسم المعتدل يبدأ من شهر نوفمبر حتى شهر فبراير، ويكون الجو فيه معتدلاً ومشمساً، مع درجات حرارة تتراوح من 24 إلى 27 درجة مئوية، والأمطار هي من يصنع بهاء وروعة وعظمة وضخامة شلالات تايلند التي تقطع الأنفاس. رحلة في قلب الغابة تشير المرشدة السياحية «أوفسا» إلى أنَّ تايلند تضم العشرات من الشلالات الرئيسية الكبرى المهيبة، ناهيك عن مئات الشلالات الفرعية الصغيرة، حيث يعتبر شلال «كاوبون» في تايلند أحد أجمل شلالات العالم، كما تضم جزيرة «كو شانج»، التي يعني اسمها بالتايلندية (جزيرة الفيل)، وهي تقع على بعد ثمانية كيلومترات من ساحل ترات، ويمكن الوصول إليها من بانكوك عبر الطيران في وقت قصير، أو عبر التاكسي والباصات خلال ست ساعات، عدداً من أروع شلالات تايلند، وأجملها شلال «كالونج بلاو» الذي يقع في قلب غابة المتنزه الوطني المطيرة، ويدخله التايلنديون لقاء عشرين بات، فيما يدخله السياح الأجانب مقابل مئة بات (حوالي 12 درهماً)، ويمكن التنزه فيه لمدة ثلاث ساعات، كما يمكن السباحة فيه من خلال أماكن خاصة، آمنة من التيارات المائية القوية. وتتحدث المرشدة السياحية «أوفسا» عن «جزيرة «كو شانج»، فتؤكد أنَّها تُعتبر«ثاني أكبر جزيرة في تايلاند بعد فوكيت، إذ تبلغ مساحتها ثلاثين كيلومتراً طولاً وثمانية كيلومترات عرضاً، مما يجعلها الجزيرة الرئيسية ضمن أرخبيل مكون من اثنين وخمسين جزيرة، كما تضم «كو شانج» المتنزه البحري الوطني الذي تم تأسيسه كمحمية طبيعية في عام 1982. جزيرة المفاجآت بسبب عزلة جزيرة «كو شانج» الطبيعية، يجري اكتشافها الآن بواسطة السياح العالميين فقط، بحسب ما تؤكد هيئة السياحة التايلندية، فعلى الرغـم من أنَّ خيارات السكن والمرافق الســياحية الأخرى آخذة في الزيادة، إلا أنَّ الإحساس بالاكتشـاف لايزال ممكناً في الجزيرة، فنســبة سبعين بالمئة من أرضها تشكل غابات مطرية عذراء بكرة، وهي وعرة بشكل مذهل في تلالها ومنحدراتها الصخرية وشـــلالاتها، ولكنها رائعــة بصورة تصعب على الوصف، فامتداداتها بدائية وجميلة، وسواحلها رملية بيضاء، إلى جانب وفرة الأخضر من النباتات، كما تشـكل جزرها مصدر إغراء كجنة استوائية.