الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا يا قطر!

4 يونيو 2017 00:59
عنوان المقال سؤال تعجبٍ لا سؤال استفهام، لأن دولة قطر الشقيقة تخلت منذ أكثر من عقدين عن سياسات الأشقاء مع دول مجلس التعاون الخليجي، وهي رمت كل دول المجلس تقريباً بسياساتٍ تحريضية وسعي تخريبي، إنْ عبر وسائل الإعلام القطرية، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر دعم وتدريب وزراعة خلايا لنشر الفوضى في أكثر من بلد. لن نذهب بعيداً في تاريخ هذين العقدين، ولكننا سنكتفي هنا بما بعد أحداث ما كان يعرف زوراً وبهتاناً بـ«الربيع العربي»، لقد سلطت قطر كل وسائل إعلامها لدعم حركات الفوضى في عدد من الجمهوريات العربية المنتفضة 2011 في تونس ومصر وليبيا وغيرها، وهي فعلت ذلك كله لدعم جماعة «الإخوان» الإرهابية والتنظيمات الإرهابية المتفرعة عنها. وهي انتشت كحليفتها جماعة «الإخوان» بتلك الانتفاضات، وحسبت أنها انعتقت من ضيق الجغرافيا وضعف المكانة السياسية لتصبح بين عشيةٍ وضحاها دولةً كبرى تتوهم، كما توهم جماعة «الإخوان» من قبل أنها قادرة على «إسقاط الدول» و«سيادة الدنيا»، وانتشاء الضعيف يفضح مكائده أكثر مما يمنحه القدرة على تحصيلها، وهنا تكمن نقطة الضعف في سياسة قطر، وهي عِظَم الطموح مع ضعف الإمكانيات، وهي ليست دليلاً على الحصافة على أي حالٍ. كان مستغرباً من قطر بعد قمم العزم الثلاث في السعودية، وضداً لمخرجات تلك القمم، أن تهاجم وسائل الإعلام القطرية مملكة البحرين الشقيقة، وأن تدافع عن الإرهابيين المنتمين للمذهب الشيعي وعملاء إيران باعتبارهم أصحاب حقٍ، ولكنها أثبتت أنها مستمرة في النهج المعادي للبحرين، وهي دعمت هذه الحركات من قبل في اضطرابات البحرين ما بعد 2011، فلماذا يا قطر؟! ولن تنسى دول الخليج ودولة الإمارات دعم قطر لزعزعة الأمن عبر مؤسسات تخريبية تنطلق منها مثل مؤسسة «الكرامة» و«أكاديمية التغيير»، والتي نشطت بشكل عمليٍ لتحويل بعض المواطنين لعناصر تخريب وفوضى، وكيف أنها دعمت كل فروع جماعة «الإخوان» في دول الخليج، ودعمت العديد من الرموز المنتمين لتلك الجماعة، وأعطتهم الأموال الطائلة ودعمت مواقعهم الإخبارية، وفتحت لهم مراكز دراساتٍ ومنحت بعضهم جنسيتها لهدف واحد هو زعزعة الأمن والإخلال بالاستقرار. كان هذا بعد أحداث 2011 مباشرةً، ولكن قطر صدمت صدمةً كبرى في 2013 حين قام الشعب المصري وجيشه بإسقاط حكم جماعة «الإخوان» في مصر، ووقفت حينها السعودية والإمارات موقفاً تاريخياً في دعم مصر، وتهشمَ حلمُ «الإخوان» وتهشمتْ معه سياسات قطر، فزادت من تشغيبها وصارت تنقل مباشرةً تهجمات «الإخواني» المصري العتيد الذي منحته جنسيتها على دولة الإمارات ورموزها وقيادتها، كما تنقل تهجمات «الإخوان» من مصر وغيرها بشكلٍ لا يليق أبداً في العلاقات بين الدول، فضلاً عن أن تكون دولةً شقيقةً. توهّمت جماعة «الإخوان» أن التحالف السعودي - الإماراتي سيضعف بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، وكانت المفاجأة أنه تعزز أكثر فأكثر مع الملك سلمان والقيادة السعودية الجديدة، وقام التحالف العربي لإنقاذ الشرعية في اليمن واختلط الدم السعودي والإماراتي على تراب اليمن، وبلغ التحالف مستوى تاريخي غير مسبوقٍ، فسعت جماعة الإخوان ومعها قطر بمحاولات مستميتة ومستمرة لدق إسفين بين الحليفين القويين في الملف اليمني، وانحازت قطر لعملاء إيران في اليمن، وإن أبدت تعاطفاً شكلياً. في عام 2014 سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من قطر، احتجاجاً على سياساتها المعادية، وبوساطة الشيخ صباح تعهد الشيخ تميم بعدم العودة لها، ولكنه لم يلتزم. أخيراً، فيجب أن تعلم قطر أن الخبرة تخدع صاحبها أحياناً حين تجعله يكرر نفس الخطأ في ظروفٍ مختلفةٍ تماماً، واليوم فالعالم متجه لكل ما يُحجّم إيران و«الإخوان» و«القاعدة» و«داعش»، وعلى صاحب القرار أن يتلمس موضع أقدامه وإلا فالأمور تتجه للتصعيد. *كاتب سعودي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©