مصطفى عبد العظيم (دبي) - سجل سعر صرف الدرهم أداءً متبايناً أمام العملات الأجنبية الرئيسية خلال الربع الأول من العام الحالي، بارتفاعه أمام الين الياباني بأكثر من 6,1% وتراجعه بنحو 3,9% أمام الجنيه الاسترليني و3% مقابل اليورو، وفقا لبيانات أسعار الصرف.
وأظهرت مقارنات أسعار الصرف للأشهر الثلاثة الأولى تحركات متباينة للعملات الأجنبية مقابل الدرهم الذي اقتفى اثر الدولار الأميركي في أدائه المتذبذب أمام هذه العملات، حيث سجلت العملة الأوروبية “اليورو” ارتفاعا ملحوظاً أمام الدرهم خلال الربع الأول بلغت نسبته 3,069%، وذلك بعد ان صعد اليورو في آخر اغلاق له في 30 مارس الماضي الى مستوى 4,952 درهم، مقارنة مع 4,32 درهم في 31 ديسمبر، وبمتوسط للشهر قدره 4,81 درهم.
وجاء هذا الارتفاع في أعقاب الصعود المتواصل للعملة الأوروبية أمام الدولار منذ بداية شهر يناير الماضي، خاصة خلال الاسبوع الاخير من هذا الشهر مع تنامي الآمال في التوصل إلى اتفاق وشيك على صفقة مبادلة الديون لليونان الأمر الذي عزز الرغبة في المخاطرة، واتجاه المستثمرين الى اسواق الأسهم النشطة.
وخلال شهر مارس اقترب اليورو من أعلى مستوياته في شهر أمام الدولار، مع بداية اجتماع وزراء مالية اليورو لبحث سبل رفع حجم صندوق الإنقاذ المالي في أوروبا، حيث صعد اليورو أمام الدولار بنسبة 0?4% إلى مستوى 1,3340، محققاً مكسبه الأسبوعي الثالث على التوالي، وبلوغه مستوى 1,3386 في السابع والعشرين من مارس الذي يعد أعلى مستوياته منذ التاسع والعشرين من فبراير.
وارتفع الجنيه الاسترليني امام الدرهم بنسبة أعلى زادت عن 3,89%، بعد ان صعد الى مستوى 6,3051 درهم، مقارنة مع 5,69 درهم في تعاملات 30 ديسمبر الماضي، وذلك بالتوازي مع الارتفاع الذي سجله الجنيه الاسترليني مقابل الدولار لاعلى مستوى في أربعة أشهر ونصف الشهر الى 1,5934 دولار. لكن في المقابل تمكن الدرهم الإماراتي من معاكسة اتجاهه الهابط أمام العملة اليابانية “الين” خلال شهر يناير الماضي، وتعويض خسائره مسجلا بنهاية شهر مارس مكاسب زادت على 6,13%، بعد أن تراجع الين من مستوى 0,043 درهم في نهاية تعاملات ديسمبر 2011، إلى 0,444 درهم بنهاية تعاملات مارس الماضي، وبمتوسط للفترة قدره 0,0464 درهم.
وشهد الربع الأول من العام الحالي وصول الين الى اعلى مستوى له خلال الأشهر الثلاثة الأولى عند 0,0483 درهم، مقارنة مع أدنى مستوى له في الفترة ذاتها عند 0,0437 درهم.
وصعد الين أمام الدرهم خلال يناير بنسبة 0?62% بعد ان سجل 0,048 درهم في نهاية تعاملات الشهر مقارنة مع 0,0470 درهم بداية تعاملات الشهر، وبمتوسط شهري بلغ 0,0478 درهم. وتزامن هبوط الدرهم مقابل الين الياباني مع اقتراب الدولار من أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر أمام الين في آخر جلسات شهر يناير الماضي، بالإضافة الى اقتراب العملة الأوروبية من تحقيق مكسبها الفصلي الأكبر أمام الين في أحد عشر عاما، حيث تناهز مكاسبها 10% والتي تمثل الارتفاع الفصلي الأكبر منذ الربع الأخير من عام 2000.
وكانت العملة اليابانية قد ارتفعت 0,4% إلى مستوى 82?14 أمام الدولار في تعاملات الأسبوع الأخير من شهر مارس، وذلك في أعقاب هبوطها إلى 81?83 الذي يعد أدنى نقاطها منذ التاسع من مارس، ومن المعلوم ان ارتفاع الين يأتي قبل نهاية السنة المالية الحالية في الحادي والثلاثين من مارس، الأمر الذي تتبعه توقعات بارتفاع الطلب عليه. وسجل الفرنك السويسري بدوره ارتفاعا قوياً امام الدرهم خلال الربع الأول من 2012 بنسبة 4,15%، ليصل الى 4,10 درهم، مقارنة مع 3,91 درهم في نهاية تعاملات شهر ديسمبر 2011، وبمتوسط للفترة قدره 3,98 درهم، في حين كان أعلى سعر صرف سجله الفرنك امام الدرهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام عند 4,107 درهم، مقابل أدنى سعر له عند 3,84 درهم. وجاء صعود الفرنك السويسري أمام الدرهم مواكبا الصعود المماثل أمام الدولار الأميركي إذ بلغ الدولار أقل مستوى في شهر أمام الفرنك السويسري منخفضاً 0?5% خلال تعاملات نهاية الأسبوع الماضي ليصل الى 0.9009 فرنك.
وتعرض الدرهم لخسائر أقل امام الدولار الاسترالي الذي صعد خلال الربع الأول من العام بنحو 2,0%، بارتفاعه الى مستوى 3,801 درهم لكل دولار استرالي، مقارنة مع 3,75 درهم، مسجلا معدلا للشهر قدره 3,87 درهم.
وجاء الصعود القوي للدولار الاسترالي امام الدرهم متزامناً مع صعود العملة الاسترالية بقوة امام الدولار الأميركي، مستفيدا من المؤشرات الاقتصادية الايجابية، خاصة بعد ان ارتفعت ثقة قطاع الأعمال الأسترالي.
وعلى الجانب الآخر حافظ الدرهم على ارتفاعه امام الجنيه المصري، الذي تعرض لضغوط قاسية الربع الأول من العام الحالي في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي التي تشهدها مصر في الفترة الأخيرة، والتي دفعت العملة المصرية لأدنى مستوى لها امام الدرهم خلال سبع سنوات ليصل سعر صرف الدرهم مقابل الجنيه الى اعلى مستوى له خلال هذه الفترة عند 1,65 جنيه، في حين بلغ متوسط سعر الصرف خلال الربع الأول مستوى 1,642 جنيه، مقابل ادنى مستوى بلغه عند 1,625 جنيه.
وأمام الروبية الهندية انخفض سعر صرف الدرهم الإماراتي خلال الربع الأول من العام الحالي بنسبة 4%، بعد الصعود القوي الذي سجله في الربع الأخير من العام الماضي واستمر حتى شهر يناير 2012، لينخفض من مستوى 14,4 روبية ?? درهم في نهاية تعاملات ديسمبر 2011، الى مستوى 13,85 روبية في ختام تعاملات مارس 2012.
وبلغ متوسط سعر صرف الروبية للربع الأول نحو 13,68 روبية، فيما بلغ اعلى مستوى عند 14,51 روبية، مقارنة مع ادنى مستوى للعملة الهندية خلال الفترة عند 13,22 روبية.
عدد اليوم
