الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المحاصيل الأوروبية بين «مطرقة» الصقيع و «سندان» الجفاف

المحاصيل الأوروبية بين «مطرقة» الصقيع و «سندان» الجفاف
2 ابريل 2012
تواجه محاصيل مثل القمح وبذور اللفت في أوروبا مخاطر الجفاف بعد تراجع إنتاج المحاصيل جراء الانخفاض الشديد في درجات الحرارة خلال فبراير الماضي. وتراجع معدل هطول الأمطار في كل من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وشمال إيطاليا وذلك منذ بداية يناير الماضي، في ظاهرة غير معتادة. وتشكل دول الاتحاد الأوروبي (27 دولة) نحو 20% من مساحة القمح الليِّن المزروعة حول العالم. دمرت العاصفة الثلجية الباردة خلال فبراير الماضي نحو 5 ملايين طن متري من محصول العام الحالي. كما من المرجح أن يُلحق شح الأمطار بالمزيد من الأضرار على ناتج دول الاتحاد، وذلك وفقاً للمحلل أليكسندر ماري، من مؤسسة “أفري آند ديماند الزراعية” الفرنسية العاملة في الاستشارات الزراعية. ويقول ماري? “يدعو الوضع في أوروبا للكثير من الحذر وسيظل ذلك عاملاً من عوامل الدعم للسوق في الأسابيع القليلة المقبلة”. وتجاوز سعر القمح الطحين تسليم نوفمبر، سعر الحبوب تسليم ديسمبر في شيكاجو لأول مرة في تاريخ العقود في 7 فبراير الماضي. وبلغ سعر الطن من القمح الفرنسي 261,86 دولار، أي بزيادة قدرها 12,77 دولار عن القمح اللين الشتوي الأحمر. وبدأت ردود فعل السوق بالفعل، حيث ارتفعت أسعار القمح الأوروبي مقابل الأميركي، نتيجة لمخاوف تدمير الصقيع للمحصول، إضافة إلى مخاطر الجفاف التي تتهدده. وتراجع معدل هطول الأمطار في كل من شمال فرنسا وبريطانيا وشمال إيطاليا، بنحو 23% إلى 47% دون المتوسط طويل الأجل، وذلك وفقاً للبيانات الواردة من وحدة “مراقبة المصادر الزراعية لدول الاتحاد الأوروبي”. وبلغت نسبة التراجع في بعض دول منطقة البحر الأبيض المتوسط مثل فرنسا وإسبانيا، بين 59 إلى 78%. وتسببت المنطقة الخاضعة لضغط جوي عال في خلق ما يعرف بالتأثير المانع، الذي يمنع نظم المحيط الأطلنطي الأمامية من التحرك داخل أوروبا. ويقول جيم ديل، كبير الجيولوجيين في هيئة “خدمات الجو البريطانية”، إنه “ربما يشهد شهري أبريل ومايو بعض الأمطار التي نأمل أن تكون كافية لتعويض خسارة فصل الشتاء حتى الآن”. وتعرضت إسبانيا لموجة جفاف شديدة خلال الفترة بين ديسمبر وفبراير، مصحوبة بأقل نسبة من هطول الأمطار منذ 1947. وبلغ متوسط هطول الأمطار 62 مليمتر (2,4 بوصة) أي 30% من المستويات العادية. وفي حالة إسبانيا، ربما تتعرض المحاصيل لدمار أكثر خاصة وأنها تعتمد على أمطار فصل الشتاء التي كانت شحيحة بكل المقاييس. ويتسم إنتاج إسبانيا من المحاصيل بعدم الاستقرار اعتماداً على معدل هطول الأمطار. وقفز إنتاج القمح اللين في الموسم الماضي إلى 5,97 مليون طن من 4,80 مليون طن في موسم 2010، كما ارتفع حصاد الشعير إلى 8,33 مليون طن من 8,16 مليون طن. وفي حالة تقلص إنتاج إسبانيا من الشعير بنحو مليون طن، يعني ذلك استيراد دول الاتحاد للمزيد من المحصول. وتوقعت المفوضية الأوروبية، خلال فبراير الماضي، ارتفاع إنتاج محصول القمح بنحو 5 مليون مقارنة بشهر فبراير 2011 إلى ما بين 127 إلى 128 مليون طن. ونتج عن برودة الطقس في فصل الشتاء، تراجع الإنتاج الفرنسي بنحو 2,5 مليون طن، بينما انخفض نظيره الألماني بنحو 2 مليون طن، كما دمر الصقيع ما يقارب مليون طن من الحبوب في بولندا. وربما ينبغي على المزارعين في ألمانيا ثاني أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي بعد فرنسا في زراعة القمح، فلاحة الأرض لبعض المحاصيل الشتوية بعد أن تعرضت بعض المناطق لضرر الصقيع، خاصة لمحصولي الشعير والقمح الشتوي. ومن المعروف أن بذور اللفت تتأثر ببرودة الطقس أكثر من القمح، حيث من المتوقع أن يتراجع إنتاج دول الاتحاد الأوروبي من هذه البذور الزيتية إلى أقل من 20 مليون طن، مقارنة بما يقدر بنحو 20,2 مليون طن. وارتفعت أسعار بذور اللفت تسليم أغسطس بنحو 11% خلال العام الحالي إلى 450,75 يورو للطن (592,87 دولار)، متفوقة على زيادة القمح اللين تسليم نوفمبر البالغة 4,4%. وسجل محصول بذور اللفت الفرنسية أكبر معدل إنتاج بين دول الاتحاد في 2011. كما لا تزال الفرص متاحة أمام فرنسا وبريطانيا لتفادي أضرار الجفاف من خلال هطول الأمطار في توقيت مناسب. نقلاً عن: «بلومبيرج» ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©