الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عباس كيارستمي ينشد شعره من عين الذئب

عباس كيارستمي ينشد شعره من عين الذئب
10 أكتوبر 2009 01:06
عندما نكتشف أن السينمائي، مخرجاً كان أم ناقداً هو شاعر أيضاً، فذلك يدعونا لأن نبصر شيئاً مختلفاً، أهمية كيف تجسدت هذه الروح الشعرية في ذات تبصر العالم من عين الكاميرا. كتاب المخرج الإيراني عباس كيارستمي الذي يحضر مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الثالث بوصفه رئيس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطيلة، عنونه بـ»ذئب متربص» وحمل عنواناً جانبياً، وهو 300 لقطة سينما شعرية، وهو من مطبوعات الفن السابع بترجمة ماهر جمّو. قدم للكتاب الناقد السوري بندر عبدالحميد تحت عنوان «عباس كيارستمي شاعراً.. لقطات سينمائية مكتوبة بالكاميرا - القلم» بما يعني مقدماً أن بندر عبدالحميد نظر إلى قصائد «هايكو» عباس كيارستمي لكونها تمزج بين «الكاميرا» و»القلم» بقوله: تأتي الصورة الشعرية السينمائية في قصائد المخرج السينمائي عباس كيارستمي في لمحات ذكية، مكثفة، على شكل إشارات برقية، في جمل قصيرة، على شكل إشارات برقية في جمل قصيرة، خالية من الحشو، إلى الحد الذي تبدو فيه كأنها جمل غير مكتملة يتناوب فيها الغياب والحضور: «في غيابك أتحدث إليك في حضورك أتحدث إلى نفسي» ويكمل بندر عبدالحميد «تلتقي رباعيات الخيام وشعر الهايكو الياباني ورؤى ناسك السينما الفرنسية روبير بريسون في كتابه النادر ملاحظات في السينماتوغرافيا والزوايا العالية لعين الصقر أو الزوايا المتحركة لعين (الذئب المتربص) وعين الكاميرا الذكية في القصائد - اللقطات التي كتبها كيارستمي: مهر أبيض» ولد من فرس سوداء في مطلع الفجر حيث ثنائية السواد والبياض، والذكر والأنثى، والوجود والعدم تتجسد في هذه التضادات التي تشتغل عليها قصيدة كيارستمي. يقول بندر عبدالحميد: «يضيف كيارستمي ألواناً جديدة إلى شجرة الحكمة الشرقية التي زرعها الشيرازيان سعدي وحافظ في اللغة الفارسية وسبقهما المتنبي والمعري في اللغة العربية، بينما اخترق بها عمر الخيام كل حواجز الممنوعات التي صاغتها أجيال من دعاة التخلف، وانتشرت رباعياته الباهرة في كل لغات العالم: عندما عدت إلى مسقط رأسي كان تلاميذ المدارس باعةً والمعلمون مسترين معدومين قصائد عباس كيارستمي تمزج الألم في الذات وتجعل العالم أكثر قسوة في الوقت الذي نتحسس فيه الدمار وهو يبصرنا باستغراب، من كيفية تلذذنا بالقصيدة. قصائده تحمل فن الرؤية، رؤية الذات من الدخل، والحياة من الخارج وقد أقلب رأي بندر عبدالحميد هذا فأقول الداخل والخارج، والذات والحياة تمتزجان معاً في لحظة كونية عابرة. إذ بكيارستمي يقول: الصباح أبيض المساء أسود حزن رمادي بينهما ولأن كيارستمي مخرج سينمائي، فإن تجليه في الشعر قد أكسبه طاقة استثنائية، فهو سليل علي اسفندياري وفروخ فرخزاد. الكتاب الثاني للناقد السينمائي بدر عبدالحميد نفسه، وهو ديوان شعر له بعنوان «حوار من طرف واحد» من طباعة دار المدى ضم 12 قصيدة، وهي «أرض مزدحمة بالعيون» و»التوازن مع الرعب»، و»الشعر الغامض»، و»عري العالم»، و»القطار يصل إلى المحطة»، و»رسالة بعد مائة عام»، و»الطريق إلى عام 2000» و»حوار مع راقصة المعبد» و»الطائر الغريب»، و»سقوط الثقافة» و»ألعاب». بندر عبدالحميد في هذا الديوان يبدو أنه لا يبصر إلا بعيني الناقد السينمائي وربما في نقده يبصر بعين الشاعر، هل يمتزج طريق الأنواع الأدبية «النقد السينمائي والشعر» معاً في رؤية بندر عبدالحميد، أعتقد أن ذلك هو الصحيح. إذ نرى في قصائده أنه ينتقل سرياً بين العوالم، وكأنه يشكل لقطات متباعدة في نسيج رؤية واحدة تشهدها مع البعض خيوط سحرية: دائماً هناك إعلانات عن ولادة أو موت في الصحف والشوارع والتلفزيون حرب بين الحياة والموت أجيال جديدة من أطفال المعلبات وأجيال من الزجاج والصحون الطائرة» هو ذا عالم بندر عبدالحميد في «حوار من طرف واحد» أو كأنه صمت الشاعر أو صراخه في عالم مملوء بالتناقضات يعيش جدلية صراع ليس له حدود.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©