استقبلت كريستينا فرنانديز رئيسة الأرجنتين بقصر الرئاسة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في إطار الجولة التي يقوم بها سموه بهدف تعزيز علاقات دولة الإمارات العربية المتحدة بدول أميركا الجنوبية، وبحث مجالات التعاون وآفاق تطويرها.
وتم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون وسبل تعزيزها بما يحقق المصلحة المشتركة للبلدين وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك، وتأكيد ضرورة تبادل الزيارات بين المسؤولين ورجال الأعمال في البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بما يخدم مصلحة البلدين.
ورحبت رئيسة الأرجنتين بزيارة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان والوفد المرافق لسموه، متمنية أن تحقق هذه الزيارة نتائج طيبة وإيجابية تنعكس بالخير على التعاون المشترك بين البلدين.
ونقل سمو الشيخ عبدالله بن زايد لرئيسة الأرجنتين تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتمنيات سموه للأرجنتين وشعبها بدوام التقدم والازدهار. من جانبها، حملت رئيسة الأرجنتين سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان تحياتها إلى صاحب السمو رئيس الدولة، مؤكدة حرص بلادها على تعزيز أواصر العلاقات الثنائية مع دولة الإمارات والتي توليها حكومة بلادها اهتماماً خاصاً نظراً للمكانة المتميزة التي وصلت إليها الدولة.
جلسة المباحثات
ثم عقدت بعد ذلك جلسة مباحثات بين الجانبين حضرها من جانب دولة الإمارات معالي ريم الهاشمي وزيرة دولة، والسفير خالد الغيث مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية، ومحمد القطام الزعابي سفير دولة الإمارات لدى الأرجنتين، وسلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس إدارة دبي العالمية وموانئ دبي العالمية.
ومن الجانب الأرجنتيني، حضر الدكتور خورخي تاينا وزير العلاقات الخارجية، وامادو بودو وزير الاقتصاد، وديفيدو وزير التخطيط والخدمات الاجتماعية، وديبورا جيورجي وزيرة الصناعة.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال جلسة المباحثات أن الإمارات أصبحت تمثل لرجال الإعمال والمستثمرين المستقبل الاقتصادي الواعد من خلال تكثيف جهودها من أجل إقامة شراكات اقتصادية وتجارية والدخول في اتفاقيات تجارة حرة مع شركائها الإستراتيجيين والتكتلات الاقتصادية الكبيرة في العالم، انطلاقاً من سياستها الاقتصادية التي تتركز على تعزيز النمو الاقتصادي لمختلف القطاعات وضمان استمراريته وتنويع مجالات الاستثمار، وزيادة القدرة التنافسية للقطاعات الإنتاجية عبر بناء شراكات إستراتيجية تقوم على تبادل المنافع وتحقيق المصالح المشتركة مع مختلف الدول والمجموعات الإقليمية والدولية.
وقال سموه إن السياسة الإماراتية تأتي منسجمة مع التوجه العالمي نحو إقامة شراكات إستراتيجية وتحرير التجارة وفتح الأسواق، حيث تُعد التجارة الخارجية عنصراً مؤثراً في اقتصاد الدولة وأحد المؤشرات المهمة التي تعكس الأوضاع الاقتصادية من أجل مواكبة التطورات الإقليمية والعالمية.
وأكد سموه أن اقتصاد الإمارات يتميز ببيئة أعمال مستقرة تعمل بكفاءة تشجع مجتمع الأعمال العالمي على ضخ مزيد من الاستثمارات في البلاد، باعتبارها أكثر الدول أماناً للاستثمار، مشيراً سموه إلى توجه الحكومة حالياً إلى التركيز على الاستثمارات في قطاعات اقتصادية تقوم على الابتكار والإبداع.
وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اللقاء أهمية الأرجنتين بالنسبة لدولة الإمارات، وذلك لوجود ثاني سفارة لدولة الإمارات في أميركا الجنوبية فيها بعد البرازيل، موجهاً سموه الشكر لرئيسة الأرجنتين لوجود سفارة لدولة الإمارات في بلادها، معرباً عن أمله في أن يسهم ذلك في توثيق العلاقات الثنائية بين البلدين، ومساندة النشاطات التجارية وترويج فرص الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري بينهما، بالإضافة إلى تسهيل إجراءات تبادل الزيارات بين رجال الأعمال بين الجانبين، فضلاً عن زيادة نسبة التبادل السياحي والشحن الجوي، بما يسهم في تعزيز العلاقات التجارية والثقافية والسياحية بين الإمارات والأرجنتين.
ونقل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الدعوة لرئيسة الأرجنتين لزيارة الإمارات.
ودعا الجانبان إلى ضرورة التوقيع على اتفاقيتي منع الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمار لكونهما ضروريتين لجذب المستثمرين وإلى زيادة جهودهما المشتركة لتحفيز الشركات الإماراتية والأرجنتينية على تنفيذ المشاريع المهمة في البلدين.
تطوير العمل الاقتصادي
وأبدى الطرفان الاستعداد لتطوير العمل الاقتصادي المشترك ورفع مستوى العلاقات التجارية بينهما وبما يعكس الرغبة المشتركة في الارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى أفضل المستويات.
وحرص سموه خلال اللقاء على توجيه الشكر لحكومة جمهورية الأرجنتين لدعمهما استضافة مدينة أبوظبي لمقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا».
من جانبها، قالت كريستينا فرنانديز رئيسة الأرجنتين إن بلادها تثمن بشكل كبير نجاح دولة الإمارات في تحويل اقتصادها من اقتصاد يعتمد على النفط، إلى اقتصاد متنوع يحقق معدلات نمو سريعة في كافة القطاعات.
وأشارت إلى حرص حكومة بلادها على تعزيز العلاقات مع دولة الإمارات في مختلف المجالات، موضحة أن الأرجنتين توْلي اهتماماً كبيراً بتحقيق شراكة متطورة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البلدين بالاستفادة من الخبرات والمعارف الأرجنتينية في هذا المجال.
وأكد الجانبان تعزيز التعاون بين قطاعات السياحة والتجارة البينية والطاقة والطاقة المتجددة في البلدين، بالإضافة إلى تطوير العلاقات بين شركات الطيران وأن عام 2012 سيشهد أول رحلة لـ«طيران الإمارات» إلى الأرجنتين. وأكد الجانبان ضرورة استخدام جميع أدوات الدعم الحكومي لغرض الترويج وتشجيع الاستثمارات المتبادلة لدى الطرفين والتي تعتبر أداة لا غنى عنها لدعم التعاون الاقتصادي الثنائي.
ودعا سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان رئيسة الأرجنتين إلى دعم موانئ دبي العالمية لتوسيع عملياتها في الأرجنتين والاستفادة من خبراتها في إدارة الموانئ، وحث سموه الوفد الأرجنتيني على زيارة المؤسسات الاقتصادية في الدولة مثل جهاز أبوظبي للاستثمار واتحاد غرف التجارة والصناعة والمناطق الحرة وشركة الاستثمارات البترولية الدولية «ايبك» ومبادلة للتنمية وصندوق أبوظبي للتنمية و»مصدر» وطاقة ودبي العالمية للموانئ والمؤسسات الأخرى بغرض التعرف إلى النهضة الاقتصادية بالدولة والفرص الاستثمارية القائمة فيها، مؤكداً سموه أهمية استفادة رجال الأعمال الأرجنتينيين من النهضة الاقتصادية القائمة في الإمارات التي تعد مركزاً اقتصادياً مميزاً في منطقة الخليج وبوابة الدخول إلى الأسواق الخليجية والآسيوية والأفريقية.
وفي ختام اللقاء، وجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الدعوة إلى وزير خارجية الأرجنتين للمشاركة في المؤتمر التحضيري لوكالة الطاقة المتجددة «إرينا» المزمع انعقاده في يناير المقبل بأبوظبي. ثم عقد وفد دولة الإمارات مع الجانب الأرجنتيني اجتماعاً موسعاً حضره من الجانب الإماراتي ممثلون عن مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص، وهي صندوق أبوظبي للتنمية و«مبادلة» و»مصدر» و«طاقة» وشركة الاستثمارات البترولية الدولية «ايبك» و»دبي العالمية للموانئ».
وقدم أعضاء وفد الإمارات عرضاً تعريفياً كل عن الجهة التي يمثل نشاطاتها واستثماراتها محلياً وخارجياً، في حين قدم الجانب الأرجنتيني عرضاً عن الفرص الاستثمارية في الأرجنتين خاصة في مجالات السياحة والطاقة والطاقة المجددة والأعمال التجارية والاستثمارية.
وتناول الاجتماع ثلاثة محاور رئيسية أولها الاتفاق على وضع نظم وقوانين جديدة مع وجود محفزات للنهوض بالاقتصاد، وثانيها حث الأرجنتين على مناقشة اتفاقية التجارة الحرة، في حين تركز المحور الثالث على العلاقات الثنائية بين البلدين، وحث مجموعة دول «الميركوسور»، التي تضم عدداً من دول أميركا الجنوبية، على ضرورة الإسراع في مفاوضات عقد اتفاقية للتجارة الحرة بين المجموعتين.
وزار سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية النصب التذكاري لخوسيه دي سان مارتين ووضع إكليلاً من الزهور على النصب.
والتقى سموه عقب ذلك فيليباس رئيس نادي استوديانتس الأرجنتيني الذي سيشارك في بطولة العالم للأندية لكرة القدم بأبوظبي خلال شهر ديسمبر المقبل الذي قدم لسموه هدايا تذكارية، موجهاً له الشكر والتقدير على الحفاوة وكرم الضيافة اللذين لقيهما النادي خلال زيارته لدولة الإمارات مؤخراً للاطلاع على الملاعب التي ستقام عليها البطولة، وهي استاد مدينة زايد واستاد محمد بن زايد. وتمنى سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان التوفيق والنجاح للنادي في مشاركته في البطولة وقدم هدية تذكارية لرئيسه.
مذكرة تفاهم
وقعت دولة الإمارات وجمهورية الأرجنتين أمس مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين، وقعها من جانب دولة الإمارات سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ومــــن جانب جمهورية الأرجنتين الدكتور خورخي تاينا وزير العلاقات الخارجية.
وتهدف الاتفاقية إلى عقد مباحثات ثنائية بطريقة منتظمة يتم فيها تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
جاء ذلك خلال لقاء سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية نظيره الأرجنتيني الدكتور خورخي تاينا وزير العلاقات الخارجية، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وقال سموه إن زيارته للأرجنتين توفر فرصة طيبة للاطلاع على الإمكانات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية فيها وفرصة لإطلاع المسؤولين ورجال الأعمال الأرجنتينيين على ملامح الاقتصاد والفرص الاستثمارية بدولة الإمارات، كما تعد مناسبة لمناقشة سبل التعاون التجاري المشترك من خلال الدخول في مشاريع مشتركة بين البلدين.
وأشار سموه إلى اهتمام دولة الإمارات بتوقيع اتفاقيات تجارية حرة مع دول العالم سواء بشكل جماعي أو ثنائي لمواكبة التطورات الإقليمية والعالمية، وهو ما ترجم عبر صياغة القوانين والتشريعات التي تلائم المتغيرات العالمية وتخدم الاقتصاد الوطني في مختلف القطاعات، داعياً سموه إلى ضرورة الإسراع في التوقيع على اتفاقيتي منع الازدواج الضريبي وتشجيع وحماية الاستثمار.
عدد اليوم
