الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

برنامج لتقييم التنوع الوراثي لغزال الريم في غابات أبوظبي

برنامج لتقييم التنوع الوراثي لغزال الريم في غابات أبوظبي
18 يوليو 2016 23:49
أبوظبي (الاتحاد) انتهت هيئة البيئة في أبوظبي من تنفيذ مشروع يهدف لتقييم التنوع الوراثي لظباء الريم داخل الغابات التي تديرها الهيئة، ويعتبر هذا البرنامج الأول من نوعه عالمياً على مستوى الامتداد الطبيعي والتاريخي لهذا النوع من الظباء في الجزيرة العربية. ويهدف المشروع إلى تقييم التنوع الوراثي وتحديد أي تهديدات حالية أو مستقبلية تتعلق بالصفات الوراثية غير المرغوبة الناتجة عن ظاهرة التوالد الداخلي والتهجين مع الأنواع الأخرى، والتي قد تؤثر على الصفات الشكلية الخارجية وتؤدي إلى حدوث التشوهات الجينية والطفرات التي قد تهدد بقاء هذا النوع المهم من أنواع الحياة البرية التي تعتبر أحد رموز الطبيعة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت رزان خليفة المبارك، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي: استدامة الغابات لا تقتصر على تنمية الغطاء النباتي من الأشجار المحلية وإدارة المصادر المائية المتاحة ضمن معايير الترشيد وحسب، بل وتشتمل على الإدارة العلمية والمعيارية للحياة البرية وقطعان الظباء التي تتخذ من غابات إمارة أبوظبي مأوى وموئلا لها، نظراً لما توفره الغابات من ظروف مناسبة تساعد الحيوانات على تحمل الظروف المناخية القاسية. وأشارت إلى أنه تم تطوير 33 غابة كمواقع لإكثار وإيواء قطعان الحياة البرية، حيث تحتوي هذه الغابات اليوم على قرابة 54 ألف رأس من مختلف أنواع الظباء والمها العربي، حيث عمدت الهيئة منذ توليها لمسؤوليات إدارة موروث الغابات في إمارة أبوظبي إلى توفير الظروف المعيارية المناسبة للقطعان التي تعيش داخل الغابات، وذلك من خلال تطوير البنية التحتية المخصصة لخدمة ورعاية هذه القطعان، وتوفير الرعاية البيطرية الملائمة وظروف الأمن الحيوي. وأكدت أنه من الضروري التركيز على دراسة وتقييم الوضع الوراثي لقطعان ظباء الريم التي تشكل النسبة الأكبر من الحيوانات داخل الغابات بنحو 70% من العدد الإجمالي، نظرا لارتباط هذا النوع من الظباء بالتراث الطبيعي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولوجوده في الغابات منذ مدة طويلة، الأمر الذي يهدد بتناقص التنوع الوراثي نتيجة للتوالد الداخلي، كما يؤثر على جهود حمايته واستدامته للأجيال القادمة. وذكرت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري بالهيئة: «برنامج تقييم التنوع الوراثي لغزال الريم المنفذ من قبل الهيئة وشركة براري لإدارة الغابات، يعتبر الأول من نوعه في الجزيرة العربية وبلاد الشام والتي تعتبر الامتداد الطبيعي والتاريخي لهذا النوع، وعليه فإن نتائج هذا المشروع ستتيح للهيئة أن تكون مرجعاً علمياً للكثير من المؤسسات الراغبة بتكرار هذا المشروع على المستوى الوطني والإقليمي». ولفتت إلى أهمية المشروع الذي نفذ من قبل فريق متخصص بإدارة الحياة البرية والدراسات الوراثية على مدى عامين، نظراً لما ستمثله نتائج هذا المشروع من توفير قاعدة معلومات أساسية. وأضافت الظاهري «لقد انتهت الهيئة من تنفيذ هذا المشروع كمرحلة أولى، مشيرة إلى أن الهيئة ستستهدف في المراحل القادمة أنواعاً أخرى من الحياة البرية كغزال الدوماني والمها العربي، وبذلك تحقق الهيئة المعرفة الشاملة فيما يتعلق بالتنوع الوراثي لقطعان الحياة البرية في الغابات». وأشار أحمد عبد الجليل البلوكي، المدير التنفيذي لشركة براري لإدارة الغابات إلى أهمية هذه الدراسات والتي تأتي في إطار حزمة الإجراءات والتحسينات التي تنتهجها الهيئة منذ توليها لمسؤوليات إدارة الغابات. توصيات تم تنفيذ الدراسة عن طريق أخذ 380 عينة عشوائية من مختلف الغابات في إمارة أبوظبي، وتحليل هذه العينات في مختبرات متخصصة بهدف تحديد وتأكيد حدوث ظاهرة التوالد الداخلي، وتقييم التنوع الوراثي للجينات مقارنة بالجينات المرجعية المعيارية بالإضافة إلى توثيق إمكانية حدوث أي تهجين أو تداخلات وراثية بين الأنواع المختلفة من الظباء، وقد خلصت الدراسة إلى أن تقييم التنوع الوراثي لظباء الريم في الغابات يعتبر جيداً بشكل عام، وذلك لعدم وجود دلائل لحدوث ظاهرة التوالد الداخلي في ظباء الريم في الغابات، كما دلت الدراسة على وجود تفاوت في التنوع الوراثي مقارنة بالجينات القياسية وتراوح التقييم العام للتنوع الجيني من المتدني إلى المتوسط. وأوصت الدراسة بضرورة اعتماد التقييم الوراثي كأساس علمي لإدارة برامج الإكثار للحياة البرية وبشكل خاص للمجموعات الصغيرة، والتي من الممكن أن تكون أكثر عرضة للمهددات الناتجة عن التوالد الداخلي نتيجة لمحدودية مصادر المادة الوراثية فيها، وعليه فلا بد من اعتماد إدخال أفراد إلى هذه القطعان قادرة على التكاثر بشكل مستمر لضمان تنويع المادة الوراثية في قطعان الحياة البرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©