الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن أقعده خطأ طبي فأصبح وحيداً بدون عمل وبلا سكن تحاصره الالتزامات

مواطن أقعده خطأ طبي فأصبح وحيداً بدون عمل وبلا سكن تحاصره الالتزامات
14 ابريل 2014 00:21
عمر الحلاوي (العين) ما أصعب أن يجد المرء نفسه وحيداً بعد أن أقعده المرض عن الرزق والعمل وبدون سكن خاص به، ليصبح محاصراً بالالتزامات، التي ينوء بها مبلغ المساعدة الاجتماعية الضئيل، الذي يتقاضاه من”الشؤون”، ويعد مصدر دخله الوحيد، وهو الذي كان حتى سنوات قليلة مضت بكامل صحته وعافيته في وظيفة مرموقة بفضل جده واجتهاده والدرجة العلمية الرفيعة التي نالها في القانون والتجارة العالمية من إحدى أرقى الجامعات الأوروبية. تعود معاناة ورحلة المواطن م. ع.(أبو أحمد) الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، لنحو 12 عاماً خلت عندما أجريت له عملية قسطرة قلب خاطئة، أدت إلى تعضل عضلة القلب والشريان التاجي وتحول القلب النابض بالحياة والحيوية إلى شبه عاجز لا يعمل سوى بنسبة 40%، لتنقلب حياته رأسا على عقب، ويصبح بلا عمل، ولا سكن بعد خدمة حكومية استمرت مدة 14 عاماً، وتنتهي حياته الزوجية بعد زواج دام 23 عاماً كانت ثمرته 7 أطفال من زوجته الأولى. وخضع أبو أحمد إلى 5 عمليات جراحية في القلب منذ عام 2001 وثلاث عمليات في العين، والوجه وينتظر عملية أخرى في غضون الأيام المقبلة، أدت العملية الأولى إلى تلك النتيجة التي أشرنا إليها عقب احتشاء في عضلة القلب، وانسداد تام في الشريان الأمامي الأيسر، ومن ثم أصيب بداء السكري وضغط الدم، ولم تتوقف معاناته في ملازمته المستشفيات لإجراء عملية تلو الأخرى. فقد تطلق من زوجته التي اقترن بها عام 1979 وأنجب منها خمس بنات وولدين. يعيش أبو أحمد حالياً في منزل بالإيجار متواضع جداً في منطقة المقام، متهالك الحيطان وغرفه ضيقة تتكدس داخلها الأشياء بعضها فوق بعض، يحمل معه جهازا طبيا يمده بالرطوبة بشكل دائم ومتواصل، لحاجته لذلك نتيجة خطأ طبي آخر، حينما أدخل طبيب المنظار في الأنف عام 2013 مما أدى إلى نزيف متواصل. فقد توجه سائراً على قدميه إلى المستشفى لإزالة كيس دهني من الحنجرة فخرج من بوابة العناية المركزة لتفقد إحدى عينيه القدرة على الإبصار بالكامل، والثانية فقدت تلك القدرة بنسبة 75?، كما فقد عظمتين من الوجه. ولأنه لم يستكمل المدة القانونية للحصول على التقاعد والراتب التقاعدي، لجأ إلى وزارة الشؤون الاجتماعية التي تصرف له إعانة لا تتعدى 12 ألف درهم لمساعدته، يذهب منها 5 آلاف درهم شهرياً لمطلقته بحكم المحكمة كنفقة، وألفان وخمسمائة درهم لإيجار منزله الحالي ليأوي ابنه وزوجته الثانية التي تزوجها بعد طلاقه من الأولى، فلا يتبقى له من مال “الشؤون” سوى القليل لا يكفي حتى لشراء احتياجات ابنه البالغ من العمر 3 سنوات ناهيك عن المتطلبات الصحية والمشاوير شبه اليومية إلى مستشفيات أبوظبي والعين. يستعيد أبو أحمد ذكريات تلك الأيام الجميلة التي قضاها في العمل لرد الجميل للوطن، واليوم هو عاجز عن العمل بقلب ضعيف لا يقوى على الصمود وعين كليلة، وأخرى ترى بنسبة 25%، يصنف “عاجز”، ولكن الجهات المسؤولة لا تمنحه حتى بطاقة ذوي الاحتياجات الخاصة، التي تمكنه من قضاء احتياجاته دون دفع الرسوم أو حتى الوقوف في المواقف المخصصة لهم. ويروي معاناته مع سكنه بالإيجار في مدينة العين، التي يعتبر طقسها جافاً مما يسبب له نزيفاً مستمراً في الأنف فيحتاج لترطيب الجو من حوله عبر جهاز طبي لا يفارقه، وبالرغم أنه يمتلك بطاقة “ابشر”، ويصنف ضمن أصحاب الإعاقات الجسدية، فإن الجهات الأخرى لم تصرف له بطاقة ذوي الاحتياجات الخاصة. يتطلع أبو أحمد للمسؤولين في الجهات المعنية وذوي القلوب الرحيمة لوضع حد لمعاناته بمنحه سكناً خاصاً به كأي مواطن على تراب هذا الوطن الغالي، واستكمال علاجه ويطالب عبدالله بإكمال علاجه خارج الدولة، بعدما تعذر للأطباء علاجه داخل الدولة، رغم من توصية طبيبه بضرورة إجراء بقية العمليات خارج الدولة ولكن ما تزال الإجراءات الروتينية تراوح مكانها دون العثور على مستشفى خارجي يمكنه معالجة الجسد، الذي أصبح منهكاً بالأمراض. وتبقى المسألة المهمة في نظر أبو أحمد إعادة النظر في اللوائح حتى يستطيع صرف راتب تقاعدي يليق بالدرجة العلمية التي يحملها أو زيادة الإعانة، التي يحصل عليها لمواجهة الالتزامات المتزايدة التي تحاصره، وأملنا كبير أن تلقى مناشداته الاستجابة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©