الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنا الطفلُ الواقفُ على تلالِ القدسِ

أنا الطفلُ الواقفُ على تلالِ القدسِ
6 ابريل 2011 21:39
(إلـى أفرايم سيدون) يقول (أفرايم سيدون) في قصيدتِه “حكومةٌ لن تسقط” المنشورةِ في صحيفةِ (دافار) اليهودية بعد مجازرِ بيروتَ عام 1982م: “لا... هذه الحكومةُ لن تسقطَ هي لن تسقطَ لأنّ قلبَها مطمئنٌّ وهادئٌ ورصِيدَها الأخلاقَيَّ مرتفعٌ من أنتَ أيها الطفلُ الفلسطينيُّ؟ ومن أنتِ يا جثةَ المرأةِ الحاملِ أمامَ “مناحيم” الفارسِ العبريِّ المُمُسِكِ بالتَوراةِ: القائلِ بعونِ اللهِ؟ ومن أنتم أيها الشيوخُ المبتورونَ بغضبْ ومن أنتِ يا أنهرَ الدّماءِ؟ أمامَ ضميرِ (إيراليخْ) العادلِ المدافعِ عن كَرامةِ الإنسانْ؟”. ***** هجعَ الموتُ على الأرضِ ستينَ عاماً يا إيراليخْ نجترعُ من ضَميرِكَ المُشَوّهِ دماءَ القهرِ المعلّبِ برصاصِ القتلِ نمسكُ بتوراةِ الزُّورِ نبحثُ فيها عن مَوطِئِ قَدمٍ للخُرافةِ المزعومةِ فيكُمْ أمامَ الفارسِ العبريِّ المجبولِ بأحقادٍ أزليةْ لم نرَ غيرَ النارِ وهذا الرُعبَ الذي ملأ سماءَنا يا سيدون... هناكَ وراءَ جدارِ الأحبارِ تمكثُ حُبلى خائفةٌ تضمُّ في رحْمِها رُوحَ شهيدٍ يناديها لا تحزني أماهُ وهزي إليكِ بجذعِ النخلةِ تُسَاقِطْ عَليكِ الحنينَ جَنيا... تَحْمِلُني على كفِّ الطهارةِ عمّدتني بدموعِ الأرضِ... وغطتني بأكفانِ الحريةْ أنا الطفلُ الواقفُ على تلالِ القدسِ أودّعُ محرابَ اللهِ... أحمِلُ في يدي حجراً عربيا أرمي به كريحٍ صرصرٍ هيكلَ العارِ... أتلثّمُ بكوفيةِ النورِ لأرحلَ نحو السماءِ على غصنٍ غصَّ بأحزانِه أماهُ لا تبكي وقرّي عينا والسلامُ علي يومَ ولدتُ ويومَ أموتُ ويومَ أبعثُ حيّا حان السقوطُ يا أفرايم في حُفرِ الوهم في منفى التاريخِ المهجورِ في تِيْهٍ من نوعٍ آخرْ لن تعرفوا فيه حياةً لن تجدوا فيه عجلاً آخرَ ولا نبياً آخرَ ولا تابوتاً تستكينون فيهْ تذكرْ حينها يا مناحِيمْ... واسمعْ صوتَ البارودِ الذي حاصرَكْ وابحثْ عن طريقٍ قطعتموه في البحرِ لن تجدَ عصاً لتشُقَّهُ مرةً أخرى لن تعرفَ الطَمأنينةَ أبداً تمضي دونما وجهةٍ أو مصيرْ هائماً على وجهِكْ يطاردُكَ ظلامُ عينيكَ يجعلُ منكَ شبحاً يقبعُ فيه الزورُ والخوفُ كالزَّقوم لن تعلوا فيها ثالثةً عبيداً... عبيداً... عبيداً تسقطونْ في قبضةِ ملكٍ عاد من قديمٍ من أرضِ السوادْ يعيد إليكم أقنعةَ الذلِّ يغطيكم ليلُ الشقاءِ يجرُّكم نحو أُخدودِ الثأرِ رماداً تتناثرون في المجهولِ يمسحُ من الذاكرةِ أسماءَكم... ألوانَكم... أصواتَكم كأننا لم نرَكم أبداً... ولم تَروْنا... لم تَروْنا...
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©