الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عناية الإسلام بالبيئة هدفها تعمير الأرض وصيانتها

عناية الإسلام بالبيئة هدفها تعمير الأرض وصيانتها
3 يونيو 2010 20:57
ليس ثمة شك في أن الرسالة الإسلامية من منطلق كونها خاتمة الرسالات السماوية إلى البشرية كافة، اهتمت بالبيئة اهتماماً كبيراً من منطلق أنها ميراث الأجيال المتلاحقة حيث أودع الله فيها كل مقومات الحياة للإنسان المستخلف فيها، كما أرسى الإسلام الأسس والقواعد والمبادئ التي تضبط وتقنن علاقة الإنسان ببيئته لتتحقق من خلالها العلاقة السوية والمتوازنة التي تصون البيئة من ناحية، وتساعدها على أداء دورها المحدد من قبل الخالق العليم في إعالة الحياة من ناحية أخرى. ولعل ما تواجهه البشرية اليوم من مشكلات وكوارث بيئية متباينة ومتشابكة إن دل على شيء، فإنما يدل ـ يقينا ـ على غياب الوعي والحس البيئي الإسلامي وتجاهلنا للبعد الإسلامي الذي يجب أن يحكم سلوكياتنا وتصرفاتنا تجاه بيئتنا. لقد وصلنا ـ حقا إلى مرحلة أصبحنا فيها أحوج ما نكون إلى العودة الصادقة والمخلصة والملتزمة بتعاليم الإسلام وتوجيهاته السديدة لترسيخ الوعي البيئي الإسلامي لننقذ أنفسنا مما نعانيه اليوم من مشكلات. فلا بد من ترسيخ السلوك البيئي على هدي من الشريعة الإسلامية لخلق أجيال تتعامل مع بيئتها بأسلوب راشد وعاقل، من أجل أن نحقق هدفاً أساسياً من أهداف خلق الإنسان واستخلافه في الأرض، وهو تعميرها وصيانتها وتنميتها، حيث يقول الحق تبارك وتعالى: “هو أنشاكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه” هود : 61 . وإذا أخذنا مفهوم البيئة الذي يحددها بأنها “الأرض وما تضمه من مكونات غير حية ممثلة في مظاهر سطح الأرض من جبال وهضاب وسهول ووديان، وصخور ومعادن وتربة وموارد مياه، ومكونات حية ممثلة في النباتات والحيوانات برية النشأة سواء كانت على اليابسة أو في الماء وما يحيط بالأرض من غلاف غازي يضم الكثير من العناصر الأساسية اللازمة لوجود الحياة على سطح الأرض” نجد أن البيئة بهذا المفهوم قد ورد ذكرها في القرآن الكريم في 199 آية في سور مختلفة. خلق الله سبحانه وتعالى البيئة وأحكم صنعها بدقة بالغة من حيث الكم والنوع والخصائص والوظيفة. يقول الحق تبارك وتعالى: (صنع الله الذي أتقن كل شيء) (النمل 88) فكل شيء عنده بمقدار معلوم بحسب علمه سبحانه وتعالى الذي يعلم وحده أن كل عنصر من عناصر البيئة بهذا القدر وبهذه الصفات كما حددها الله سبحانه وتعالى يكفل لهذه العناصر أن تؤدي دورها المحدد والمرسوم لها من قبل الخالق القدير، في المشاركة البناءة في مصفوفة إعالة الحياة في توافقية وانسجامية غاية في الدقة والتوازن مع بعضها البعض. يقول عز من قائل (إنا كل شيء خلقناه بقدر) (القمر 49) (وخلق كل شيء فقدره تقديراً) (الفرقان : 2) (وكل شيء عنده بمقدار) (الرعد : 8) (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون) الحجر : 19) وأخيرا قضية المحافظة على البيئة بالغة الأهمية في عصرنا الحاضر لذا يجب علينا أن نعي أبعادها جيداً عندما نتعامل مع بيئتنا حتى نحافظ على استمرارية بقاء مكوناتها وعناصرها كما خلقها الله سبحانه وتعالى لتؤدي دورها في خدمة البشرية دون مشاكل ونتفادى انتقام البيئة التي لا ترحم إذا ما أساء الإنسان استخدامها بالإسراف أو الإفساد أو التخريب. نعيمة غريب لفغاني واعظة بالهيئة العامة للشؤن الإسلامية والأوقاف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©