السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد البريكي: ثقافة الكتب المتطرفة تخرّب العقول

محمد البريكي: ثقافة الكتب المتطرفة تخرّب العقول
4 يونيو 2017 15:41
محمود عبد الله (أبوظبي) يرى الشاعر الإماراتي «محمد البريكي» مدير بيت الشعر التابع لإدارة الثقافة والإعلام في الشارقة أنّ «الإمارات سبّاقة في الارتقاء بمفهوم المعرفة وبناء ثقافة الشباب والقراءة النافعة»، مثنيا على مبادرة «عام الخير» ويقول: « «واجبنا أن نرفدها بخير نتاجات الثقافة والمعرفة والإبداع النّوعي». يؤمن البريكي بمقولة الكاتب البريطاني جراهام جرين التي يشير فيها إلى «أن حياة الفرد تشكلت بوساطة الكتب، أكثر مما ساهم البشر أنفسهم في ذلك»، ويقول: إنّ الكتاب الأصيل النظيف هو أفضل وسيلة لتنوير الفكر الإنساني، والخروج به من دهاليز الظلام والخرافة والجهل والتعصب، إلى فضاءات رحبة مستنيرة تشعل جذوة بناء مستقبل الوطن. ويؤكد البريكي أنّ محتوى الكتاب التنويري أمر يستحق الوقوف عنده، وبخاصة حينما نتحدث عن جيل الشباب وقراءاته في عصر الرقمية والتحديات المتعلقة بالهوية، معتبرا أن الكتب المتطرفة تخرّب وتدمّر العقول، ما يستوجب على الأدباء والمثقفين والمؤسسات الثقافية والدينية المساهمة بقوة في معركتنا ضد الإرهاب، بخطاب عقلاني، لحماية شبابنا من آفات العنف الفكري الذي يهدف في الأساس إلى تشويه صورة الإسلام. وعن قراءات رمضان، يقول البريكي، إنّ حلاوة العبادة في الشهر الفضيل، يجب أن تترافق مع حلاوة القراءة، ويستطرد: «درجت منذ طفولتي على قراءة كتاب الله، وهو ما منحني طاقة إيمانية وفكرية، وفي كل مرة أقرأ فيها هذا الكتاب العظيم، أكتشف عوالم عديدة تربّي فيّ الحس الجمالي وتبث في ذاتي طاقة لغوية أراها معيناً أنهل منه المعرفة الخلاّقة». كتاب الأيام لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين، هو من أفضل الكتب التي ألهمت تجربة البريكي الكتابية، «فقد ترك هذا الكتاب المستشرف أثرا بالغا في نفسي، وأنا أعتبره من أصدق السير الذاتية، وكلما مرّت بي محنة، أتذكر عبقرية هذا المبدع الكفيف. لذا أجد من الضروري أن تحرص وسائل المعرفة، على إحياء المنتخبات عن أعلام الفكر الإسلامي في المجالس الرمضانية، وترويج مثل هذه الكتب على هامش الفعاليات الثقافية للخروج من شرنقة الثقافة الموسمية». ورداً على سؤال: كيف يمكننا حماية الجيل الجديد من آثام الكتاب المتطرف؟ قال البريكي: «تحضرني هنا مقولة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة مفادها: «إن البطون إذا جاعت أكلت الجيف، وأن العقول إذا جاعت أكلت عفونة الأفكار»، ومن هنا شدّد البريكي، على أهمية توجيه طلبة العلم نحو قراءة الكتب المحفزة على التنافس في البناء والتنمية وعمل الخير والتسامح والتعايش مع الغير، والتركيز في محتوى المعرفة والكتب التي تنبذ الكراهية والتعصب وتحث على ترسيخ القيم النبيلة والمشاعر الوطنية، ليتمكنوا من التمييز بين النور والظلام، حتى تكون خبراتهم المعرفية حائط صدّ ضد كل ما هو خارج الهوية، منوها إلى قيمة المكتبة في حياتنا كمساهم رئيس في تغذية العقول، وبناء الشخصية، والمساهمة في العملية التنويرية برمتها، داعيا الشباب إلى قراءة الكتب وإتقان البحث وعدم قصر معارفهم على الثقافة السريعة التي تتداولها وسائل التواصل الاجتماعي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©