الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد الشحي: أولادي «مفتشون» صغار على الأسعار!

محمد الشحي: أولادي «مفتشون» صغار على الأسعار!
10 أكتوبر 2009 23:05
يرجع الفضل في نجاحه إلى والده لأنه كان يحث أبناءه على الدراسة ونيل العلم، وجاء إلى وزارة الاقتصاد مديراً عاماً من باب التميز العلمي والسيرة المهنية المكللة الناجحة، فوالده ساهم في تشكيل اتجاهات الأبناء وفي حثهم نحو متابعة دراساتهم العليا والنجاح في أعمالهم المهنية. وهو ما يتمنى أن يقوم به مدير عام وزارة الاقتصاد المهندس محمد أحمد بن عبد العزيز الشحي مع أولاده الذين ترافقه صورهم - ابنتان وصبي- في مكتبه، حيث تمنحه المثابرة والأمل أثناء العمل الطويل في خدمة الاقتصاد والمجتمع، وتولي المسؤولية التي يجدر تحمّلها، وهي بناء مستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي ولأبناء الوطن. حين نطالع ما كتب عن المهندس الشحي، نقرأ عن مشاريع وتنظيم وخطط للوزارة، غير أن عدداً ضئيلاً من الناس من يعرف عن حياته وهمومه وشؤونه. ومن خلال «الاتحاد» سألناه عن الوزارة من باب توليه إدارتها العامة، وذهبنا معه في مشوار حياته الشخصية والمهنية. لم يخف سنّه كعادة الكثيرين، هو من مواليد 15 يوليو 1966، وولد ونشأ في مدينة دبي، ودرس الابتدائية في مدرسة الشعب الابتدائية في منطقة الرفاعة ودرس في مدرسة جمال عبدالناصر المرحلة المتوسطة وتخرج من القسم العلمي بثانوية الإمام مالك. وفي هذا يقول: «كون غالبية الشباب والشابات يختارون القسم الأدبي، إن اختياره للقسم العلمي جاء بناء على رغبة ذاتية في التخصص في الهندسة، وعلى حث الوالد له ولأشقائه لهذا التوجه». ويضيف: «إن ميولي ورغبتي في القسم العلمي كان بقدر طموحي للتخصص في مجال الهندسة. إذ أن والدي هو القدوة في هذا المجال والذي كان يشجعني على العلم وهو رجل متعلم وعالم دين، والنتيجة أننا توجهنا جميعاً إلى الهندسة في مختلف مجالاتها، كما أنني وجدت مساندة كبيرة من أشقائي وفي مقدمتهم الشقيق الأكبر المهندس عبدالله بن عبدالعزيز الشحي وكيل وزارة الزراعة سابقاً، الذي أصبح مثالاً لي في المثابرة وقدوة في عملي في الفريق الحكومي، لكونه كان مثالاً في العمل والمثابرة». مصادفة يضيف الشحي: «من محاسن الصدف بعد التشكيل الوزاري بالدولة عام 2004، وبعد تكليف معالي الشيخة لبنى القاسمي أول وزيرة في حكومة الإمارات، طلبت مني أن أكون وكيلاً في وزارة الاقتصاد، وبدأت طبعاً وكيلاً للوزارة في قطاع التخطيط. وبعد التشكيل الوزاري الجديد وتكليف معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزيراً للاقتصاد وفصل وزارة التجارة الخارجية عن وزارة الاقتصاد، بقيت في الوزارة وتسلمت مسؤولية المدير العام بموجب الهيكل التنظيمي الجديد المتبع لدى الحكومة، وعلى عكس طبيعة البدايات، فإن السنوات الثلاث في وزارة الاقتصاد امتلأت بالعمل والمشاريع والقوانين الجديدة المواكبة للعصر ومواجهة الأزمة الاقتصادية العالمية، وكل ذلك يعتبر ظروفاً استثنائية، تمكنت الوزارة من تخطيها بتوجيهات معالي الوزير المهندس سلطان المنصوري» ومن المهمات الأساسية التي تولاها المهندس الشحي وكان لا يزال وكيل وزارة حينها، ومن ثم المساهمة في تخطي تحديات الأزمة العالمية مع فريق الوزارة المتكامل، ويقول: «تمكنت الوزارة من أن تكون محل ثقة لدى قطاعات المجتمع كافة من متعاملين ورجال أعمال وحكومة ومستثمرين ومستهلكين». أسلوب حياة يعتبر الشحي أن الهندسة جزء من أسلوب حياة، وكان كافياً بالنسبة إليه ممارسة مهنة الهندسة لمدة 17 سنة عمل خلالها في مجالات التقنية والهندسة، وفي المرحلة «الإدارية» الراهنة، فهو «مستمتع بما يحدث، وأعتقد أن هناك مجالاً للتطور في عملي في مجال الاقتصاد»، وأكثر من ذلك فهو يعتقد «أن الهندسة أخذت حقها مني، ودخلت في كل مجريات حياتي، فالمهندس يعرف في طريقة تعامله مع الأمور، في فهمه للتقنيات الجديدة حتى في المجال الاقتصادي»، وأعطي مثالاً تقديم الوزارة خدماتها للمتعاملين في إطار ما يسمى بالحكومة الإلكترونية. ويقول: «إن أول مشروع استلمته في الوزارة كان تطوير شبكة تقنية المعلومات، وتحديث شبكة الاتصالات وتطوير موقع الوزارة، فكان الأمر بسيطاً بالنسبة لي، وهو في الواقع مجالاً شيقاً». وساهمت دراسة الهندسة أيضاً في تعاملاته مع مختلف القطاعات، ومنها حديثاً القطاع الصناعي الذي انتقل منذ فترة بسيطة إلى وزارة الاقتصاد». يشعر المهندس الشحي اليوم بالحماسة حيال الاهتمام بالقطاع الصناعي إذ يعتبره من القطاعات الحيوية والمهمة جداً في الدولة كما أن كون معالي وزير الاقتصاد مهندساً فذلك عامل مهم جداً لأن الخلفية العلمية تسهل من عملية التواصل مع الصناعيين في سبيل تطوير العمل الصناعي في الدولة. المكتب والأولاد بعيداً عن شؤون الوزارة وشجونها، نعود إلى المهندس الشحي وعلاقته بأولاده ومقدار تفهم العائلة لمسؤولياته، وفي مكتبه صور لهم مع الشهادات العلمية التي نالها والدهم، هناك إليازية هي أول العنقود (11 سنة)، ثم مريم (9 سنوات) وعبدالعزيز (7 سنوات). وفي هذا يقول: «نجلس في المكتب لساعات طويلة وفي بعض الأحيان نقصّر من تواجدنا في المنزل، فهذه الصور تعطينا شيئاً من الألفة ونوعاً من التعويض، كما تذكرنا بأن عملنا في جزء كبير منه هو لتأمين مستقبل أبنائنا وأبناء هذا الوطن الغالي. ويردف: «إن معظم الزملاء يفعلون ذلك. تذكرني هذه الصور بأهم ما عندي، فهم أولادي، فالإنسان هو جزء من العائلة والمجتمع، وأتمنى لأولادنا أن يكونوا ناجحين في حياتهم. وعن أسلوبه في تربية الأولاد، يقول إنه «متأثر بشدة بالوالد الذي لم يكن يسمح لنا بالتغيّب من دون سبب عن المدرسة، وكان يتابع معنا تدرجنا العلمي ويحثّنا على الدراسة وأحياناً كنا نتساءل لماذا هذا الإصرار من الوالد وخصوصاً في مجال التعليم! وأنا بفعل التأثر بأسلوب والدي أحب وأتمنى أن أكون قريباً من أولادي لأبث فيهم روح محبة التعليم وروح الاستكشاف في الوقت ذاته، ولذا أقوم معهم برحلات إلى دول حيث نستكشف مناطق جديدة «. كما أنه بفضل تشجيعي لهم بالاستكشاف أصبحت العديد من مناطق الدولة أماكن مفضلة لهم باستمرار، مثل منطقة «رؤوس الجبال» القريبة من «مسندم»، وذلك لطبيعتها الخلابة ومناظرها التي تسر الأبصار، وحرصهم على ربط ذاكرتهم بتاريخ الأجداد وتراثهم وعاداتهم وتقاليدهم. وعن الأبناء أيضاً، يقول: «في الواقع من خلال مشاهدتي منغمساً في العمل، يسألني أبنائي عما أقوم به، والجميع يعتقد أن عمل وزارة الاقتصاد يقتصر على أسواق الجمعيات وذلك لا يشكل إلا جزءاً بسيطاً من مهامها». ويخبر عن طرفة حصلت معه وهي أن ابنته الكبيرة تمنت لو أنه يعمل في وزارة التعليم كي يصرف للمدارس إجازات وعطل مدرسية أطول (يضحك). أما كيف ينظر الأبناء إلى عمل ومهمات والدهم، فيقول: «إن إبنتي الكبيرة بدأت تفهم أكثر عن طبيعة عملي. وهي أصبحت بعد حثي لها ولأولادي الآخرين تطلب من صديقاتها وزميلاتها عدم شراء منتجات مستنسخة من أفلام وبرامج إلكترونية منها لأنها على حد وصفها البريء تعد «حراماً». ويرى أن أسئلة أولاده وقربه منهم جعلاهم يفهمون شيئاً فشيئاً عن طبيعة عمل الوزارة، كما دفع بهم ذلك إلى أن يكونوا مفتشين صغار، يراقبون الأسعار ويلاحظون المحلات التي لا تضع بوضوح الأسعار على السلع، وبالتالي باتوا واعين لأهمية حماية المستهلك وحقوقه. ويضيف: «الحمد لله نحن في وزارة الاقتصاد، ومن خلال توجيهات معالي الوزير المهندس سلطان المنصوري، قمنا بمجهود جبار فيما يخص موضوع حماية المستهلك وأنشأنا التوازن في السوق وبين التاجر والمستهلك، مما ساهم في حماية المستهلك من جشع أو الممارسات غير السليمة من بعض التجار أو التكتلات والمنافسات غير الشريفة». ولفت إلى الرقم المجاني الذي وفرته الوزارة للاتصال بها والاشتكاء على الممارسات الخاطئة، وإلى قيام الوزارة بحملات تنوير وتوعية لحقوق المستهلك. الملكية الفكرية حول قضايا الملكية الفكرية يشير الشحي إلى أن وزارة الاقتصاد تعمل بجد لضمان روح المنافسة الشريفة والعادلة في أسواق دولة الإمارات وهي حققت نجاحات كبيرة في الآونة الأخيرة ضد منتهكي حقوق التأليف والنشر وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات المحلية والمعنية. ويضيف: «إن الوزارة تثابر لتعزيز الثقة بالأسواق المحلية وتطوير ثقافة البحث والتطوير التي تعد الأساس في ترسيخ مفهوم الإبداع وتنميته وتعزيز الابتكار. ويوضح أن معدلات القرصنة في دولة الإمارات تعد من بين أقل المعدلات في المنطقة وذلك نتيجة لصرامة القوانين المعنية والجهود الكبيرة التي تقوم وزارة الاقتصاد وغيرها من الجهات الاتحادية والمحلية الأخرى لمكافحة القرصنة بالإضافة إلى الدور الذي تقوم به الوزارة في تعزيز ثقافة البحث والإبداع. ويشجع الشحي المواطنين والمقيمين أو غير المقيمين بتسجيل براءات الاختراعات في وزارة الاقتصاد الإماراتية، لأن ذلك يساهم في حفظ حقوقهم». ويختم الشحي حديثه الذي لم يكن لينتهي لولا مسؤولياته وارتباطاته المستمرة بخصوص العمل في الوزارة «إنه لشرف لنا أن نعمل بجد ومثابرة لنترجم توجيهات القيادة إلى برامج عمل يومية ونرى اقتصاد الوطن في أفضل صوره، والإنجازات والمكاسب المستمرة ترفع من اسم دولة الإمارات العربية المتحدة عالياً في المحافل الدولية سواء الاقتصادية أو السياسية، لأنه لا شيء أهم من الوطن واسمه». الشحي وزملاؤه درس الشحي الهندسة الكهربائية في جامعة جنوب فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية، مبتعثاً عن طريق مؤسسة الإمارات للاتصالات التي تبنت تعليم مجموعة من الشباب في منتصف الثمانينات. وحصل على بكالوريوس هندسة كهربائية في مجال الاتصالات والتحق بمؤسسة الإمارات للاتصالات وتدرج فيها حتى وصل إلى مرتبة مدير الهندسة خلال سنوات العمل، وقرر متابعة دراسته العليا، فالتحق ببرنامج «ماجستير إدارة أعمال التنفيذي الأول» في الجامعة الأميركية بالشارقة، ورافقه مجموعة من الزملاء والزميلات من بينهم معالي الشيخة لبنى القاسمي وزيرة التجارة الخارجية والأخوان صلاح هادف الشامسي وحمد حارث المدفع وسالم سلطان القاسمي وغيرهم من المتميزين الذين يتبوأون اليوم مناصب تساهم في خدمة الاقتصاد والوطن. وبالفعل شكل ماجستير إدارة الأعمال مرحلة مهمة في حياتي ونقلني من الهندسة أو الجانب التقني منها ومن عالم الاتصالات إلى مرحلة ثانية لها علاقة بمجال الأعمال والاقتصاد، بتركيز أكثر على المجال الاقتصادي.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©