الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غرامة تعجيزية

3 يونيو 2010 21:05
لكل موسم سفر موضة ترافقه. السنة الماضية عشنا مع «دوشة» انفلونزا الخنازير، والتي كانت سبباً رئيساً في عدم سفر الكثيرين، بعد أن قرروا إيثار السلامة وقضاء الإجازة الصيفية في بيوتهم. واليوم لا يوجد حس ولا خبر عن الانفلونزا، وبالكاد نذكرها أو يتحدث أحد عنها، وكأنها حصلت قبل عشرة أعوام وليس قبل أشهر عدة، بعد أن كشفت الأيام حقيقتها بأنها كانت تمثل سحابة صيف، استفادت منها شركات الأدوية. هذه السنة، تتشعب أحاديث السفر لأكثر من أمر، منها أجهزة الكشف الجديدة التي زرعت في المطارات الأوروبية والأميركية، والتي كما يقولون تظهر كامل تفاصيل الجسد لحظة المرور فيها، وهو بالتأكيد أمر مزعج ويتحسس منه الكثيرون. لكن الإزعاج الحقيقي يأتي من الشروط الصعبة التي فرضتها دول الاتحاد الأوروبي على سياح الخليج، والتي يتصدرها دفع غرامة تصل قيمتها إلى 100 ألف يورو على الكفيل الذي تفر منه خادمته خلال السفر. هذه النقطة تحتاج إلى وقفة، لأن الغرامة من النوع الثقيل والذي يمكن أن يسبب أزمة قلبية، تخيل الموقف حين يطلب من شخص ما أن يدفع حوالي نصف مليون درهم لأن (الخدامة) «شردت». قيمة الغرامة غير طبيعية، وتشعر أن هدفها التعجيز وإجبار المسافرين على التخلي عن شغالاتهم ، وهو أمر ليس بالسهل على أسر «مبرمجة» على الاعتماد على الشغالات في كل شاردة وواردة. المهم أن الغرامة أثارت حفيظة «الناويين» السفر إلى أوروبا، ومعها سمعنا عبر أثير البث المباشر الكثير من الاحتجاجات الغاضبة، ومنها المطالبة بالمقاطعة وعدم السفر إلى القارة العجوز. فكرة عدم السفر تبدو ردة فعل منطقية، «شو كالف» الناس تروح وتعرض نفسها للبهدلة، لكن المشكلة التي نعاني منها، أن الشكوى والاحتجاجات لا تتعدى الكلام، ولا تصل مطلقاً لاتخاذ موقف جماعي قد يؤثر مستقبلاً على هذه القرارات، أو على أقل تقدير تجعل من يسنها يفكر قليلاً في أنها قد تؤثر على حركة السياحة القادمة من الخليج. معظمنا «شطار» في الاحتجاج والامتعاض، ولكن وقت الجد والسفر ، تجد المحتجين يجرون ناحية المطارات، لأنه ليس لديهم أي استعداد للتضحية بالسفر، مهما كلف الأمر. سيف الشامسي | Saif.alshamsi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©