الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

دعوات لتعزيز الاستثمار في التقنيات الجديدة للطاقة المستقبل

دعوات لتعزيز الاستثمار في التقنيات الجديدة للطاقة المستقبل
3 يونيو 2010 21:07
دعا كتاب حديث إلى الاستثمار في التقنيات الجديدة للطاقة محذراً من استمرار اضطرابات أسواق الطاقة التقليدية خاصة النفط، مشيراً إلى انفتاح شهية الصين والهند للطاقة ومنافستهما للولايات المتحدة على قمة قائمة مستهلكي النفط الذي تتزايد صعوبة إيجاده. ويرى كتاب بعنوان:”ألف برميل في الثانية - نقطة التحول النفطـي القـادمة والتحديـات التي يواجهها عالم يعتمد على الطاقة”، والصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، للمؤلف بيتر تيرتزاكيان: أن التنافس “المتعدد القطبية” على النفط - وهو الذي كان دافعاً رئيسياً للتوترات الجيوسياسية في عشرينيات القرن الماضي - عاد مطلع هذا القرن ليتسلل ببطء إلى صميم إحساس العالم الغربي، كما يمثل انتشار الأسلحة النووية والتغيرات المناخية جانباً آخر من جوانب الضغط الكلي الذي سيفضي إلى نقطة التحول. ويسعى الكتاب لتقديم فهم أعمق لقضايا الطاقة ومشكلاتها؛ كما أنه يعنى كذلك بتقديم الحلول واقتناص الفرص مع اقتراب نقطة التحول النفطي التي تلوح في الأفق؛ تلك النقطة التي تنذر بتحول حقيقي في الحجم والنوع لوقود المستقبل. ويتساءل المؤلف: أي وقود تبقى كي نستغله؟ لقد استنفدنا البدائل القائمة على الكربون؛ لنجد أخيراً، أن الغاز الطبيعي مكون بشكل رئيسي من الميثان، وتحتوي جزئية الميثان؛ بوصفها أبسط هيدروكربون، على ذرة كربون واحدة تحيط بها أربع ذرات من الهيدروجين، وهناك حفنة من مصادر الطاقة الأخرى النشيطة إشعاعياً؛ مثل اليورانيوم، ولكن وجودها في الطبيعة أقل غزارة، فضلاً عن كونها أكثر تسمماً إزاء ما يتعلق بالانتفاع بها، وإذا تركنا هذه جانباً، فإن الجدول الدوري للعناصر - المكونات الذرية للكون التي تبلغ 100 ونيف - قد أُنهكت بحثاً عن مصادر جديدة للطاقة الأولية باستثناء عنصر واحد: الهيدروجين. من هنا يراهن الكثيرون على أن الهيدروجين سوف يكون وقود المستقبل الأعجوبة. ويؤكد المؤلف في النهاية أمرين: الأول، أن الاستثمار في التقنيات الجديدة هو المستقبل، والثاني، يحذر من أننا لا يجوز لنا أن ننسى أن الاضطراب والشك اللذين ظلا يحيطان بالطاقة عبر التاريخ قد كانا يفضيان دائماً إلى مستقبل أكثر سطوعاً. التحول النفطي وأوضح أن التحديات التي يمكنها أن تفاقم جوانب الضعف في إمداداتنا من النفط كثيرة؛ ففي لحظات مختلفة نلقي اللوم على المناطق الجيوسياسية المشتعلة، والكوارث الطبيعية، والاستهلاك غير المستدام، وضيق الإمدادات، أو التصاعد التدريجي للتسخين الحراري العالمي، والحقيقة أن الأسباب السابقة جميعاً من أعراض التحول النفطي الكلي؛ لذا ينبغي أن ينصبّ تركيزنا على كيفية استجابتنا لهذا التحول؛ ومن هنا سيكون من الضروري إجراء تغييرات بنيوية جدية، وتغييرات في أسلوب حياتنا كذلك. وسوف نضطر - بدءاً من الآن، وفي غضون السـنوات العشر القادمة - إلى معالجة إدماننا للنفط واستجماع قوتنا لإحلال توازن جديد في استخدامنا للطاقة. وأكد المؤلف تيرتزاكيان أن السلع الأساسية الأخرى ليست بأفضل حال؛ مادامت أسعار الغاز الطبيعي والفحم والذرة واليورانيوم قد تضاعفت على أقل تقدير منذ عام 2002؛ والسبب وراء هذا التغير الواسع النطاق بسيط؛ فالطلب على الطاقة على الصعيد العالمي في تزايد بسرعة لم نشهدها من قبل، كما أن إمدادات الخام الحلو الخفيف الرخيص الثمن صارت أضيق وأصبح من الصعب الحصول عليها، وقد بدأ الإحساس بآثار ذلك مؤخراً. ومع تراكم الضغوط سرعان ما نصحو لندرك أن عصر الطاقة الرخيصة السهلة قد شارف على نهايتـه، وبغض النظر عن مدى تقلب ظروفنا العابرة، فإن التحديات الرئيسية - ومن بينها تزايد الاستهلاك المطلق العنان، والاتكال على الإمدادات وزيادة تكاليفها، ومحدودية البدائل المتاحة - تقودنا بقوة نحو نقطة التحول. وأوضح أن أي محاولة لتقديم إجابات، لابد أن يعتمد على دراسة الكثير من المتغيرات الدينامية، بما فيها الاقتصاد والطقس ونماذج التقدم التقني والقضايا البيئية والعوامل الاجتماعية واستراتيجيات السياسات والجغرافيا السياسية. إعادة التوازن وأكد المؤلف أن قناعته التي لا تقبل التزحزح أن تلك الحلول المعيدة للتوازن ستأتي؛ فقد بدأ الضغط الذي نشعر به اليوم من ارتفاع أسعار النفط يخلق لدينا الحوافز لصون الموارد الطبيعية وتحقيق الكفاءة والاستبدال، وتطوير عمليات تصنيع جديدة مبتكرة. وسيجد الأفراد الملهمون والشركات طريقة جديدة لتلبية احتياجاتنا في الوقت المناسب. لكن السؤال الذي يبقى معلقاً: بأي قدر من السرعة والراحة يمكننا تحقيق ذلك التحول الآن ويقول الكتاب: كثيراً ما تكون نقطة التحول تراكم مجموعة من الأحداث والظروف تؤدي إلى إدراك واحد، يكون قاهراً، مفاده: أن الوقود الذي نعتمد عليه لا أفضلية له، لا بالمعنى الدوري أو المعنى الموسمي فحسب، وإنما بشكل دائم؛ ومن ثم نحتاج إلى إحداث تغيير كبير. صيحة الحشد ويسمي الكتاب لحظة الإدراك هذه “صيحة الحشد”، وهي تلك التي نسمعها بعد فترة من الألم أو الشكوى والارتباك، وتأتي من مصادر عدة؛ فمثلاً، تحدث صيحة الحشد في مجال الأعمال التجارية عندما يدرك التنفيذيون في غرفة مجلس الإدارة أخيراً أن الخط القاعدي تأثر سلبياً بخيارات الوقود الراهنة، إلى درجة تكون معها البدائل الأخرى أفضل بقدر كبير. وتأتي “صيحة الحشد” الأساسية من الحكومات الوطنية، فهي التي لها اليد الطولى إزاء ما يتعلق بالتأثير في الصناعة والمجتمع لإحداث التغيرات الحاسمة، أو إجبارهما على ذلك. كما أن هناك حاجة إلى أن نكون صادقين مع أنفسنا؛ فرصاصة التقنية السحرية التي تشبه الرصاصة التي أنقذت الموقف في الكثير جداً من المرات في تطور الطاقة لن تكون في متناول أيدينا قريباً؛ لذا سيتعين علينا أن نجد طرائق جديدة للتعامل داخل حدود شبكتنا القائمة من سلاسل الإمداد الكبيرة الراسخة في الفحم الحجري، والنفط، والغاز الطبيعي، والطاقة المائية، واليورانيوم. وأوضح بأننا نقترب من لحظة أخرى في الدورة التطويرية للعرض والطلب في مجال الطاقة؛ حيث سيهتز الوضع الراهن، فهناك تحول قادم قبل نهاية هذا العقد، وسوف يرغم هذا الدول على تغيير بنية إمدادات الطاقة واستهلاك الوقود فيها، خاصة النفط. وفي الفترة الانتقالية تحتاج الحكومات، والشركات، والأفراد إلى القيام باختيارات تقلل إلى الحدّ الأدنى الضرر الاقتصادي الممكن أن ينجم عن تصاعد الضغط في سلاسل الطاقة الحيوية في المجتمع. فلقد أخذ النفط الخفيف الحلو يصبح بسرعة وقوداً “من دون ميزة”، وأخذت أسعار الطاقة المتصاعدة تقلل دخل الناس الذي يمكن صرفه؛ وأدى هذا إلى تآكل ربحية الشركات، وخلق مدى واسع من بدائل كانت هامشية في السابق؛ مثل القار. ولكن حالات التحول لا تُقصَر على الأرقام فحسب؛ فأمن العرض وتركيز المخاطرة بالنسبة إلى أكثر سلع الطاقة استراتيجية يأتيان في مقدمة القضايا السياسية والاقتصادية. وقد شرعت شركات النفط المستقلة ومنافساتها الأجنبية المملوكة للدولة في تدافع كبير آخر؛ من أجل ما تبقى من امتيازات النفط العالمية. ومثل السنوات النهائية لصناعة الحيتان، يحدث التدافع في أطراف الأرض، وفي بعض أشق المناطق الجغرافية والمناخية، وأعمق المحيطات، أو أكثر المناطق السياسية ظلمة. أربع مراحل وذكر بأن هناك أربع مراحل تطويرية يمر بها المجتمع في أثناء تصاعد الضغط وإعادة التوازن، هي: التذمر والدفع، المحافظة والمزيد من الفعالية، تبني مصادر بديلة للطاقة، إحداث تغيرات مجتمعية وتجارية وتغيرات في أساليب الحياة. واليوم نجد أن كل دولة تتـصف بالتفرد إزاء ما يتعلق بخليــطها من الطاقة وباعتماديتها. وبعض الدول - مثل البرازيل - غني بمصادر الطاقة الطبيعية، وآخر - مثل اليابان - لا يملك إلا القليل جداً، وثمة بعض الدول في موضع آمن جغرافياً مثل المملكة المتحدة؛ وآخر أقل أماناً مثل الصين؛ ولهذه الأسباب سوف تمر كل دولة بنقطة التحول، وصرخة النفير، وإعادة التوازن، ولكن بطرائق مختلفة. وبرغم ذلك، نجد أن تحدي إعادة التوازن الذي نواجهه الآن أكثر تعقيداً مما كان عليه في سبعينيات القرن العشرين. ومع مضي الزمن وهَن الاحتجاج ضد “السلب الذي تقوم به الشركات”، وأصبحت قولة هنري بيرينجر التي بشر بها كثيراً: “من يملك النفط فسوف يحكم رفاقه بالمعنى الاقتصادي”، عقيدة لمدرسة قديمة. والعقيدة الجديدة التي برزت ربما يمكن شرحها على أساس أن “من يستخدم الطاقة بأكثر الطرائق فاعلية وإنتاجية سوف يحكم رفاقه بالمعنى الاقتصادي. . . “. وفي نهاية المطاف انصرفت شركات الصناعات التحويلية عن الشكوى من أن الأسعار المرتفعة للطاقة تلتهم أرباحها؛ ويرجع السبب في ذلك جزئياً، إلى حقيقة أنه لم يعد أي أحد يسمع، كما يرجع أيضاً إلى أن الشركات التي تكيفت والحقائق الجديدة للطاقة اكتسبت مواقف لها ميزة تنافسية لا يمكن مهاجمتها. رؤية استشرافية ويقدم الكتاب رؤية استشرافية للمستقبل، قائلاً: بحلول عام 2010، أصبح العالم يستهلك نحو 90 مليون برميل من النفط يومياً. وأصبح تركيز الإمدادات في الشرق الأوسط أكثر حدة؛ وسبَّب هذا تقلباً كثيفاً في الأسعار. وأصبحت الدول من خارج منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أكثر تأثيراً إزاء ما يتعلق بالإمدادات الإضافية، كما تصاعدت بشكل ثابت تكاليف استخراج النفط الذي يوجد “في أقاصي الأرض”. كما أصبحت براميل العالم أثقل عندما أصبح من الصعب العثور على الخام الخفيف الحلو. وازداد إنتاج نفط الرمال مما يقارب 1.2 مليون برميل في اليوم إلى ما يقارب 2.2 مليوني برميل في اليوم، ولاسيما من كندا. وأصبحت روسيا طوال هذه السنوات، سمسار القوة الحقيقي في عالم النفط. وبحلول عام 2012، ستعزز إنتاجها ليصبح مرة أخرى 11 مليون برميل في اليوم، أو يناهز مستويات ما قبل حائط برلين. وبحلول عام 2015، ستنتج نفطاً أكثر من المملكة العربية السعودية. واوضح أنه ينبغي النظر بدرجة عالية من الشك إلى أي شخص، أو أي شركة، يدعيان أنهما يملكان اليوم رصاصة سحرية تحل كل مشكلاتنا في مجال الطاقة، (كما كان شأن الزيت الصخري مع زيت الحيتان). وفي الوقت الحالي ينبغي أن يكون لك حسّ بالاستثمار الرأسمالي الهائل، والآفاق التي كانت متضمنة زمناً طويلاً في تأسيس ولو موضع قدم على مشهد الطاقة المتحصن داخل معايير مزمنة وخردوات موروثة. إن فرص الفوز في أي نوع من هذا الاستثمار قد هبطت بشكل جذري طوال السنوات المائة والخمسين الماضية. وقال المؤلف تيرتزاكيانك إننا محظوظون عندما نكون قادرين على أخذ الطاقة شيئاً مسلماً به؛ لأن هذا يعني أننا نعيش في أزمنة مزدهرة ومستقرة. والآن ولَّت تلك الأيام. لقد أصبحت الأسعار المرتفعة والمتقلبة، المعيار في هذا الفصل من تطور طاقتنا. ولكن لا يجوز أن ننسى أن الاضطراب والشك اللذين ظلا يحيطان بالطاقة عبر التاريخ قد كانا يفضيان دائماً إلى مستقبل أكثر سطوعاً. وقود المستقبل يؤكد المؤلف أن الهيدروجين سوف يكون وقود المستقبل الأعجوبة، والهيدروجين - أول ذرة في الجدول الدوري وأبسطها - غاز من دون رائحة ومن دون لون. وعندما يحترق يمتزج بالأكسجين مولداً الحرارة، والماء ناتجاً جانبياً. والاحتراق ليس بالضرورة الطريقة المثلى للانتفاع بالطاقة الناتجة من الهيدروجين؛ لأن هذا التفاعل متفجر إلى حد كبير. وتبدو هذه العملية برمتها كما لو كانت ضرباً من الأحلام: تغذية أداة لا تحتوي على أجزاء متحركة بالهيدروجين والهواء؛ فيخرج الماء والكهرباء والحرارة؛ فلماذا لا نهرع إلى استخدام هذه العملية؟ نحن بالفعل نحاول ذلك، إن الحكومات والشركات العملاقة حول العالم تمول بحوثاً في مجالي الهيدروجين وخلية الوقود، لكن هناك قضية مركزية ينبغي أن يتم حلها: من أين سيأتي الهيدروجين؟
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©