السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حلم جدي» تمنع من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب

«حلم جدي» تمنع من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب
10 أكتوبر 2009 23:11
تحل الصين هذا العام ضيف الشرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، الذي يفتتح أبوابه من الرابع عشر وحتى الثامن عشر من شهر أكتوبر الحالي، وبهذه المناسبة تسلط الأضواء على الأدب الصيني وعلى حرية الكلمة والتعبير المتاحة أمام الأدباء، فالأديب الصيني «يان ليانكي» مؤلف رواية «حلم جدي» لن يسمح له بالقدوم إلى معرض فرانكفورت، كما أن روايته منعت في الصين بعد فترة وجيزة من صدورها؛ لأنها تعكس الواقع في الصين بأسلوب ناقد، وعلى الرغم من ذلك تناولت بعض الصفحات الثقافية في الصحف الألمانية الرواية بكثير من الاهتمام، معترضة على ما تعرضت له الرواية من منع في الصين، وكذلك في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، وكانت الرواية قد تمت ترجمتها حديثاً إلى الألمانية، وحققت مبيعات جيدة منذ صدور الترجمة الألمانية لها. وتتحدث رواية الكاتب يان ليانكي «حلم جدي» عن قرية في إقليم هينان الصيني التي أهلك مرض الإيدز أهلها، وتعكس صورة لما تشهده العديد من مناطق الأرياف الصينية في التسعينات بعد أن اجتاحها موسم قحط وجفاف وقضى فيها على الأخضر واليابس، عندئذ استجاب السكان لمبادرة الكادر الحزبي الحاكم ببيع الدم على مر العديد من السنين، لكن الشروط الصحية السيئة أدت إلى إصابة الكثيرين منهم بالإيدز، وحاولت الحكومة التستر على القضية دون تقديم أي مساعدة إلى المصابين، والتبرع بالدم كان يعني الكسب السريع والعيش برفاهية، لكن انتشار مرض الإيدز بين أهالي القرية الافتراضية «دينكسوان» في رواية يان ليانكي يودي بها إلى الهلاك. وتصور الرواية بشكل ملح، كيف تستولي غرائز الطمع والحسد والمكر على سكان القرية في ظل الموت المنتشر في كل مكان، وكما يقول المؤلف يان ليانكي «الطريقة المفزعة التي يتصرف بها الناس في الرواية تبين كيف يتصرف الناس في الصين، إصابة الناس في تلك الأيام بمرض الإيدز أمر مهول ومروع، لكن الأفظع منه هو أن قلوبهم أصيبت أيضاً بالعدوى». رواية «حلم جدي» تصور الفساد في الكوادر الحزبية الحاكمة في شخصية تاجر الدماء «دينك كوي»، الذي كان يسحب الدم بالإبر الملوثة، ولم يحاسب قط على أعماله، بل واصل مسيرة مهنية ناجحة وحقق الثراء من خلال المتاجرة بموت الناس، فحتى التوابيت كان يقبض ثمنها على الرغم من وجود تعليمات بتوزيعها مجاناً، ويسرد المؤلف بلغة موضوعية وبأسلوب يتميز بالاستمرارية، فهو ينتقد الفساد والمعاملة غير الأخلاقية التي يمارسها أعضاء الحزب من أمثال حاكم القرية في الرواية «دينك كوي»، كما ينتقد تعسف الكوادر الحزبية في المناطق الريفية. وبهذه الرواية يوثق «يان ليانكي»، أحداث هنان ويحميها من النسيان، فحتى اليوم لا يسمح في الصين للإخبار علناً عن فضيحة الإيدز، وهو الأمر الذي يأسف له الأديب ليانكي، ويأسف أيضاً لمنع روايته، حيث يقول «لم أؤلف كتاباً موضوعياً، بل رواية خيالية تعكس الواقع الصيني بأسلوب أدبي، ومع الأسف منع الكتاب على الرغم من ذلك». الرواية منعت على الرغم من إعادة صياغة الكتاب عدة مرات، واليوم لم يعد بالإمكان قراءته، فالسلطات الصينية أبعدته من المكتبات بعد فترة وجيزة من صدوره في عام 2006م.
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©