الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«حب في مزبلة» تثير سخطاً وانتقادات كثيرة

10 أكتوبر 2009 23:13
قدَّمت «جمعية الفنانين الأحرار» وهي فرقة هاوية تتكون من ثلاثة ممثلين شباب عرضاً مسرحياً بعنوان «حب في مزبلة» في قاعة «الموقار» بالجزائر العاصمة مؤخراً. ووسط ديكور بسيط يعبِّر عن مزبلة وحاويات لجمع القمامة، تبدأ أحداث المسرحية حيث تعيش إحدى النساء عذاباً كبيراً حينما تكره حياة المجون والفساد وتقرِّر الإقلاع عنها والسعي للاستقرار وبناء أسرة. وتحاول إيجاد زوج وسط الرجال الذين كانت تتعامل معهم في الحرام وتسعى جاهدة لإقناع أحد اثنين سقطا في هواها، بضرورة الزواج بها، لكنها اصطدمت بتحفظهما الشديد إزاء عرضها؛ فكل منهما يريد استمرار الوضع الراهن وبقائها مجرد خليلة له تشبع نزواته في الحرام ولا يريدها زوجة لأن المجتمع يرفض ذلك. وتبذل المرأة جهوداً كبيرة لإقناع كل منهما بضرورة تجاوز المعايير والأحكام الاجتماعية وقبول «توبتها الاجتماعية» وتستطيع إقناعهما في بعض الفترات وإدخالهما في دوامة من الحيرة والصراع النفسي، ثم تحوَّل ذلك إلى صراع ثنائي بينهما للاستحواذ عليها زوجة ً له، فيجرِّد كل منهما خنجراً لقتال الآخر ويتبادلان طعناتٍ قاتلة تنتهي بموتهما معاً ليُسدل الستار على العرض وسط نحيب الفتاة التي ندبت حظها العاثر بعد أن حكم عليها بالبقاء على حالها طول حياتها. كان العرض بسيطاً من حيث الديكور وأداء الممثلين الثلاثة، إلا أن الأفكار التي حملها استحوذت على اهتمام المشاهدين، وقد عكسها الممثلون في حوارات جميلة عن الأخلاق ومعايير الطهر والفضيلة وعن ضوابط المجتمع وقوانينه الصارمة وقيوده ومدى قسوة بعضها. وتركت النهاية الحزينة للعرض أسى وسخطاً لدى عشرات الفتيات اللواتي تابعنه، وعكسن ذلك في انتقادات حادَّة وجَّهنها للمخرج والمؤلف والممثل منصوري مروان فور فتح النقاش؛ إذ اعتبرن أن هذه النهاية تُعدُّ بمثابة قطع للطريق أمام الشابين حينما بدءا يفكِّران في إنقاذ الفتاة والزواج بها، ومن ثمة توجيه رسالة للجميع بضرورة التقيد بضوابط المجتمع الصارمة ورفض «التوبة الاجتماعية» للمخطئات مهما بلغت درجة ندمهن، مع أن ذلك يعني المزيد من الانحرافات الأخلاقية وإيقاع المزيد من الضحايا في المجتمع، وتمنِّين لو أن المخرج عدَّل النهاية لتوجيه رسالة إيجابية للمجتمع عِوض موافقته على معاييره الصارمة التي تخالف قبول الخالق توبة عباده مهما أسرفوا على أنفسهم. وانتقدت المتدخِّلات ذهنية الرجال الجزائريين والعرب.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©