الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

نادي تراث الإمارات: تعزيز الهوية الوطنية عنصر أساسي في برامجنا

4 أغسطس 2008 02:56
أكد سعيد المناعي مدير الأنشطة والسباقات البحرية في نادي تراث الإمارات أن النادي يعمل على جعل الأعوام المقبلة كلها بمثابة عام 2008 الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' عام الهوية الوطنية بمناسبة احتفال الإمارات بعيدها الوطني السادس والثلاثين· ويعتبرنادي تراث الإمارات من المراكز المهمة للتعريف بمكونات المجتمع الإماراتي وتعزيز هويته في ظل المخاوف المتزايدة من المواطنين على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم أمام الانفتاح واستضافة الإمارات التي يقدرعدد سكانها بخمسة ملايين نسمة يشكل المواطنون نسبة 15,4 % لأكثر من 200 جنسية· ويستقطب النادي على مدار العام العديد من الفعاليات الشبابية ويركز على جيل الغد وقادة المستقبل طلبة المدارس لغرس الموروث الإماراتي في نفوسهم وقلوبهم، ويستضيف وفوداً من كافة أنحاء العالم للتعريف بتراث الإمارات الأصيل· وقال المناعي :'' نحن مجتمع منفتح على الآخر ولكن هذا لا يمنع أن نحافظ على هويتنا وموروثنا الثقافي والاجتماعي فهذا هو الطريق إلى العالمية ''· وعام الهوية الوطنية الذي أعلنه صاحب السمو رئيس الدولة '' حفظه الله'' جاء ليضيف من مسؤولياتنا كنادٍ وبذلنا جهوداً مضاعفة فيما نقوم به من أعمال وبرامج، وأعلنا حالة الطوارئ لجعل كل أنشطتنا تحت مظلة شعار ''تراثنا هويتنا'' لأن التراث عنصر أساس من الهوية الوطنية· وقال المناعي لقد جاءت باكورة أنشطتنا من د· ماهر القيسي مستشار إدارة الأنشطة، في كتيّب أعدّه للشباب يتحدث عن الهوية الوطنية بحيث نرتقي بالشباب فيتخرجون من النادي ومفهوم الهوية الوطنية بكل عناصرها واضح تماماً لديهم· وفي المستقبل، سنخصص كتيباً ثانياً لمخاطبة فئة الأطفال''، ليؤكد أن النادي ''لا يشكّل بديلاً عن الأسرة الحاضنة الرئيس للأبناء في السنوات الأولى من أعمارهم والمؤثرة في تكوين شخصيتهم''· و''في الكتيّب يدورحوار بين حمد وشقيقته حمدة حول مفهوم الهوية، والحوار أساس بين الأجيال تفتقد إليه أسرنا ''· وحذر المناعي من غياب لغة الحوار بين أفراد الأسرة وقال: ''إن غياب الحوار بيننا وبين أبنائنا يدفع بهم إلى التحاور مع الخادمة عوضاً عن الأهل، ومع أشخاص من جنسيات أخرى، وما السبيل هنا للمحافظة على لغتنا وتراثنا؟· وسعينا في النادي إلى إدراج برنامج العادات والتقاليد وآخر عن أدب المجالس، وهما لقاء بين جيلين، كبار السن والشباب، للحثّ على الحوار وعلى اكتساب السلوكيات والشكليات التي تعبّر عن الإمارات، من طريقة الحوار إلى الزي الوطني والسلام وصولاً إلى جعل الزي الوطني مصدر افتخار وعزة لدى الشباب''· وتلاقي أنشطة النادي اقبالا من الشباب والفتية المواطنين ويقول عمر (أحد الطلبة المشاركين) في برامج نادي تراث الإمارات عن اللباس:''أنا أرتدي الزي الإماراتي ولكن في المدرسة أرتدي الجينز والتي شيرت، وزي الرياضة في الحصص الرياضية''· وقال المناعي:''نحن لا يهمّنا تشجيع الشباب للتميّز لمجرد استغلال تحقيقهم الفوز في الأحداث الرياضية أو الفنية أو الشعرية، بقدر ما يهمنا بناء جسور تواصل مع الشباب، وتعزيز ثقافة الاختيار لديهم فيعرفون متى يقولون لا ومتى يقولون نعم· وكل ممنوع مرغوب ولا تفيدنا سياسة المحاصرة· وفي النادي نماذج لشباب يعون أهمية تراثهم ولغتهم وعاداتهم وتقاليدهم بقناعة داخلية· إن خريجينا يرتدون الزي الرسمي وزيّ البحر ''الوزار والمكسّر'' ويتمشون به بكل فخر واعتزاز ودون خجل في أضخم مراكز التسوق في أبوظبي، مع أن شبابنا اليوم يميلون إلى الصرعات ''الأكثر جدة في الموضة'' في لباسهم وقصات شعرهم وذلك نتيجة التغريب الذي يجري في عالمنا''· القرية التراثية ويحرص النادي على تقديم التراث الإمارتي في قرية صغيرة وتعتبر مكان جذب للمواطنين والمقيمين والسياح· وتضم القرية كل ما يتعلق بالحياة الإماراتية منذ القدم، من البيوت إلى الأسواق الشعبية حيث يحظى الزائر بمشاهد حية لرجالٍ في الدكاكين يصنعون المنتجات الجلدية والزجاجية والنحاسية والخشبية وصناعات يدوية أخرى، ونساء يغزلن وينسجن من الصوف وسعف النخيل لوازم لمعيشتهن· وأكد سعيد المناعي مديرالأنشطة والسباقات البحرية في نادي تراث الإمارات ''ليس بوسع نادٍ أن يواجه التغريب لوحده، لأن الأمر يحتاج إلى تكافل وتضامن بين مؤسسات عدة، وأشار إلى مؤسسة ''التكاتف'' التي تضم شباباً متطوعين لخدمة مجتمعهم ومؤسسة الهلال الأحمر بالإضافة إلى عدد من الهيئات الحكومية المحلية منها والاتحادية''· ولا ينفي المناعي ''وجود مشكلة استدعت التحرك من القيادة الرشيدة''، واعتبر أن ''المشكلة الأكبر هي لدى تجاهل المشكلة وانتفاء الشعور بوجودها· وقد شعرت حكومتنا الرشيدة بأن ثمة خللا أو أن هناك هجمة على الهوية الوطنية· لذا كان هذا العام عام الهوية الوطنية وسيكون هذا العام أبدياً بحيث لا ينتهِ الاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية بانتهائه، إنما سيكون عاماً للانطلاق لتجديد العهد والولاء للهوية وللوطن، والإخلاص للغة والتراث ولكل مفردات هويتنا''· وتواجه اللغة واللهجة المحلية في ظل الانفتاح الذي تشهده الإمارات لاستضافتها حوالي 200 جنسية تحديات، وقد لا يستغرب المرء عندما يسمع شابين من أبناء البلد يتخاطبون فيما بينهما باللغة الإنجليزية·ويرى عمر أحد الطلبة المشاركين في أنشطة نــادي تراث الإمــــارات (17 سنة) أن اللغة الإنجليزية لغة الحاضر والمستقبل، فهو يستخدم معظم مفرداتها في حديثه مع أصحابه، وعلى الإنترنت، وفي المدرسة، وحتى مع والدته· أما العربية فيعتز بها، غير أنه لا يتابع حصص العربية في المدرسة ويستطرد قائلاً: ''كما أن عدداً من زملائي لا يتابعونها، ويساعدنا أساتذتنا في الامتحان كي لا نرسب في العام الدراسي بسبب هذه المادة''· وشدد سعيد المناعي أن من أهم '' متطلبات المحافظة على هويتنا، اللغة العربية'' لذا يجب أن نقيها من مخاطر التذويب في لغات أخرى· أتحدث إلى شاب فيجيبني ''أوكي''، وهذا من أبسط الأمثلة لتراجع العربية بينما لغتنا غنية بكثير من المفردات البديلة· وقد صدرت قرارات عدة في الدولة لتعزيز العربية ولم تعد المكاتبات الرسمية باللغة الأجنبية، وكل ذلك في سبيل تعزيزها''· ويرى المناعـــي أن مكوّنــــات اللغـــة لا تقتصر على مفردات إنما هي أيضاً تعبير من خلال الفنون كالرسم والمهارات اليدوية والرياضية التي يعمل النادي من خلال أنشطته كافة على تشجيعها والتدريب عليها في مراكزه وفروعه، ويوجد للنادي سبعة فروع استفاد من أنشطتها هذا العام نحو 10 آلاف طالب وطالبة على مستوى الدولة· ويتعاون النادي مع المدارس، ويقول المناعي:''نتعامل مع المدارس الحكومية وفق المناطق التعليمية، ونوفّر للمدارس الخاصة فرص المشاركة بالنشاطات المتعلقة بتعزيز الهوية الوطنية، كما نعرّف الآخرين بهويتنا وتراثنا· يبقى أننا دولة منفتحة، بل عالمية، ولا بد لنا أن نهتم باللغة الأجنبية وبكل حديث يفيدنا ويخدمنا، وأن لا ننعزل أو نعتبر الأجنبي غريباً فانفتاحنا يعني ترحيبنا بكل الثقافات والجنسيات في بلدنا، ولكن لنا خصوصيتنا التي نتفرد بها والتي يجب الحفاظ عليها· حين نقصد بلداناً أجنبية نلتزم بتعليماتها وقوانينها وخصوصياتها ونرجو من ضيوفنا بالتالي احترام خصوصية دولتنا وأنظمتها وقوانينها وهذا أمر طبيعي''· ويرى المناعي حلاً بعيد الأمد للخلل في التركيبة السكانية في الإمارات من خلال تشجيع الشباب على اكتساب المهارات لأن ''العمالة الوافدة جاءت لعدم توفّر البدائل· وهذا الخلل يعتبر همّاً وطنياً فالظروف الحالية قاسية نتيجة التضخم الموجود في العمالة الأجنبية، فلا مانع مثلاً في المجال السياحي من افتتاح كليات تخرج شبانا في مجال الفندقية كي يجد ابن الإمارات في هذا السوق مكاناً له· نحن نعمل على هذا الجانب في النادي، ونشدّد على أن يكون كل شاب، متميزا في مجاله في دولة لا نريد لها إلا التميّز، فلا يمثّل بلاده وحسب في المحافل الدولية إنما يكون سفيراً لها· وكما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشـــــد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' في أحد لقاءاته ''أنا وشعبي لا نرضى إلا بالمركز الأول''، وهذه فلسفة حقيقية من قيادتنا الرشيدة في دعوتها للتميّز، ونحن نحرص عليها سواء في مؤسساتنا أو مع شبابنا، فنحن ندفع بهم للقيام بهذا الدور ولا نعتذر عنهم لأن الشـباب لن يكتسـبوا الخـــبرة إلا بالعمل والخطأ والتعلّم من الخطأ· نحن في النادي نعلّم الشباب كيف يصطادون الفرص وكيف يكونون متميّزين ومبدعين كي يجعلوا اسم الإمارات عالياً خفّاقاً في كل المحافل''· ومن المهم الإشارة أن نادي تراث الإمارات يستقبل ابتداءً من العام المقبل بالإضافة للمواطنين، أبناء المواطنات المتزوجات من عرب وأجانب·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©