مذيعو نشرات الأخبار.. يقظة وشعور بالواجب

أبوظبي (الاتحاد) الإفطار على رأس العمل، واحد من أبرز الطقوس الرمضانية لدى الكثيرين، وواجب يؤدونه بفخر ويشعرون من خلاله بالسعادة وهم يؤدون عملهم على أكمل وجه، من أجل توفير مختلف الخدمات لغيرهم من أفراد المجتمع. علي النعماني، رئيس تحرير بالإنابة ومذيع في شبكة أبوظبي الإذاعية، قال إن أجواء الإفطار على رأس العمل طيبة وجميلة، ويمكن وصفها بالمرحة أحياناً وكأنك تجلس في البيت مع أهلك، حيث إن شهر رمضان له خصوصية متفردة بسبب الأجواء الجميلة التي تميزه، لدرجة أن بعض الزملاء قد يكونوا في عطلتهم أو يوم أحارتهم لكنهم يأتون من المنزل لتناول طعام الإفطار معنا للاستمتاع بهذه اللحظات الجميلة والحصول على شحنة إيجابية من المكان والأفراد الموجودين فيه. تأثير إيجابي وأكد أن الصيام يترك تأثيراً إيجابياً على صوت المذيع، كونه يخرج صوته من منطقة القرار، وهنا يأتي الصوت أكثر قوة وحلاوة، ويلقي بتأثيره الإيجابي في آذان المستمعين، وتحديداً فيما يخص مذيعي الأخبار، لأنه في أثناء تقديم النشرة ويكون الصوت قوياً يكون الأداء مرتفعا بحسب معايير العاملين في المجال الإعلامي. وعن المواقف الطريفة التي عاصرها خلال فترة عمله بالإذاعة، أوضح أنه أحيانا قد يخرج من المذيع لفظ خارج السياق وبشكل غير متوقع، ولكن الله ستركون هذه المرات قليلة جدا ولم تؤثر الكلمات الخارجة عن السياق تأثير جوهري على الخبر الذي نذيعه أو البرنامج الذي نشارك فيه. رسالة وعن الرسالة التي يوجهها إلى من هم على رأس عملهم من مختلف فئات المجتمع، قال: «في مقدمة هؤلاء جنودنا البواسل الذي يفطرون على صوت المدفعية، ونحن هنا نعيش في أمان اعتماداً على ما يقومون به من توفير هذا الأمان والأجواء السعيدة التي نعيشها على أرض الإمارات». أما أميرة البلوشي المذيعة في مركز الأخبار، فتقول إنها تشعر بأنها في البيت وليست بعيدة عن أهلها بفضل الجو العائلي الجميل الذي يسيطر على الجميع... وعن الشعور بالتعب الذي قد يصيب البعض في الساعات الأخيرة من الصيام، تذكر أن العاملين يأخذون أوقات راحة مناسبة خلال ساعات العمل، ومع ذلك فإن العمل غير مرهق بالمرة وعلى العكس نجد راحتنا في العمل لأنه صار جزءاً من شخصيتنا ونؤديه بكل حب، ومع الخبرة والتعود على العمل نتعامل بأريحية مع الميكروفون، حتى رغم الصيام لأن رمضان كله خير وبركة. فرصة للتركيز وتؤكد أن هذا العمل هو جزء من واجبنا تجاه الوطن ونؤديه بكل حب مثل ما تعودنا ممن علمونا سواء من قادتنا أو أهلينا أو أساتذتنا في شبكة أبوظبي الإذاعية. المخرج الإذاعي، زكريا عزمي خلف، أوضح أنه منذ 31 عاما في الإذاعة وعمل في كثير من المواقع بها وحاليا في مركز الأخبار بشبكة أبوظبي الإذاعية، ويوضح أن طبيعة عمله في رمضان وإفطاره على رأس العمل، ممتعة لأنه يحب العمل وبشكل خاص، لأنه فرصة للتركيز العالي وفي نفس الوقت هناك وقت كاف تماما لممارسة كافة العبادات، لأن الوقت في رمضان فيه بركة ولم يفكر في أي وقت في حياته أن يأخذ إجازة في رمضان حتى يقضي هذه الأجواء الممتعة من العمل في شهر رمضان. إغفاءات صائم من المواقف الطريفة التي يذكرها زكريا عزمي خلف، إنه كان مدخناً في السابق، وكان قبل ظهور أجهزة الكمبيوتر، وكان يقوم باستبدال أغنية أو مادة إذاعية بشكل يدوي كل 7 دقائق تقريبا، وخلال هذه الفترة يشعر وكأنه في حالة خمول، فتأتيه إغفاءات قصيرة طوال اليوم مع فترات تشغيل المادة الإذاعية، ولكنه كان يضع يده دوما على الزر الخاص بالتشغيل، وحين تنتهي مادة يسارع ليشغل المادة الأخرى، ولم يكن المستمعون يلاحظون هذا الأمر أبدا، ولكنه الآن بعد أن أقلع عن التدخين من 11 عاماً أصبح دائم اليقظة والتركيز بشكل يفوق كثيرا المراحل السابقة من حياته.