الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإسلام بريء من الاعتداء على «دور العبادة»

الإسلام بريء من الاعتداء على «دور العبادة»
4 يونيو 2017 21:49
حسام محمد (القاهرة) اعتادت الجماعات الإرهابية استهداف دور العبادة لغير المسلمين، ويزعمون أنهم ينفذون أحكام الشريعة الإسلامية، وللأسف، فإن كل أجهزة الإعلام العالمية تروج لتلك الأعمال الإجرامية على أنها من أحكام الشريعة الإسلامية. يقول الدكتور محيي الدين عفيفي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: بداية، فإن الإسلام بريء من تلك الأفعال، ثانياً، فإن الشريعة الإسلامية أوجدت مبدأ العدالة كأهم أسس التعامل مع غير المسلمين، بالإضافة إلى البر بهم، فحذرت من ظلم غير المسلمين، وأوجبت احترامهم وبِرّهم والدفاع عنهم ضد كل عدو وتجنب كل ما يؤذيهم في أنفسهم وأهليهم وأماكن عبادتهم، فحق التدين أو حرية الاعتقاد من أهم الحقوق التي أمرت الشريعة بحفظها، فالإسلام يترك لغير المسلمين حرية العقيدة ويدعو للمحافظة على دور العبادة التي يمارسون فيها شعائرهم من كنائس وصوامع ويُحرِّم الاعتداء عليها أو تخريبها أو هدمها أو حرقها، والوثائق التاريخية في وصايا الخلفاء لقادة الجيوش الإسلامية هي الدليل الملموس على بقاء أماكن العبادات التاريخية القديمة لغير المسلمين في كل بلاد العالم الإسلامي، فالاعتداء على أماكن العبادات من الأمور التي حرمتها شريعة الإسلام، فاختلاف العقيدة لا يخلع المواطنة عن غير المسلم الذي يقيم مع المسلمين في دار واحدة أو في بلاد واحدة، ولنا في رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، حيث قال: «من آذى ذمياً فقد آذاني»، فهذه جريمة كبرى سواء أكان على مسلم أو غير مسلم والله عز وجل أوجب القصاص على القاتل، فحرمة الدماء واحدة. ويضيف د. عفيفي: أما دور العبادة غير الإسلامية، فقد خصها الإسلام بالرعاية التامة، والدليل أن كثيراً من الدول التي دخلها الإسلام في عهد النبي والخلفاء الراشدين من بعده كانت فيها دور عبادة للمسيحيين ولليهود، وكان الصحابة يُشاركون في فتح تلك البلاد، ولم يحدث أن دعا أحدهم لهدم كنيسة أو معبد، والدليل أن هناك الكثير من الكنائس والمعابد في كثير من البلاد العربية والإسلامية، ولم يتعرض لها المسلمون عندما دخلوا تلك البلاد، ولنا فيما فعله الفاروق عمر، رضي الله، عنه عندما دخل القدس ورفضه الصلاة في الكنيسة حتى لا يتخذها المسلمون بعده مسجداً المثل والقدوة اللذان يؤكدان أن استهداف دور العبادة لأهل الكتاب ما بين كنائس مسيحية ومعابد يهودية، يدل على عدم امتثال هؤلاء لشريعة الإسلام، بل امتثالهم للعنف الشبيه بما فعله الخوارج، فما تقوم به تلك التنظيمات من شدة وغلظة وعنف، وما يترتب على ذلك من أخطاء في حق الإسلام والمسلمين من فعل السفهاء الذين لم يعرفوا جوهر الدين، ولا يستنون بسنته، ولكن يعرفون فقط فكر الغيلة والغدر وعدم الأمان الذي عرفته القبائل الهمجية على مدار التاريخ، وما تستند إليه الجماعات المتطرفة في هدم وتفجير الكنائس بزعم الجهاد.. استهداف الأقليات الدينية ومعابدهم ومصالحهم إنما لجر الشعوب للفتنة والحرب الدينية الشاملة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©