الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الغاشية».. الأهوال والشدائد من الأولين والآخرين

4 يونيو 2017 21:51
محمد أحمد (القاهرة) الْغَاشِيَةِ: الداهية الشديدة التي تغشى الناس جميعاً بالأهوال والشدائد من الأولين والآخرين، وتشملهم بشدائدها، وتكتنفهم بأهوالها، قال ابن عباس وقتادة وابن زيد الغاشية من أسماء يوم القيامة؛ لأنها تغشى الناس وتعمهم، وسميت القيامة غاشية؛ لأن الناس وقتها لن يجدوا مفرّاً من أهوالها، فكأنها شيء يغشى الناس ويغطِّيهم. ورد اللفظ في القرآن الكريم في سورة تحمل اسماً من أسماء يوم القيامة، هي سورة «الغاشية» التي تخبر عن يوم القيامة وأحوالها وأهوالها، وما يلقاه الكافر من العناء، وما يلقاه المؤمن من السعادة، والتذكير برجوع الناس جميعاً إلى الله سبحانه للحساب والجزاء، قال عز وجل: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ) (الآيات: 1 - 10»، يقول المفسرون إن الخطاب موجه للرسول وحده وأمته تبعاً له، هل بلغك يا محمد نبأ يوم القيامة، فإننا سنعلمك شأنه الخطير، وما فيها من الأهوال والشدائد، وقد علم من سياق توجيه الخطاب إلى الرسول أن الوجوه الأولى وجوه المكذبين بالرسول، والمذكورة بعدها وجوه المؤمنين المصدقين بما جاء به، ودل قوله «يَوْمَئِذٍ» على أن الغاشية عامة في الفريقين مع اختلاف أحوالها باختلاف الناس، فمنهم من تغشاه بهولها، ومنهم من تغشاه بنعيمها، فتطلق على الخير كما تطلق على الشر، بمعنى الشمول والإحاطة التامة. عن عمرو بن ميمون قال مرَّ النبي، صلى الله عليه وسلم، على امرأة تقرأ (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ)، فقام يستمع ويقول نعم، قد جاءني».فالغاشية لأهل النار لأنها غشيتهم بالعذاب حسًّا ومعنى، ظاهراً وباطناً، ثم يلقون في النار الحامية، ثم يسقون من عين آنية متناهية في الحرارة، فيكونون بين نار حامية من الخارج، وحميم من الداخل تُصهر منه البطون، فهذا الشمول للغاشية لهم من جميع الوجوه، وهي نار جهنم التي بلغت من حموها أنها فُضِّلت على نار الدنيا بتسعة وستين جزءاً، وطعامهم فيها من ضريع، وهو شجر ذو شوك عظيم، وقال ابن كيسان، هو طعام يضرعون عنده ويذلون ويتضرعون إلى الله طلبا للخلاص منه، وشرابهم من عين ماء انتهى حرُّها وغليانها، وقد أوقدت عليها جهنم منذ خلقت. أما الغاشية لأهل الجنة، فتكون بأن يغشاهم نعيم كامل وسرور شامل، ووجوه وضاءة مكتملة النعمة، تعرف فيها نضرة النعيم، قال تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ)، ذات نعمة وبهجة وحسن وضياء، قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسرُّوا غاية السرور، بما أعطاهم الله عز وجل من الثواب الجزيل، وناعمة من النعمة والترف ونعومة العيش وحسنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©