الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرأة العزيز.. الجهر بالمعصية والإصرار على الفاحشة

4 يونيو 2017 21:54
محمد أحمد (القاهرة) كانت امرأة عزيز مصر لا تنجب بسبب عقم زوجها، فاتخذا يوسف ابناً لهما وكان - عليه السلام - يتمتع بجمال باهر وحسن في الخلق والخلقة، ففتنت به وأحبته حباً شديداً، وتقربت منه، إلا أنه كان دائماً يعرض عنها، امتثالاً لأوامر الله، وخوفاً من عصيانه. اشتد حبها ليوسف، فراودته، إلا أنه أبى وأراد الخروج من المكان، فمزقت ثوبه من الخلف، وعندما وصل إلى الباب وفتحه وجد زوجها عند الباب، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)، «سورة يوسف: الآية 23». صارح يوسف عليه السلام زوجها عزيز مصر بالأمر، ودخل رجل لبيب فطن من أهلها، علم بالقصة، فقال إنه لبيان الحق سيرون قميص يوسف إن كان شُق من الخلف، فهو صادق، وإن شق من الأمام، فهي الصادقة ويوسف من الكاذبين، ثم تبين لهم أنه شق من الخلف، ما يدل على أن امرأة العزيز راودت يوسف ولاحقته، وبينت الآيات الكريمة من سورة يوسف ذلك: (قالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِين * وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ * فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)، «الآيات 26 - 28». شاعت القصة في المدينة، فتحدثت كل النساء عنها بالسوء وتعجبن للأمر، فأرادت امرأة العزيز مقابلة كيدهن بكيد أعظم، فأعدت لهن حفلاً، وقدمت الطعام مع سكين، وأمرت يوسف بأن يخرج عليهن، فسحرت جميع النساء بجماله وحسن خلقته وقمن بتقطيع أيديهن، قال تعالى: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَة الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلَالٍ مُبِين * فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَ?ذَا بَشَرًا إِنْ هَ?ذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ)، «الآيتان: 30 - 31». انتهزت امرأة العزيز إعجاب النسوة بيوسف، فأفصحت عن عذرها، واتخذته سبيلاً لإعلان رغبتها من جديد، مع تهديد ووعيد وإنذار (قَالَتْ فَذَ?لِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ)، «الآية: 32»، فقالت النسوة: أطع مولاتك وافعل ما أمرتك به، فقال يوسف (... وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ)، «الآية: 33»، وطلب الملك من النسوة معرفة حقيقة مروادتهن ليوسف، فبرأته، هنا قالت امرأة العزيز (... الْآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ...)، «الآية 51»، وأقرت بأنه لم يعد هناك مجال للستر، وظهر الحق من الباطل، واعترفت بأنها راودته عن نفسه، وأعلنت براءته وأنها لم تنتهز فرصة غيابه في السجن وتنتقم منه لأنه لم يستجب لها، ثم أقرت بأن الله سبحانه لا ينفذ كيد الخائنين: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ)، «الآية: 53»، قال المفسرون: يحتمل أن تكون هذه الآية وما قبلها من قول يوسف، أو من قول امرأة العزيز.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©