ماجدة محيي الدين (القاهرة)
تُحاول الشعوب الحفاظ على هويتها وثقافتها من خلال إحياء العادات والتقاليد المتوارثة، والمجتمعات العربية تميزت منذ القدم بالكرم وخاصة في الأعياد والمناسبات الدينية، حيث تتبارى النساء في استعادة بعض الوصفات التقليدية مع قدوم شهر رمضان، وفي البحرين تفوح نكهات الطعام الشهي من المطبخ الذي لا يتوقف العمل به منذ الصباح وحتى آذان المغرب.
وتحمل المائدة البحرينية أصنافاً متنوعة، منها الثريد، والهريس، والمجبوس، والكباب إلى جانب حلوى اللقيمات، والخنفروش، والشويطر، والمحلبي، والفالوده، وغالباً يكون هناك طبق معد ليحمله الصغار إلى الجيران قبيل انطلاق مدفع الإفطار، وهي عادة منتشرة في البحرين وعديد من الدول العربية.
ومعظم الأطباق الرئيسة يعتمد على اللحوم، والأرز، والدجاج، ولكن الأسماك من أكثر الأصناف التي لها شعبية كبيرة في المطبخ البحريني، ويتم إعدادها وطهوها بأساليب عديدة ومميزة مع التوابل والبهارات ذات النكهة القوية، وبعض الأكلات البحرينية تتسم بالخصوصية فيما عدا أصناف أخرى معروفة ومشتركة في معظم المطابخ الخليجية كالهريس والمجبوس، وقد يكون الاختلاف بينها في طريقة التجهيز ونوعية ونسب التوابل التي تجعل المذاق مختلفاً.
ويعتبر المجبوس البحريني من الأصناف الأساسية في رمضان، ويتكون من اللحم، أو السمك مع الأرز، ومن أكثر أنواع الأسماك شيوعاً في «الهامور»، ويتم تحضيره مشوياً أو مقلياً ومدخناً إلى جانب أسماك محلية، منها «الصافي»، و«الشند»، أو «الماكريل»، و«الطبيطي»، وعادة يقدم السمك مع الأرز وأحياناً مع البطاطس المقلية، وهي أكلة يرجع تاريخ دخولها المطبخ البحريني إلى حقبة الاستعمار البريطاني، ومن الأصناف التي يتم تحضيرها مع أطباق الأسماك والأرز نوع من الصلصة فاتحة الشهية تسمي «المهياوة».
أما «القوزي»، فهو الأكلة المميزة في الولائم والدعوات كبيرة العدد، وتتكون من لحم الضأن المشوي محشو بالأرز، والبيض المسلوق، والبصل، والتوابل، ومن الأصناف التقليدية المحببة «نحي بشير البحيرينية»، وتعتمد على نوع من الحمص غني بالبوتاسيوم والفسفور والحديد وله فوائد صحية كبيرة، منها أنه مدر للبول، ويساعد في تفتيت الحصوات بالكلى، ما يجعل قيمته الغذائية عالية، فضلاً عن مذاقه الطيب ويتم تحضيره من الحمص المسلوق والبطاطا، والطماطم، والبصل، والفلفل الأحمر، والزيت، والبهارات، والتوابل.
وتوجد على مائدة رمضان أنواع متعددة من الخبز والفطائر المحشوة مثل البوسك وغيرها، أما الخبز الأشهر هو «الطابي»، وهو الخبز التقليدي الذي يتميز بحجمه الكبير وشكله المفلطح المستدير ويخبز في أفران خاصة ويسهل إعداده في المنازل وهو قريب من «الجباب» الإماراتي.
وتتميز أصناف الحلوى البحرينية بالتنوع منها الأرز المحلي بالتمر أو السكر، ومن أشهر أنواع الحلوى الشعبية «الشويطر» وتنسب إلى إحدى العائلات البحرينية التي اشتهرت بصناعتها منذ أكثر من 150 عاماً، وهي تشبه الجيلي وتصنع من النشا والزعفران والمكسرات. و«الحلبي» هو أشبه بالمهلبية المعروفة في مصر وتصنع من اللبن والنشا وتزين بالمكسرات ويعتبر «الفالوده» من الحلوى الرمضانية المحببة خاصة في الصيف، وهو مشروب حلو وبارد يتم إعداده من الحليب والفانيليا وقطع الجيلي وبذور الريحان ويمكن إضافة الآيس كريم له.
عدد اليوم
