الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تراهن على التكنولوجيا للسيطرة على الأسواق العالمية

الصين تراهن على التكنولوجيا للسيطرة على الأسواق العالمية
4 أغسطس 2008 23:21
القليلون فحسب من المحللين الاقتصاديين سمعوا باسم شركة (بايد) BYD الصينية التي اشتقت اسمها من العبارة الإنجليزية Build Your Dreams التي تعني (ابنِ طموحاتك)· إلا أن هذه الشركة التي تفتقد إلى الشهرة وذيوع الصيت، أصبحت خلال أقل من عقد واحد من إطلاق نشاطاتها الإنتاجية واحدة من أضخم شركات إنتاج البطاريات في العالم· ولقد دفعها نجاحها هذا إلى اتخاذ قـــرار جريء بإنتاج سيارات جديدة خاصة بها· ويقول بول لين المدير التنفيذي لقسم التسويق فيها: نحن الآن بصدد بناء سيارة مدفوعة ''بالطاقة الخضراء''، ونحن على ثقة من أننا سننجح في تحقيق هذا الهدف· ولا يبدو أن (بايد) هي من طراز الشركات التي تتبجح بالحديث عن مشاريع غير قابلة للتنفيذ؛ إذا سرعان ما عمدت إلى بناء مصنع لتجميع السيارات يحتل مساحة 150 ألف متر مربع قريباً من مدينة شينزين· ووظفت لهذا الغرض فريقاً من المصممين الإيطاليين المتخصصين بتصميم السيارات الجديدة ووضعت البرنامج المفصل لبناء سيارة هجين ''خضراء'' أطلقت عليها اسم (كوميونيزم 3,0)· ويقول المحلل الاقتصادي دافيد باربوزا إن الصين لم تعد مصنعاً للسلع التي يتطلب إنتاجها القليل من الخبرة، ولن تبقى موطناً للصناعات ذات الهامش الربحي الضئيل مثل ألعاب الأطفال والأقلام والملابس الجاهزة، بل أصبحت الشركات الصينية تتسابق لترقية نشاطاتها الصناعية والابتكارية إلى مستويات عالية بحيث يمكنها أن تتحدى أكبر الشركات العالمية· وتتبنى الحكومة الصينية استراتيجية تقضي بدعم هذا التوجّه بكل قوة من خلال اعتماد نظام لتقديم الحوافز للشركات وتشجيعها على الابتكار، ووقف الدعم للشركات المنتجة للسلع ذات الخصائص التقنية الخفيضة· ويقول باربوزا: (وبهذا تكون الصين قد شرعت في تغيير منحى اقتصادها النامي الذي أثار انتباه المراقبين)· وتقضي الاستراتيجية التي تعتزم الحكومة الصينية تبنّيها في هذا الإطار، وضع معايير جديدة تماماً للأداء وصيانة البيئة في الشركات المعنية وإعفاء ألوف المصانع من المستحقات الضريبية· وبهذا تكون قد أبلغت الشركات الصينية رغبتها في ترقية المستوى التقني لمنتجاتها· كما تهدف من وراء هذه الإجراءات إلى إعادة الاعتبار للمقولة التي دأب العالم على الاقتناع بها ومفادها أن الصين هي مصنع العالم· وخلال شهر يونيو الماضي ترأس الرئيس الصيني (هو جينتاو) اجتماعاً تم تنظيمه في الأكاديمية الصينية للعلوم دعا فيه خيرة العلماء إلى تحدي الدول الأخرى في التكنولوجيات المتقدمة· وقال بهذه المناسبة: (لقد أعددنا أنفسنا للفوز في الصراع من أجل السيطرة على الساحة التكنولوجية وللفوز بمقعدنا ضمن فريق المتفوقين العالميين بالتكنولوجيا المتقدمة· ونحن الآن بصدد بذل الجهود الكافية لتقوية الموقع التنافسي للصين)· وتقضي السياسات الصينية الجديدة بالترحيب بالنشاطات الاقتصادية ذات التكنولوجيا العالية، وبدعم مراكز البحث والتطوير، وبتشجيع الشركات التي تمنح رواتب أعلى للكفاءات المهنية المتميزة· وكانت شركة (إنتيل) الأميركية المتخصصة بصناعة الرقاقات الإلكترونية والتي أقامت مصنعاً في مدينة داليان الصينية، قد لقيت الكثير من الترحيب الحكومي إلا أن شركة أخرى تصنع الجوارب بسعر دولار واحد للزوج لم تعد تلقى أي تشجيع· ويقول المحلل في شؤون الاستثمار أندي روثمان: عندما يمر بلد ما بالمراحل الأولى من التنمية مثلما كان حال الصين قبل 20 عاماً، يكون من الضروري أن يؤسس مركزاً لتشجيع الصادرات، إلا أن الأمور تصل بعد ذلك إلى الحد الذي يجعل من مثل هذه السياسة غير مناسبة)· وبدأت الشركات الصينية الكبرى بتنفيذ سياساتها الجديدة من خلال العمل على التوسع والانتشار على المستويين المحلي والدولي· وأصبحت تسعى للاستحواذ على شركات تكنولوجية متخصصة بتأليف البرامج التطبيقية (السوفتوير) وصناعة السيارات والأجهزة الطبية والتكنولوجيا البيولوجية والسوبركومبيوتر· وفي بداية العام الجاري، صادقت الحكومة على مشروع طموح يرمي لصناعة طائرة تجارية نفاثة يمكنها أن تنافس الطائرات العملاقة التي تصنعها بوينج وإيرباص· عن ذي إنترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©