توالت ردود الفعل المهنئة بعد منح الرئيس الأميركي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام، ولم تقل شأناً عنها تلك الذي حضته على مضاعفة الجهود من أجل السلام في العالم حتى انها تضمنت تحذيرات في بعض الأحيان. وأعلن مسؤول في الرئاسة الأميركية أن الرئيس أوباما سيتبرع بقيمة جائزة نوبل للسلام التي حصل عليها والبالغة 1,4 مليون دولار، لمصلحة أعمال خيرية. من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن منح أوباما جائزة نوبل للسلام «هو اقرار باستراتيجية الحوار» التي انتهجها الرئيس الأميركي. أما سيف ينسن زعيمة حزب التقدم (يمين شعبوي) أكبر أحزاب المعارضة النرويجية فقد دعت أمس إلى استقالة ثوربيورن ياغلاند رئيس لجنة جائزة نوبل التي منحت الجائزة لأوباما، معتبرة ان منصبه الجديد كرئيس لمجلس أوروبا يهدد استقلاله.
ووسط سيل ردود الفعل المرحبة، عبر البعض مثل رئيس الحزب الجمهوري الأميركي مايكل ستيل عن تحفظات إزاء خيار لجنة نوبل كما اعترض عليه 3 من حائزي الجائزة بينهم ليخ فاونسا.
واعتبر السناتور الجمهوري جون ماكين منافس أوباما في السباق إلى البيت الأبيض، أن الأميركيين «فخورون» بفوز أوباما بالجائزة.
وهنأ الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف نظيره الأميركي معتبراً ان قرار لجنة نوبل يدل على «رؤية واقعية لديناميات التنمية العالمية». ورأى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن الرئيس الأميركي حمل «الأمل لعالم في سلام مع نفسه»، فيما اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو أن هذا الخيار يشكل «تشجيعاً» لجميع الراغبين في عالم أكثر أماناً. ورأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس ثاباتيرو في مكافأة أوباما «تشجيعاً» على العمل من أجل السلام.
ورأى الزعيم الكوبي فيدل كاسترو أمس نيل الرئيس الأميركي جائزة نوبل «أمراً ايجابياً» يرمي إلى انتقاد «سياسة الإبادة» التي اتبعها عدد من أسلافه. ورحب العاهل المغربي الملك محمد السادس بـ»الالتزام الشخصي» لأوباما من أجل السلام. كما اعتبر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ان الجائزة اعتراف بصوابية مواقف الرئيس الأميركي لترسيخ قيم السلام والعدالة. قال عدد كبير من السياسيين والمحللين العرب إن أوباما منح جائزة نوبل للسلام عن «نواياه الطيبة» أكثر من أفعاله. وهنأ العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أوباما بالجائزة.
وقال رئيس الوزراء الياباني يوكيو هاتوياما «أرى العالم يتغير» منذ وصول أوباما إلى الحكم فيما دعت فيتنام الرئيس الأميركي إلى «المساهمة بفاعلية في الحفاظ على السلام». ورحب الدالاي لاما بما سماه مقاربة «التعقل» و»الحوار». لكن الرئيس البولندي الأسبق ليخ فاونسا اعتبر ان منح هذه الجائزة سابق لأوانه. وراوحت ردود فعل الصحف في منطقة الشرق الأوسط أمس، على فوز الرئيس الأميركي بجائزة نوبل بين مرحب ومنتقد، بيد أنها أجمعت على الأمل في أن تمنحه هذه الجائزة دافعاً لبذل جهد أكبر لتحقيق السلام في المنطقة.
كما انقسمت الصحافة العالمية غداة منح الجائزة، فشدد بعض أصحاب المقالات الافتتاحية على انتصار المثل العليا فيما ندد آخرون باختيار «مسيس بامتياز».
عدد اليوم
