الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيران وإسرائيل···أوجه الشبه!

إيران وإسرائيل···أوجه الشبه!
4 أغسطس 2008 23:28
تتميز المجابهة الإيرانية-الإسرائيلية التي تلوح في الأفق على ما يبدو بنوعية غريبة، يشعر خلالها من ينصت للسياسيين بأن قوى خارجة عن سيطرتنا تدفع بنا نحو كارثة، إلا أن قسماً كبيراً من القوة التي تدفعنا باتجاه المجابهة يغذيها الجهل وخلع صفة الإنسانية· فيتم إطلاق تسمية ''الشيطان الصغير'' على إسرائيل، بينما يتم تصوير الإيرانيين على أنهم متطرفون لا عقلانيون· بالتأكيد، يعمل جهلنا المتبادل بمجتمعاتنا لصالح الزعماء المتشددين الذين ينادون بالدم والدمار· وهم يناورون ويشوهون الأمور، وهم يقومون فوق كل شيء بكل ما بإمكانهم لمنعنا من إدراك أن للعدو وجهاً· وثمة بعض الأمور الأساسية التي يتوجب على الإيرانيين والإسرائيليين أن يعرفوها عن بعضهم بعضاً· أولا: إسرائيل ديمقراطية نشطة ولكنها غير كاملة: تعني الديمقراطية في إسرائيل أن كل مواطن ومجموعة (يهودية أو غير كذلك) له الحق في التعبير عن نفسه أو نفسها والتجمع علناً· وكذلك أن كل إنسان متساوٍ تحت القانون وله حقوق التصويت· لا شك أن ديمقراطية إسرائيل ما زالت قيد العمل· لقد حدّ اندماج الدين بالدولة من حقوق الناس وحرياتهم· مثلاً، لا يستطيع الإسرائيليون من أديان مختلفة أن يتزوجوا قانونياً من بعضهم بعضاً داخل الدولة· ويشكل الوضع الثانوي على أرض الواقع للعرب الإسرائيليين إهانة للمثل الديمقراطية في الدولة· ثانياً: إيران شبه ديمقراطية نشطة: إنها بعيدة كل البعد عن كونها ديمقراطية، لكنها ليست ديكتاتورية كاملة كذلك· بغض النظر عن محدداتها الشديدة، ويوجد لدى إيران مجتمع مدني نشط يملك معظم لبنات بناء ديمقراطية ناجحة في المستقبل· وسعي الإيرانيين إلى الديمقراطية بدأ منذ الثورة الدستورية عام ·1906 منذ ذلك الوقت تعلم الإيرانيون دروساً أهمها ''لا تجتمع الحرب مع عملية الديمقراطية''· وبينما تزداد التوترات بين إيران والعالم الخارجي، فإن أول من يدفع الثمن هم الناشطون في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية· وحتى يتسنى لإيران الانتقال باتجاه نظام ديمقراطي، فهي بحاجة للسلام والهدوء· ثانياً، عندما تقوم بثورة فأنت تعرف ضد من تثور، ولكنك لا تعرف بالضرورة لصالح من تفعل ذلك· ليس للإيرانيين الكثير من الشهية لثورة أخرى، ورغم عدم شعبية حكومتهم الحالية، فهم يفضلون التغيير التدريجي الذي يمكن التحكم به· ثالثاً تسمية الشوارع بأسماء الشعراء: تضع إسرائيل، مثلها مثل إيران، أهمية كبرى على الكلمة المكتوبة، فالشوارع تسمى بأسماء الشعراء، وكتاب أعادوا إحياء شعب ولغته القديمة· القلم والمخيلة، وليس السيف والعضلات هي التي كانت مسؤولة عن إيجاد ذلك الشعب· يمكن تتبع جوانب تاريخية تخص إسرائيل في كتاب، وشعبها يسمى ''أهل الكتاب''، ومؤسس الدولة، تيودور هيرتزل، كاتب سيناريو المسرحيات، كان يحب تأليف الكتب· ليس من المفاجئ إذن أن تتزعم إسرائيل العالم في عــدد عناوين الكتـــب للفرد كل سنة· ويحتمل، كما هو الأمر في إيران، أن تتخلل الأحاديث اليومية إشارات إلى مراجع أدبية إضافة إلى الاهتمامات العملية· رابعاً: الإيرانيون يعانون من الوحدة وانعدام الثقة: يشعر الإيرانيون، تماماً مثل الإسرائيليين بالعزلة المؤلمة في الشرق الأوسط، فهم محاطون بشعوب لا يتشاركون معهم لا في اللغة ولا في الدين· والغالبية في إيران من الفرس والشيعة، وغالبية جيرانها عرب وسُّنة· كذلك ليس لإيران العديد من الأصدقاء خارج الشرق الأوسط· ولم يعامِل المجتمع الدولي إيران بعدالة، حسب اعتقاد الإيرانيين· خــلال القرن الفائــت وحــده واجــه الإيرانيون الاستعمار وعقوداً من التدخل الأجنبي، إضافة إلى ثماني سنوات من الحرب ضد صدام حسين والتي وقف العالم كله فيها إلى جانب العراق· أما بالنسبة للإيرانييـــن فقــــد كـــــان الــــدرس واضحـــــاً: لا تستطيع إيران عندما تتعرض للخطر أن تعتمد لا على معاهـــدات جنيف ولا على ميثاق الأمم المتحدة للحصول على الحماية· وقد توصلت إيران، مثلهــــا مثـــل إسرائيل، إلى نتيجة أنهــــا لا تستطيـــع الاعتمـــاد إلا على نفسها· خامساً: ليست الصهيونية كلمة قذرة: يشير العديد من الزعماء في إيران إلى إسرائيل ''بالنظام الصهيوني'' في إظهار لعدم الاحترام· ورغم أن تعبير ''نظام'' قد لا يكون مفرطاً في الاحترام، إلا أن الصهيونية بالنسبة لمعظم الإسرائيليين ليست كلمة قذرة· تعتبر الصهيونية من الداخل حركة تحرير وطنية هدفها إيجاد ملاذ آمن وثقافة وهوية للشعب اليهودي· الصهيونية هي جواب الشعب اليهودي على شعور غامر عمره قرون عديدة لمحوهم من التاريخ· عندما يتكلم نجاد عن دمار الصهيونية القريب، فإنه في الواقع يقوّي الحركة التي يسعى الى إزالتها· سادساً: التعاطف مع الفلسطينيين، ولكن ليس رغبة في النزاع مع إسرائيل، فبغض النظــــر عن طروحــــات الرئيــــس الإيرانــــي، لا يقضي الإيرانيون الكثير من الوقت يفكرون في إسرائيل· فهم مهتمون أكثر باقتصاد إيران المشلول· ورغم أن تعاطف معظم الإيرانيين هو مع الفلسطينيين، فإن تلك ليست قضية يشعرون أن بلدهم يجب أن يشارك فيها بنشاط· سيدافع الإيرانيون بشراسة عن استقلالهم وأراضيهم، إلا أنهم لا يملكون رغبة في النزاع مع إسرائيل· ويستذكر الإسرائيليون غزو الإسكندر لبلاد الفرس ونهبها، والغزو العربي في القرن السابع الميلادي، والغزو المغولي وانقلاب عام 1953 الذي قامت به وكالة الاستخبارات الأميركية ضد رئيس وزراء إيران المنتخب ديمقراطياً· ولكنهم لا يستذكرون أي نزاع مع الشعب اليهودي لأنه لم يكن هناك نزاع كهذا· معظم الإيرانيين يفضلون أن يبقى الأمر كذلك· د·تريتا بارسي مؤلفة كتاب التحالف المخادع: التعاملات السرية لإسرائيل وإيران والولايات المتحدة روي بن يهودا كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومون جراوند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©