عندما أطلقت شركة «آبل» أول جهاز لها من نوع «آي فون»، تعين على المستهلكين الأميركيين دفع مبلغ 599 دولاراً مقابل الجهاز الفخم، وبعد عامين لاحقاً أصبح أرخص نوع من جهاز «آي فون» من الجيل الثالث وبسعة ذاكرة 8 جيجا بايت يباع بسعر 99 دولاراً فقط وهو مبلغ يعتبر رخيصاً حتى بمقارنته مع الهواتف الذكية الأخرى مثل جهاز «بلاك بيري» من إنتاج شركة «ريسيرش إن موشن». وحتى الآن فإن الهواتف الذكية تحتل موقعاً كمنتج فاخر وتحظى بازدياد الطلب عليها حتى في ظل ظروف التباطؤ الاقتصادي العالمي، بحيث أصبحت مبيعات الهواتف الذكية تمثل أحد المجالات المشرقة القليلة في سوق الأجهزة بالعالم.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، أصبحت هنالك سلسلة من «الموديلات الجديدة» من إنتاج مجموعة من الشركات المصنعة للهواتف في طريقها الى الأسواق. وهذه الأجهزة الجديدة تهدف الى تجسير هوة الأسعار ما بين الهواتف الذكية والهواتف العادية بالإضافة الى جلب المزيد من الأجهزة الأكثر قوة وتقدماً لخدمة أكبر جمهور ممكن في سوق الأجهزة.
وإلى ذلك، فإن الشركات المشغلة للموبايل والتي درجت على دعم جزء من أسعار شراء الهواتف أصبحت تمثل مصدراً آخر للضغوط السعرية، فالهواتف الذكية استمرت تساعد في تعزيز إيرادات الشركات المشغلة للموبايل والتي درجت على دعم جزء من أسعار شراء الهواتف أصبحت تمثل مصدراً آخر للضغوط السعرية. فالهواتف الذكية استمرت تساعد في تعزيز إيرادات الشركات المشغلة للموبايل عبر تشجيع الزبائن على استخدام البيانات والخدمات الأخرى ذات القيمة المضافة التي توفرها هذه الشركات. ولكن هذه المكاسب عادت مرة أخرى لتصبح محدودة بسبب حقيقة أن زبائن الموبايل أضحوا يطالبون وبازدياد بحزمة ثابتة السعر مقابل النفاذ الى الإنترنت.
ومن جهة أخرى، بحسب إحصائيات شركة «جارتنر» فإن مبيعات الأجهزة ستنكمش بمعدل 4 في المائة مقارنة بالعام الماضي، في نفس الوقت الذي يقدر فيه أن تشهد مبيعات الهواتف الذكية نمواً بأكثر من 20 في المائة.
ولعل الانتشار المنتظر للهواتف الذكية الرخيصة سيؤدي الى المزيد من تسارع وتيرة معدل نمو مبيعاتها الى مستوى 43 في المائة في العام المقبل حيث ستزداد مبيعات الهواتف الذكية الى مستوى 250 مليون هاتف من مقدار 175 مليون هاتف في هذا العام.
وفيما يبدو فإن شركة «إيسر» على وجه الخصوص تتطلع الى التفوق على منافسيها عبر تحقيق طموحاتها التي تهدف لأن تصبح ضمن قائمة أكبر خمس شركات بائعة للهواتف الذكية في غضون فترة السنوات الخمس المقبلة. وعلى سبيل المثال فإن هاتفها موديل «سي وان» بات من المتوقع أن يباع بسعر مدعوم يتراوح ما بين 40 و 50 دولاراً.
ويشير المحللون الى أن التوسع الكبير في سوق الهواتف الذكية سوف يعمل على تحويل هذا القطاع إلى مساهم كبير في أحجام مبيعات الأجهزة اليدوية العالمية. وفي ذات الوقت فإن الشركات الحالية المصنعة للهواتف الذكية أصبحت قادرة على تقليل تكلفة الإنتاج منذ أن طرحت شركة آبل أول هاتف لها من نوع آي فون بفضل توفر الرقائق الأصغر حجماً وأكثر تقدماً. وكذلك فإن خفض التكاليف أصبح يعتمد على التبني المتزايد لمنصة اندرويد الخاصة بشركة جوجل التي أصبحت متوفرة كنظام حر للتشغيل بالنسبة لمصنعي الأجهزة، بحسب انشول كوبتا، كبير المحللين في شركة جارتنر للبحوث.
وعلى سبيل المثال فإن أول هاتف ذكي لشركة «ديل» سوف يتم تشغيله بواسطة منصة اندرويد، كما أن شركة «موتورولا» كشفت النقاب عن أول هاتف ذكي في هذا الشهر يعمل أيضاً بمنصة اندرويد. ويعتقد المحللون أيضاً أن الانخفاض المستمر والمتسارع في الأسعار يمكن أن يؤدي الى انكماش هوامش الأرباح الخاصة بمصنعي الهواتف التقليدية، إذ أن مصنعي الهواتف الذكية أصبحوا الآن يحققون ما بين 15 الى 20 في المائة هامش أرباح للتشغيل وفقاً لما ذكره سي كيه شينج المحلل في مكتب «سي إل إس إيه» للوساطة والسمسرة.
«عن فاينانشيال تايمز»
عدد اليوم
