الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا.. أزمات في كل الاتجاهات!

19 يوليو 2016 22:59
يتجول المسلحون في الجداول المشبعة بالبترول في الجنوب، يفجرون أنابيب النفط، ويلحقون الضرر بإنتاج البلاد منه. وكذلك قتل المتطرفون آلاف الأشخاص في الشمال، وتهز المواجهات الطاحنة وسط البلاد، وتترعرع من جديد الحركة الانفصالية الموجودة منذ عقود في قلب حرب أهلية مدمرة. وأي من تلك الأزمات بمفردها جديرة بأن تدفع لإعلان حالة طوارئ على مستوى البلاد، ولكن في نيجيريا، تحدث جميعها في الوقت ذاته، وتمزق المشهد من كل زاوية. وقد شدد الرئيس محمد بخاري في خطاب أخير له على أن «نيجيريا هي دولتنا الوحيدة، وعلينا أن نبقى هنا ونحررها سوياً». وتولّى بخاري السلطة قبل عام مضى، متعهداً بالقضاء على الإرهاب في الشمال، وإعادة بناء اقتصاد الدولة أيضاً. لكنه يواجه منذ ذلك التاريخ سلسلة أزمات في أنحاء البلاد، أجبرته على التعامل مع وضع يزداد تعقيداً وحالات طوارئ لا نهاية لها. وإلى جانب انخفاض أسعار النفط الذي يمثل مصدراً لما يزيد على 70 في المئة من الإيرادات الحكومية، يواجه المسؤولون النيجيريون أيضاً تحدي ظهور تنظيم جديد من المسلحين، يزعم لنفسه حق «تحرير» جنوب البلاد المنتج للنفط! وقد أطلقوا على أنفسهم اسم «منتقمي دلتا النيجر». وعلى رغم اسمه، المثير للسخرية، إلا أن مسلحي التنظيم يجوبون مياه الجنوب منذ ستة أشهر، ويفجرون أنابيب الغاز والنفط الخام، ويبددون مكاسب سنوات من السلام النسبي في المنطقة. ونتيجة لذلك، تراجع إنتاج نيجيريا من النفط خلال الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 25 في المئة، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما أسهم في حدوث زيادة طفيفة في أسعار النفط العالمية، بحسب تحليل لمؤسسة «فاكتس جلوبال إنيرجي» للاستشارات في لندن. ونتيجة لـ «المنتقمين» وأعمال التخريب التي قاموا بها، حلت نيجيريا في الترتيب الثاني بعد أنجولا كأكبر منتج للنفط في القارة السمراء. وقد تحملت نيجيريا تكلفة باهظة جداً من جراء الهجمات، إذ اضطر بخاري إلى إرسال قوات لمحاربة «المنتقمين» في الجنوب بعد أن كانت تحارب جماعة «بوكوحرام»، التي قتلت آلاف الأشخاص وأجبرت أكثر من مليونين على النزوح من منازلهم، في الشمال. وأعاد بخاري إطلاق تلك الجهود بعد تقديم شكاوى من أن الجنود المهاجمين يبتزون الناس ويسرقون الممتلكات أثناء البحث عن المسلحين في الجنوب. وفي الماضي، نشط المسلحون في الجنوب، حيث خطفوا وقتلوا عمال النفط وضباط الشرطة للمطالبة بحصة أكبر في ثورة البلاد النفطية. ولكن يبدو أن «المنتقمين» يميلون إلى إضعاف اقتصاد نيجيريا، في الوقت الذي يعاني فيه بالفعل من حالة وهن شديد، وهو ما يضرب أساس خطط بخاري للنهوض بالدولة. وعلى الطريق الرئيس المؤدي إلى ميناء «واري» الجنوبي، اصطف طابور طويل من حاملات الوقود على جانب الطريق في حالة انتظار. وبدا سائقو الشاحنات شاردين، بينما ينتظرون تعبئة الوقود. وهم على حالهم تلك منذ ما يقرب من شهر. وعلى موقعه الإلكتروني قال تنظيم «المنتقمين» مبرراً الهجمات: «إننا لا نطلب أشياء كثيرة، وإنما نطالب بتحرير أبناء دلتا النيجر من التلوث البيئي والعبودية والقمع». وأضاف: «نريد دولة تحول جداول دلتا النيجر إلى مناطق جذب سياحية، وتستفيد من إمكاناتها بشكل كامل، وتوفر نظام رعاية صحية للجميع، ولكن لن يمكن تحقيق أي من ذلك طالما بقيت دلتا النيجر خاضعة لنيجيريا». يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©