الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لا للإحباط!

لا للإحباط!
11 أكتوبر 2009 23:24
يختلف الناس حول مفهوم ومعنى الإحباط، حيث يرون أنه كل ما يقف في طريق مبدأ اللذة ويحول دون مراعاته في السلوك، أو يحول دون التخلص من خبرة مؤلمة أو غير مريحة، وقد يحبط الشخص لأن الهدف الضروري له لا يوجد في البيئة التي يعيش فيها، أو لأن الهدف موجود لكن تحول دونه العوائق، أو أن يؤخذ شيء قسراً من الشخص وهو يرغب فيه. وهذه إحباطات خارجية لأنها توجد في البيئة وتصدر عنها، وقد يرجع الإحباط إلى عوامل داخلية، من ذلك مثلاً وجود قوة مضادة داخل نفس الفرد تمنعه من تحقيق الرضا والإشباع ويسمى هذا «صراعاً»، فقد لا يجد الشخص في نفسه المهارة أو الفهم أو الذكاء ما يمكنه من التكيف الصحيح. كما قد يرجع الإحباط إلى خوف الشخص من السعي في سبيل الحصول على ما يريده. وقد يكون هذا الخوف حقيقياً أو عصابياً أو خليطاً من هذا وذاك. والحياة بلا شك مليئة بأسباب مختلفة تؤدي إلى إحساس الكثيرين بالإحباط، فإن لم يتمكن الشخص من التغلب على هذه المشاعر، فإنه يصبح في حالة صراع دائم وتناقض وجداني، وقد يرتبط الإحباط بالعدوان، بمعنى أن الشخص عندما تواجهه عقبات تحول دون إشباع الحاجات في الوقت المناسب لسياق الفعل، تنتابه مشاعر عدوانية. ومن أهم عوامل الإحباط في الحياة الزوجية أن أحد الطرفين يرغب في أن يكون كل ما يفعله محل استحسان وقبول في كل وقت، وإلا شعر بأنه مرفوض، أو رغبة أحد الطرفين في أن تسير الأمور في الاتجاه الذي يريده، وأن أي خلاف لابد أن يحسم بطريقته الخاصة التي يريدها وإلا انتابه الغضب والانفعال، أو اعتقاد أحد الطرفين في أن الآخر هو مصدر الشقاء والتعاسة، وأنه لا يفهم أن السعادة أو الشقاء إحساسان نولدهما داخلياً. أو الاعتقاد بأن الآخر يجب أن يعتني به، بل وأن يكون سعيداً بذلك، فالزوجة مثلاً قد تصر على أن يتفانى زوجها في العناية بها والزوج كذلك. وعندما يتصرف الشخص انطلاقاً من هذه القواعد الخاطئة، يكون لديه إحباط مستمر وخيبة أمل، مما ينتج عنه تقدير متدن للذات، فلا يوجد أي شخص تكون كل سلوكياته مقبولة دائماً. هل بإمكاننا أن نفهم الإحباط، ومن ثم ألا نبحث معاً عن أساليب ذاتية لمقاومة هذا الإحساس المدمر؟ خورشيد حرفوش
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©