السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نشاهد الواقع بعيون المبدعين

نشاهد الواقع بعيون المبدعين
11 أكتوبر 2009 23:32
وإن اتفق الجميع على حب السينما إلا أن عشاق الفن السابع تتباين أذواقهم وتتفاوت في نوعية الأفلام المفضلة لديهم، والتي تجعلهم يحرصون على الذهاب إلى دور العرض ومتابعة أحدث الأفلام التي تعرض من خلالها. وقد وجد رواد المهرجان في عروضه فرصتين الأولى لمتابع العروض الجديدة خصوصا تلك التي لا تعرضها دور العرض التقليدية والثانية الالتقاء مع نجوم الأفلام وصناعها، ما يجعلهم أقرب من الفن السابع ويلبي شغهم حيال ما يقدمه من إبداع. هنا لقاءات مع رواد مهرجان الشرق الأوسط السينمائي حول ما يستهويهم من أفلام ويدفعهم لمتابعتها بشغف. سحر الحمداني أوضحت، أنها رغم عشقها لفن السينما إلا أن ضيق الوقت لا يساعدها على مشاهدة كل ما تحب من أفلام، ولذلك فهي تستغل المهرجانات السينمائية والكم الكبير من الأفلام المعروض بها في إشباع نهمها السينمائي، وأشارت إلى أنها تسعى دائماً إلى متابعة الأفلام التاريخية والوثائقية، نظراً لما بها من قدر عال من المصداقية والواقعية، وبعدها عن الخيال، فضلا عن اعتمادها في الأساس على حقائق ووقائع مثبتة، وهو ما يجعل من مشاهدتها متعة وفائدة في ذات الوقت. ولفتت إلى أنها جاءت لمشاهدة الفيلم الأميركي «short»، وأشادت بالخيمة التي أقامها أبطال الفيلم في حديقة قصر الإمارات ومن خلالها التقى أبطال الفيلم وصناعه بأطفال وجها لوجه ودخلوا معهم في حوار مفتوح حول أحداث الفيلم ومضمونه، وهي فكرة جديدة لاقت إعجاب كثير من العائلات التي اصطحبت أطفالها معها لرؤية الفيلم والاستمتاع باللقاء المباشر مع إبطاله. وقالت أنها كعراقية تتابع كل الأفلام التي تتناول الشأن العراقي والتي انتجتها عديد من دول العالم مؤخراً ومنها فيلمthe man who stare at goats وهو يتحدث عن الحرب العراقية من خلال صحفي أميركي عائد من العراق، ويتحدث عن وقائع الحرب هناك والمآسي التي خلفتها للشعب العراقي، وستسعى لمشاهدته خلال أيام المهرجان. السينما والحياة الاستشاري النفسي علاء إبراهيم حويل، لفت إلى أن اهتمامه بفن السينما يرجع إلى أنها تجسد عديد من الأشياء التي نراها أو لا نراها في الحياة، فالسينما تأخذنا معها في رحلة إلى عوالم من الخيال، وبعد عودتنا من هذه الرحلة نشعر بشيء من الاسترخاء وتجديد النشاط، كما أن بها أبعادا روحية ونفسية إلى جانب المتعة، خاصة وأنها تضمن المزج بين الرؤية الشخصية لصانعي الفيلم، والتقنيات الحديثة، بشكل جذاب مما يجعلنا نرى أحداث كثيرة في الحياة تدور من حولنا وكأننا نراها لأول مرة، سيما مع التطور الهائل الذي لحق بكل مفردات العمل السينمائي من تصوير وإضاءة و إخراج، وكذا طرق جديدة في كتابة السيناريوهات والقصص، هذا كله جعل من السينما شيئاً بالغ الأهمية للكثيرين بغض النظر عن نوعية الأفلام المقدمة. وأشار حويل إلى أنه يمل لمشاهدة الأفلام الدرامية، والأسطورية لما تتميز به من قدر كبير من الخيال الممتع مثل فيلم «مملكة الخواتم»، وكذلك سلسلة أفلام «هاري بوتر» التي استطاعت تجسيد كتبا تتناول قصصا أسطورية، وتحويلها إلى متعة بصرية جذابة تعطي العقل فسحة واستراحة من واقع الحياة المزعج.. الأفلام الكوميدية رنا علاء الطالبة بالجامعة الأميركية بالشارقة وجاءت خصيصاً لمتابعة أفلام المهرجان ذكرت، أنها تهوى مشاهدة الأفلام الكوميدية وأفلام الرعب، وكذا الأفلام الدرامية التي بها شيء من الغموض، يمكن أن نطلق عليها أفلاماً مركبة وتحمل حواراً نفسيا داخل أبطالها، وتلمس المواقف الإنسانية المختلفة، وتضيف رنا أنها تعلمت من السينما كثير من أمور الحياة، كما تعلمت منها تكوين الاتجاهات وكيفية التعامل مع الآخرين، خاصة وأنها مصرية الأصل ولكنها قضت معظم حياتها في الخارج، ولولا متابعتها للأفلام السينمائية ما عرفت الكثير عن ثقافة بلدها ولا كانت أتقنت اللهجة المصرية، لأنه لم يكن لها أي احتكاك بالمجتمع المصري سوى من خلال الشاشة الفضية أو ما تعرضه الفضائيات من الأفلام السينمائية. الأفلام الاجتماعية أما إيمان زهير فقد أوضحت أنها تشاهد الأفلام الاجتماعية لأن تلك النوعية من الأفلام تركز في الوقت الحالي على الواقع الذي نعيشه وتتميز بجرأة الطرح لمواضيع وقضايا لم تكن تناقش في السابق ولا نعرف عنها أي شيء، رغم خطورتها ووجودها في المجتمع مثل مشكلات الزواج العرفي والعلاقات المستحدثة التي باتت تظهر بين الأولاد والبنات في سنين المراهقة، والتي تنذر بالخطر على كثير من الأسر، وهذه الأفلام تنير بصيرة الكثيرين وخاصة أولياء الأمور على ما يدور في عالم الشباب وبالتالي يتوصلون إلى أفضل الطرق في توجيه أبنائهم بما يجعلهم قادرين مع الغير في ظل الظواهر الجديدة التي تطرأ على مجتمعاتنا. وأكدت إيمان أنها كثيرا ما استخدمت السينما كعامل مساعد في توجيه وتربية أولادها نظرا لظروف إقامتها في الغرب، فلم يكن لها غير الأفلام السينمائية كوسيلة لتعريف أبنائها بثقافة وتقاليد بلدهم الأصلي. وفي سياق مختلف لفتت إلى أنها زارت عديد من المهرجانات السينما إلا أن مهرجان أبوظبي السينمائي فاجأها بالمستوى الرائع الذي ظهر به والذي يضاهي أرقي المهرجانات السينمائية العالمية، وهذا يعد دفعة هائلة لمسيرة التنمية التي تشهدها دولة الإمارات في كافة المجالات ومنها المجال الثقافي والفني باعتبارهم من الجوانب الهامة التي تشي بنمو المجتمعات وتقدمها. أفلام الشباب من ناحيته ذكر حسام هنيدي، أنه يفضل الأفلام الحديثة أكثر من القديمة، لأنها تلامس الواقع بشدة وخصوصا فيما يتعلق بقضايا الشباب، ولكنه يطالب بقدر أكبر من الحياء في هذه الأفلام ومراعاة أنها تعرض على جميع أفراد الأسرة وينبغي ألا يكون بها ما يؤذي مشاعر أي من أفراها أو يصيبه بالحرج، كما اشار إلى أنه يحب أفلام الأكشن والحركة لما يتوافر فيها من عناصر جذب وتشويق أكثر من غيرها من الأفلام الأخرى، وأحينا يشاهد الأفلام الكوميدية خاصة إذا كانت هادفة وذات مضمون وليس فقط لمجرد الإضحاك، وهنا أكد هنيدي، أن الفنان الكوميدي عليه مسؤولية اجتماعية مضاعفة لأن كل أفراد الأسرة يشاهدون الفيلم الكوميدي، ومن ثم يجب أن يكون بعيداً عن الإسفاف والهبوط في مستوى الحوار، لأنه أصبح سمة غالبة في معظم الأفلام الكوميدية التي تعرض هذه الأيام. أفلام الأكشن في ذات السياق لفت عمر السويدي إلى أنه يتابع الأفلام السينمائية باعتبارها وسيلة مفيدة لقضاء الأوقات، كما أنها تفيد في التعرف على ثقافات أخرى، وتجعل الفرد يخرج من حالة الملل أو الضغوط التي يعانيها في الحياة اليومية، وأشار إلى أنه يشاهد الأفلام على اختلاف أنواعها، وأن ما يدفعه لمشاهدة هذا الفيلم أو ذاك، هو ارتفاع مستواه الفني وإشادة الناس به، وإن كانت أغلب الأفلام الناجحة كما يقول السويدي، هي أفلام الأكشن والكوميدي، والتي تمثل نحو 90% من نسبة الأفلام التي تحظى بنجاح وجمهور كبير في دور العرض. وعن مستوى تنظيم المهرجان، فقد أشاد به السويدي، لافتاً إلى أن الزحام الذي حدث في اليوم الافتتاحي، جعله يشعر بالجو الكرنفالي المصاحب للأحداث والفعاليات الكبرى، خصوصا في ظل وجود حشد كبير من نجوم السينما العالمية والعربية. وأوضح أنه استمتع برؤية هؤلاء النجوم عن قرب، وأخذ صوراً تذكارية مع النجوم العرب، وتمنى لو ألتقط مثلها مع نجوم السينما العالمية، ولكن تعذر عليه ذلك بسبب الازدحام الشديد. الأفلام الدرامية من جانبه قال سيف المزروعي، إنه يفضل الأفلام الدرامية والكوميدية، لأن الأولى قريبة جدا من الواقع وتلامس قضايا يومية نحياها جميعا، أما الثانية فهي بمثابة مسكنات للنفس وتساعد الإنسان على التغلب على همومه مشاكله، من خلال الاستغراق في الضحك والبعد ولو قليلاً عن منغصات الحياة في الفترة التي يشاهد فيها الفرد فيلماً كوميدياً. ولفت المزروعي إلى أن هناك مجموعة كبيرة من الأفلام الإماراتية القصيرة ذات المستوى الجيد وتشارك في المهرجان، موضحاً أنه سيسعى إلى مشاهدة أكبر عدد منها بحسب ما يتوافر لديه من وقت، كي تعرف على مدى التقدم الذي لحق بالفيلم الإماراتي خاصة وأن صناعة السينما في الإمارات هي صناعة حديثة، وسيسعى من خلال رؤيته لهذه الأفلام لمعرفة إلى أي مدى استفاد زملاؤه من الشباب الإماراتيين من الفرص والدعم المقدم لهم في تقديم فن سينمائي يناسب تطلعات أجيال شباب الإمارات، ورغبتهم في تبوء مكانة فنية راقية تتناسب مع المكانة التي تتميز بها دول الإمارات في محيطها الإقليمي وكذا في المحافل الدولية. كما أشار المزروعي إلى أن حجم الدعاية المصاحبة للمهرجان كان جيداً، وإن كان يتمنى لو زادت الجرعة الإعلامية الخاصة بالمهرجان وفعالياته في الدورات القادمة، بما يتناسب مع هذا الحدث الضخم وأهميته بالنسبة لصناعة السينما وهي من الصناعات التي تنال اهتماماً كبيراً ومتزايداً على مستوى العالم. وشدد على أن إقامة مهرجان بهذا المستوى على أرض أبوظبي، يؤكد على مكانتها كمنارة إشعاع ثقافي في المنطقة، وهذا الإشعاع والتنوير يتجاوز المنقطة أحياناً إلى مناطق العالم المختلفة، بدليل وجود هذا الكم من الأفلام بما تمثله من ثقافات وحضارات مختلفة على أرض الإمارات. الأفلام المشوّقة عبد الرحمن السيد بن هاشم، ذكر أنه يحب السينما لأنه يستفيد كثيراً منها، من خلال ما بها من سرد لقصص وحكايات مثيرة ومشوقة، وأوضح أن أهم ما يستهويه من تلك الأفلام هي الأكشن والدراما، فأفلام الأكشن تكون غاية في الجاذبية بما فيها من أفكار جديدة، وقصص مختلفة. أما الدراما غالباً ما تدور حول قصص نأخذ منها عبرة نستفيد منها في حياتنا. وفي إطار مواز لفت بن هاشم إلى أن مستوى تنظيم المهرجان كان رائعاً وهناك اهتمام كبير بالزوار والعمل على راحتهم، كما أن الالتقاء المباشر بنجوم السينما يدخل البهجة على قلوب محبي فن السينما، من خلال رؤيتهم لنجومهم المفضلين، ومناقشتهم حول أعمالهم الفنية وكذا التعرف على شخصياتهم عن قرب. أما شقيقه سالم الهاشمي، فقد ذكر أنه يفضل أيضا أفلام الأكشن بما فيها من إبهار واستخدام جيد للتقنيات الحديثة، مما يجعل مستوى الفيلم أكثر من رائع، كما أوضح أنه في أحيان كثيرة يستمتع بمشاهدة الأفلام الكوميدية لأنها تبعده عن ضغوط الحياة، وتجعله ينتقل إلى عالم من السعادة والضحك خاصة إذا كانت المشاهدة مع الأصدقاء. ولفت أيضاً إلى أنه يشاهد الأفلام الدرامية، لأنها في الغالب تحمل قصصاً ذات بعد إنساني وتخاطب الوجدانيات. وعن المهرجان وتنظيمه، قال الهاشمي، إن مستوى التنظيم كان مبهراً وأظهر الوجه الحضاري والثقافي المميز لأبوظبي، ويكفي أن إقامة مهرجان للسينما بهذا الحجم والنجاح في أبوظبي سيجعل من أبوظبي اسما يتردد الآن وبقوة في كافة المحافل الفنية والسينمائية في كافة أنحاء العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©