الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الرّيس: الكتاب والقراءة الـواعية طريـق الارتقـاء بالأمـم

الرّيس: الكتاب والقراءة الـواعية طريـق الارتقـاء بالأمـم
4 يونيو 2017 23:45
محمود عبد الله (أبوظبي) الفنان التشكيلي الإماراتي «عبد القادر الرّيس» يؤكد أن الثقافة الجادّة والفنون الراقية، وبخاصة «التشكيل»، هي إحدى أذرع القوى الناعمة، لما لها من تأثير كبير في وجدان المجتمع، ويقول في حديثه لـ«الاتحاد»: «لا أحد يمكنه إغفال أهمية الفنون الرفيعة على مرّ التاريخ ودورها في تحفيز النّاس على الانتماء والعطاء وبذل النّفس والمال من أجل رفعة الوطن»، وقال الرّيس، إن الإمارات بفضل قيادتها الحكيمة، تشهد نهضة وتطوراً حقيقياً في دعم الإبداع والثقافة والفنون والمبادرات التي تجعل منها طرفاً رئيساً في مواجهة العنف والتطرف الفكري، وأضاف الرّيس: «لا شك في أن الفنان هو جزء من مجتمعه، ويحمل رسالة يقدم من خلالها وطنه في إطار فن مشرق، راقٍ، هادف وأصيل بمضمونه وهويته، ولقد رسمت عام 2011، وتزامناً مع ما يدور من أحداث مريعة في الشارع العربي، لوحة أسميتها «العداد» تدين الشر والإرهاب، وكل من يغذيه لتصدير ثقافة الموت والكراهية»، كما رسمت عديد اللوحات عن أحوال اللاجئين، وبخاصة من أهل فلسطين، وما حدث لبعضهم في مخيمي صبرا وشاتيلا، ولوحات عديدة تظهر البؤس الإنساني في صور عديدة، ما يشي بأن التشكيل رسالة إنسانية وسامية لمخاطبة مختلف الأجناس، ومناقشة القضايا المعاصرة. فيما يتعلق بسبل النهوض بواقع الرسم ليكون في خدمة شباب الأمة، أوضح الريس أننا بحاجة إلى استراتيجيه تثقيفية للمجتمع بهدف تعزيز الذائقة الجمالية لدى الشباب والطلاب على حب الجمال وتكوين ثقافة نظيفة تحميهم من كوارث التطرف. في زمن اختفى فيه الرسم بالأصباغ المائية إلا في ما ندر، بسبب ما يتطلبه استعمال تلك الأصباغ من مهارات تقنية وتمكّن حرفي، إضافة إلى ما تفرضه شفافية تلك الأصباغ من موضوعات بعينها، لا يزال الريس يسحر مشاهدي أعماله، لا ببراعته وحدها بل وأيضا بطاقة الأصباغ المائية الكامنة. وهي طاقة لا تتفجر إلا على يد فنان، قادر على أن يرفع يده عن سطح اللوحة في اللحظة المناسبة. فنان لا تقبل يده الخطأ، وهي تحلم دائما بالجديد المتفرد، لهذا يعتبر أن شهر رمضان فرصته لكي يعتكف في «مرسمه» الذي يعتبره مصدر توازنه، لمزيد من الإنتاج، الذي سيظهر في معرضين تشكيليين مقبلين، الأول في أبوظبي، والثاني في الرياض. ويؤكد الريس أن الارتقاء بالأمم لا يكون إلا عن طريق الكتاب والقراءة الواعية، وبالنسبة للإمارات فإن عام القراءة الممتد حوّلها إلى ورشة للمعرفة، ثم يوجه الريس نصائحه للشباب ويحذرهم من غواية الكتب الصفراء والمتطرفة، ودعاة الفتنة، ويقول: «نحن بحاجة إلى تجديد في فهم الخطابين الديني والثقافي، وتطبيق المنهج الصحيح للإسلام، وإشاعة الفكر الإسلامي الصحيح لحماية شبابنا وتحصينهم». ويضيف الريس: «لنعمل جميعاً مؤسسات ومبدعين نحو بناء جيل مثقف محب للقراءة، قادر على المبادرة والبناء؛ لأن مفهوم القراءة والثقافة والفنون الجميلة واستراتيجية التعليم السليم، مرتبط بمسألة الهوية والحفاظ على الموروث الحضاري. إن التفاعل بين هذه المفاهيم ينتهي بمعرفة إيجابية صالحة أو معرفة سلبية مدمرة للفرد والمجتمع على حد سواء».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©