الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تراجع مستوى الحكام «بقعة سوداء» في ثوب المونديال

تراجع مستوى الحكام «بقعة سوداء» في ثوب المونديال
12 أكتوبر 2009 00:03
تسببت أخطاء الحكام في تغيير نتائج بعض المباريات في مونديال الشباب المقام حالياً في مصر، ولسوء حظ لجنة الحكام في الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» فقد ارتكب هذه الأخطاء حكام مرشحون لإدارة مونديال الكبار الذي تنطلق منافساته الصيف المقبل في جنوب أفريقيا، وما أثار تساؤلات المنتخبات المتضررة من الأخطاء القاتلة للحكام في مونديال مصر أن «الفيفا» لم يقرر إيقاف أي منهم أو حرمانه من استكمال إدارة المباريات، كما يفعل عادة في كأس العالم للكبار، فقد تكرر ظهور الحكم الكرواتي ايفان بيبك في 3 مباريات رغم ارتكابه لأخطاء مؤثرة، غيرت نتائج مباريات مصر وباراجوي ثم مباراة غانا وأوروجواي، وأخيراً مباراة الأبيض الشاب وكوستاريكا في دور الثمانية. وكان الكرواتي ايفان بيبك، وحكم موريشيوس ايدي مايليه والحكم الكولومبي أوسكار رويز الأكثر ارتكاباً للأخطاء وإثارة للجدل في البطولة حتى الآن، وجميعهم على قائمة ترشيحات الفيفا لإدارة مونديال الكبار، وبدا المشهد، وكأن لجنة الحكام بالفيفا قررت التعامل مع الملف التحكيمي في مونديال الشباب على سبيل التجربة لاختبار قدرات الحكام دون أن تتوقع تضرر بعض المنتخبات من تراجع مستوى قضاة الملاعب، وعلى رأس هذه المنتخبات الأبيض الشاب الذي دفع ثمناً باهظا لأخطاء الحكام. وبديهيات كرة القدم تؤكد أن الأخطاء التحكيمية تظل جزءًا أصيلاً من إثارة كرة القدم، كما أن الحالات التي تبث خلالها تعمد الحكام لارتكاب الأخطاء، ومجاملة فريق على حساب الآخر نادرة للغاية، وليست محل نقاش، فخطأ الحكم لا يمكن تصنيفه بعيداً عن الخطأ البشري غير المقصود، وكما يخطئ اللاعب في إهدار فرصة تسجيل هدف محقق، أو يخطئ المدرب في تشكيلة الفريق وإجراء التغييرات المناسبة يقع الحكام في بعض الأخطاء، إلا أن تصديق هذه البديهيات يتراجع أمام تكرار مشهد الظلم الذي يقع على فريق بعينه، وكان الأبيض الشاب على رأس قائمة المنتخبات التي تضررت من أخطاء الحكام، وهو ما يتضح من خلال سرد الوقائع الكاملة للأخطاء التحكيمية التي أهدرت فرص الإمارات في تحقيق إنجاز تاريخي بالصعود إلى الدور قبل النهائي للمونديال الشبابي. حصل لاعبو الأبيض الشاب على 14 بطاقة صفراء في 5 مباريات، فضلاً عن حالتي طرد من نصيب أحمد علي في مباراة هندوراس ومحمد فوزي في مباراة كوستاريكا، وإذا كان طرد أحمد علي مستحقاً لتدخله في المناوشات التي حدثت بين اللاعبين قبل نهاية مباراة هندوراس، فقد جاء طرد محمد فوزي بقرار متسرع من الحكم الكرواتي بيبك، ومن خلال الإعادة التلفزيونية اتضح أن فوزي لم يكن يستحق أكثر من البطاقة الصفراء وليس الطرد المباشر، حيث لم يتعمد اللاعب إيذاء الخصم. وكانت ظاهرة الإفراط في منح البطاقات الصفراء من أبرز عيوب التحكيم في مونديال الشباب، وقد يعود السبب في ذلك إلى وجود تعليمات بضرورة فرض الانضباط على جميع اللاعبين، خاصة أن منافسات هذه الفئة العمرية تحتاج إلى الحزم في إدارة المباريات، ولكن الحكام أفرطوا في استخدام البطاقات بكافة ألوانها. وكانت مباراة الأبيض الشاب وفنزويلا في دور الـ 16 شاهداً على تراجع مستوى حكام مونديال الشباب بشكل لافت، فقد جاءت القرارات العكسية لحكم سيشيل ايدي ماييه لتدفع البعثة الاماراتية للتقدم باحتجاج رسمي ضده بعد أن تغاضى عن احتساب ركلتي جزاء واضحتين، وأفرط في منح البطاقات الصفراء التي جاء بعضها غير مستحق، خاصة الإنذار الذي حصل عليه ذياب عوانه ليفتقد الأبيض الشاب أحد أعمدة تشكيلته الأساسية في مباراة كوستاريكا، كما حصل محمد فوزي على بطاقة صفراء حرمته من المشاركة في دور الثمانية. وعقب المباراة علق رئيس اتحاد الكرة محمد خلفان الرميثي على قرارت حكم سيشيل بقوله: «الحكم كان ضعيفاً جداً في إدارته للمباراة وحرمنا من ركلتي جزاء، كما أفرط في إشهار البطاقات الصفراء في وجه لاعبينا مما أثر على لاعبينا وبسببه سوف نفقد لجهود ذياب عوانه ومحمد فايز في لقاء كوستاريكا». ورغم تحذيرات الرميثي من ان أخطاء الحكام قد تطيح بآمال بعض المنتخبات، وتأكيده على ضرورة اختيار حكام أكفاء لإدارة الأدوار المتقدمة في البطولة إلا أن الأبيض الشاب كان ضحية لأخطاء حكم مباراته في دور الثمانية. بيبك يواصل السقوط خلال مواجهة منتخبنا مع كوستاريكا في دور الثمانية تسببت أخطاء الحكم الكراوتي الشاب ايفان بيبك في تغيير نتيجة المباراة، وكانت احد العوامل التي قوضت الحلم الإماراتي في تحقيق إنجاز تاريخي بالدخول ضمن أفضل 4 منتخبات في العالم، ومن أبرز الأخطاء التي ارتكبها بيبك التغاضي عن احتساب ركلتي جزاء، كانت الأولى لأحمد خليل والثانية لماهر جاسم وكانت واحدة منهما كافية لمنح الأبيض الشاب بطاقة العبور لدور الأربعة، كما جاء قرار الحكم بطرد محمد فوزي متسرعا، فقد تبين في الإعادة التلفزيونية ان اللاعب لم يكن يستحق أكثر من البطاقة الصفراء وليس الطرد المباشر، وجاء توقيت الطرد ليضاعف من مرارة الشعور بالظلم التحكيمي، فقد حدث ذلك قبل دقيقة واحدة من الهدف الذي أحرزه منتخب كوستاريكا في الدقيقة 119، ورغم أن غالبية هذه القرارات الجائرة تظل تقديرية لحكم المباراة إلا أن ايفانز بيبك تحديداً ارتكب أخطاء مماثلة في نفس البطولة كانت تستوجب منعه من الاستمرار في إدارة المباريات، فقد احتسب هدفاً لمنتخب باراجواي أمام مصر من تسلل واضح في الدقيقة 90 من المباراة لتفوز باراجواي 2/1، وفي مباراة غانا وأوروجواي تسرع في طرد لاعب وسط غانا محمد ربيع، ثم قررت اللجنة المنظمة للبطولة تخفيف قرار العقوبة بايقاف اللاعب مباراة واحدة فقط، مع إلغاء قيمة الغرامة المالية التي يدفعها اللاعب المطرود والتي تقدر بحوالي 3500 دولار. ورغم تمتعه بخبرات جيدة بالنظر إلى صغر عمره إلا ان الحكم الكرواتي بيبك لم يكن موفقاً في إدارة جميع المباريات التي أسندت اليه في مونديال الشباب، الأمر الذي يلقي بظلال من الشك على مشاركته في مونديال الكبار. الجزار الكولومبي وبعيداً عن الأخطاء التي أطاحت بحلم الأبيض في مواصلة طريقه في المونديال، كان هناك حكم ثالث خطف الأضواء بقراراته التي أثارت جدلا كبيراً في إحدى مواجهات دور الثمانية والتي انتهت لمصلحة المجر على حساب ايطاليا بثلاثية مقابل هدفين، فقد قام الحكم الكولومبي أوسكار رويز أكوستا بتوزيع 14 بطاقة ملونة على لاعبي ومدربي الفريقين، بينها 6 قرارات طرد في واقعة نادرة في ملاعب كرة القدم، خاصة في بطولات الفيفا، وأثارت قرارات الحكم اعتراضات كبيرة من لاعبي المنتخبين، رغم ان غالبيتها اتسم بالجرأة، ولكن السيرة التحكيمية لأوسكار رويز تؤكد انه أحد الحكام الذي يعشقون استخدام البطاقات الصفراء والحمراء، فقد أدار 4 مباريات في كأس العالم 2002 و 2006 واستخدم خلال هذه المباريات 21 بطاقة صفراء، وأثارت قراراته الخاطئة في مباراة كوت ديفوار وهولندا في ختام مباريات الدور الأول لمونديال 2006 جدلاً كبيراً، وهو الأمر الذي حرمه من إدارة مباريات أخرى في البطولة.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©