هيلاري: لن ننتظر إيران إلى الأبد

شددت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس، على أن المجتمع الدولي لن يصبر على إيران للأبد كي تثبت أنها لا تصنع قنابل نووية. من جهته، أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند الذي التقت به هيلاري في لندن أمس، أن إيران لن تتاح لها أبدا فرصة أفضل لإقامة علاقات طبيعية مع بقية العالم لكن عليها أن تبدأ في التصرف وكأنها «بلد عادي». ووافقت إيران خلال اجتماع مع مجموعة «5+1»، في جنيف في الأول من أكتوبر الحالي، على السماح لخبراء الأمم المتحدة بالدخول إلى منشأة لتخصيب اليورانيوم في قم تم الكشف عنها مؤخرا. وأضافت كلينتون أن الاجتماع كان بداية بناءة لكنها أضافت أن من الضروري أن يتبعه فعل. وقالت هيلاري في مؤتمر صحفي «لن ينتظر المجتمع الدولي لأجل غير مسمى للحصول على أدلة على استعداد إيران لتنفيذ التزاماتها الدولية». ومن المقرر إجراء جولة مفاوضات مع مجموعة «5+1» في 19 أكتوبر في فيينا بشأن اقتراح بإرسال اليورانيوم الإيراني إلى الخارج لمعالجته ثم إعادته إلى طهران. ورفضت طهران مرارا مطالب بوقف أنشطتها النووية الحساسة رغم أن الأمم المتحدة فرضت عليها 3 مجموعات من العقوبات منذ 2006. وبريطانيا والولايات المتحدة ضمن القوى العالمية الست التي تسعى لنزع فتيل النزاع النووي مع إيران. وقال ميليباند إن على إيران أن تعمل جاهدة لكسب الثقة فيما يتعلق ببرنامجها النووي. ومضى يقول «أعتقد أن تاريخ إيران من البرامج المستترة السرية..يفسر السبب الذي يجعل المجتمع الدولي يفتقر إلى الثقة في تأكيدات النظام الإيراني على الأغراض السلمية الخالصة ببرنامجه النووي». ولمحت إيران مجددا أمس، إلى احتمال أن تشرع في مزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم في تصريحات من المرجح أن تزيد من القلق لدى القوى الغربية التي تخشى أن تكون طهران تسعى لصنع قنابل نووية في حين تنفي إيران هذا الاتهام. وانتقدت هيلاري القيادة الإيرانية بسبب الطريقة التي تعاملت بها مع الاحتجاجات بشأن الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الماضي. وصرحت «بالنسبة لإيران من المؤسف أن تكون بلد بمثل هذا التاريخ العظيم والتي يمكن أن تمنح باقي العالم الكثير، خائفة للغاية من شعبها.. الطريقة التي يستخدمون بها السجون السرية والاحتجازات والمحاكمات الاستعراضية تعكس مدى الاستياء الذي يعلمون أن الشعب يشعر به تجاه القيادة الحالية». في طهران، أعلن علي شيرزاديان وهو متحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية أمس، أن بلاده تمتلك تكنولوجيا تخصيب اليورانيوم ويمكن أن تزود بنفسها مفاعل أبحاث في طهران بالوقود النووي إذا لم يجر التوصل لاتفاق مع القوى الكبرى. ومن المرجح أن يصعد الإيحاء بأن إيران ربما تشرع في مزيد من عمليات تخصيب اليورانيوم، قلق الدول الكبرى التي تشتبه في أن طهران تسعى لتصنيع قنابل نووية. تأتي تصريحات شيرزاديان قبل محادثات 19 أكتوبر الحالي في فيينا بخصوص الاتفاق المبدئي مع القوى العالمية بشأن تزويد مفاعل في طهران بالوقود النووي من الخارج. وقال شيرزاديان أمس، «إيران تمتلك تكنولوجيا التخصيب بالكامل وبالتالي ستجلس على طاولة التفاوض بقوة». ونقلت صحيفة «بول» المحافظة عنه قوله انه إذا فشلت المحادثات فسترسل إيران خطابا إلى الوكالة الذرية لإبلاغها «بأن طهران ستعمل بمفردها لتزويد مفاعلها بالوقود». وأضاف «كمية الوقود التي سيحتاج إليها هذا المفاعل تتوقف على الطريقة التي يعمل بها الوقود وهي ستتراوح بين 150 و300 كيلوجرام لفترة عام ونصف العام».