الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الشارقة القديمة تحضر من الذاكرة بأصوات الناس وتقاليد أيام زمان

الشارقة القديمة تحضر من الذاكرة بأصوات الناس وتقاليد أيام زمان
6 ابريل 2011 23:34
اختتمت مساء أمس الأول في الشارقة فعاليات اليوم الثاني والأخير من ندوة “فضاءات التراث غير المادي.. تجارب وشهادات” التي أقامتها إدارة التراث بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بموازاة أيام الشارقة التراثية وشارك فيها العديد من الباحثين من الإمارات والوطن العربي. ومن المقرر أن يصدر البيان الختامي والتوصيات في وقت لاحق من هذا الأسبوع، بحسب ما قالت المشرف العلمي للندوة الدكتورة بروين نوري عارف لـ”الاتحاد”. وقد شهدت جلسات أمس الأول تقديم تجربتين عربيتين تمكن القائمين عليهما من تسجليهما في لائحة التراث الإنساني غير المادي الخاصة باليونسكو، وهما: “حلب” من سوريا و”طانطان” من المغرب، قدم خلالهما محمد القجة وعلي كرمون على التوالي محتويات التجربتين وفرادتهما إنسانيا وثقافيا وإيفائهم بالشروط المطلوبة وكل ما يلزم من مسوّغات لترويج تجربتهما في اليونسكو وصولا إلى لائحتها، وقد كان ذلك معززا بتقنية البروجكتور التي قدمت العديد من الصور الثابتة والمتحركة. كما تمّ عقد جلسة اختلفت نظريا وتطبيقيا، فقدمت نورية آيت محمد من الجزائر “التراث اللا مادي والهوية” وأحمد النعمان من الإمارات “الفكاهة في التراث الشعبي” وجارنو بيلتونين من فنلندا “المُلكيات والأعمال الفنية والتراث الشعبي الذي يتم اختياره في فنلندا. حيث أضفى هذا التنوع في العناوين في سياق واحد نوعا من الحيوية على استقبال الطروحات النظرية من قبل الباحثين الآخرين واختلافهم أو اتفاقهم معها. كذلك أفردت إدارة الندوة جلسة خاصة للباحثين ماجد بو شليبي قدم خلالها ورقة بعنوان “ذاكرة الأسواق” وعبد العزيز المسلم ورقة بعنوان “ترميم الذاكرة.. إعادة بعض تقاليد الأيام السالفة”، حيث حضرت الشارقة من الذاكرة إلى الصوت وحضرت معها تقاليد الناس أيام زمان في تعاملهم اليومي مع بعضهم البعض ومع مفردات الحياة العادية وكذلك سعي الناس إلى رزقهم بحسب البيئة التي وفدوا منها كالبيئة الجبلية أو الصحراوية أو البدوية، مع التركيز، من قبَلهما، على ضرورة أن يبقى هذا التراث غير مادي حيّا ويشكل جزءا من الهوية الوطنية. أما الجلسات الأخرى التي أسهم فيها باحثون خليجيون مختصون بالتراث فقدموا شهادات عن ما أنجزته الشارقة في مجال المحافظة على التراث وترميم الأبنية القديمة وإعادة إحياء علاقة الإنسان بها وكذلك التراث الشعبي وغير المادي عموما من خلال تدوين الحكايا والأشعار الشعبية وتدوين السبل التي كان يعيش بواسطتها الناس أيام زمان والكيفية التي كانوا يتعاملون فيها مع بعضهم البعض آنذاك. أيضا، ركّز البعض من الأوراق التي غالبا ما جاءت شفوية، على الإشادة بمستوى ما جرى تحقيقه على هذا الصعيد في الشارقة خلال فترة وجيزة، داعين إلى أن تشهد الساحة الرئيسية في قلب الشارقة القديمة فعاليات وأنشطة متعددة تجعل من الجمهور على صلة دائمة بهذه الساحة التي باتت تحفظ ذاكرتهم الجمعية الآن. وإلى الجلسة الأخيرة التي شاركت فيها على التوالي الدكتورة نسيمة بوصلاح من الجزائر حول “كيفية إيجاد فعاليات سنوية في الشارقة القديمة” والدكتورة بروين نوري عارف التي تحدثت عن “ملف الشارقة” المزمع تقديمه لليونسكو بهدف ضمّ الساحة الرئيسية والشارقة القديمة إلى لائحة التراث الإنساني غير المادي. وقد أثار جانبا من طروحات بوصلاح حفيظة بعض المشاركين من الباحثين إلى حدّ الاعتراض على هذه الطروحات بقسوة أثناء مناقشتها إذ دعت إلى أنشطة لا تحتاج إلى تنظيرات بل إلى أيدي وعقول مبدعة تعيد استثمار الشارقة القديمة، فنيا واقتصاديا، مع التخفيف من لهجة “هستيريا المحافظة” على التراث بحجة أن هذا التراث كائن حيّ من الممكن أن يصبح حاجة حياتية للناس. وذلك في سياق ملاحظتها انعدام أي فاعلية للمبادرة الفردية في إحياء الشارقة القديمة حيث تشرف الحكومة على أنشطة الساحة كليا، الأمر الذي يمنع قيام أية أنشطة عفوية في الساحة. أما الدكتورة بروين نوري عارف فأشارت إلى أن ملف الشارقة سيتضمن أبعادا عديدة كالبعد التاريخي لإمارة الشارقة وارتباطه بالأبعاد الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية فضلا عن تعدد البيئات فيها. ثم تناولت البيئة البحرية بقَدْرٍ من التفصيل وكذلك ما تمّ إنجازه من ترميمات للمباني والأسواق والمساجد خلال السنوات الماضية.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©